عصبية أريد أموراً ولا أريدها..!؟
السلام عليكم،
أنا "ماهي"، عمري 22 سنة، عندي مشكلة غريبة، وليست مشكلتي وحدي بل تعاني منها عدد من صديقاتي. نحن نعاني من صراع داخلي وتناقض في الشخصية، وشعور دائم بالذنب، فأشعر أني مخطئة معظم وقتي.
أنا خرّيجة آداب/ اجتماع، أحزن جداً حين أجد نفسي عاجزة عن حلّ مشاكلي مع أني من بحلّ مشاكل الناس! أنا عصبية جداً جداً لأبعد الحدود، يعني لو هناك مشكلة صغيرة أتوتر وافقد أعصابي بسرعة.
مشكلتي أني بكون أريد شيئاً ما وفي نفس الوقت لا أريده! يعني مثلاً؛ لو تشاجرت مع ماما وأخبرت إحدى صاحباتي ووقفت في صف ماما وغلّطتني أنا، أغضب منها، ولو رويت نفس المشكلة لصاحبة ثانية ووقفت في صفي أنا أغضب أيضاً! لا أدري هل جننت أم ماذا؟ أود لو أعرف ما بي وماذا أريد؟!
آسفة على الإطالة، وجزاك الله خيراً.
20/6/2008
رد المستشار
عزيزتي "ماهي"؛
إن تناقض الشخصية أصبح سمة من سمات عصرنا... فلستِ وحدك من تعانين منها، وكما تقولين أنت وصديقاتك، ولكني لا أقصد صديقاتك فقط كلا؛ أنا أقصد جيلاً كاملاً تربى على التناقض في مجتمع متناقض.
فأصبحنا كلنا نصارع دواخلنا لأننا أبناء مجتمع متناقض في كل شيء، يقيّم الشيء الواحد ألف تقييم يضيّع شكله وملامحه ولا نعرف الصواب من الخطأ، الجيد من الرديء، فكل يوم تقييم جديد ومختلف عمّا سبقه اختلافاً جذرياً.
فقط كل ما أستطيع قوله لك أن تعقدي هدنة مع نفسك، تتعرفي على رغباتها وتتعرف هي على شخصيتك؛ حتى تفهما بعضكما وتستطيعا العيش سوياً.
قبل أي قرار اجلسي مع نفسك وشاوريها، حاولي أن تتوحدي معها، فقد قال سارتر عن هذا الموضوع الكثير ولكن يمكن تلخيصه في التالي: "إن لكل إنسان مجموعة كبيرة من الأنات كلها متناقضة ومتضاربة، فجميل أن يستطيع المرء أن يوحدها جميعاً لأنا واحدة يرضى عنها ويسعد بها ويعرف كيف يتعامل معها".
أعرف أنه صعب ولكن حاولي حتى تستريحي من الصراع المستمر داخلك.
هداك الله وأراح قلبك.