أكبر معذب في العالم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
تحية طيبة لكل القائمين علي هذا الموقع الرائع ولكم جزيل الشكر علي مجهوداتكم المخلصة.
وأخص بالشكر الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي مؤسس الموقع والأستاذ الدكتور مصطفي السعدني الذي تفضل بالإجابة علي استشارتي السابقة بعنوان: "أكبر معذب في العالم".
ولي بعض الاستفسارات المتعلقة بوضعي الحالي ووضعي الحالي يتمثل في الآتي:
1- أنا الآن لا أرغب في الخروج من المنزل بتاتا حتى لو كان ذلك لضرورة ملحة كشراء بعض احتياجات المنزل أو الذهاب مع صديق لي في "مشوار" مهم قد طلبني إليه بشدة فإني أقوم بتأجيل الخروج إلى أقصي وقت ممكن أو إلغائه إن استطعت حيث أشعر أن الخروج من المنزل مجهود كبير لا أستطيع القيام به كما أني قد أشعر بالخوف حتى أني لم أشتر ملابس لي منذ فترة طويلة بحيث لم أعد أملك سوى "قميص" واحد و"بنطلون" واحد للخروج!!
أعرف أن هذا العرض مرتبط إلى حد كبير بالاكتئاب ولكن أنا أتعجب حيث أن باقي الأعراض غير موجودة _بفضل الله_ فأنا آكل وأشرب ولا أشعر بالحزن الشديد أو ضيق الصدر المطبق اللذين قاسيتهما خلال "نوبة الاكتئاب الكبرى" في الفترة ما بين مارس ويوليو 2006... فقط أشعر بصعوبة في الشعور بالسعادة.
2- أنا الآن لا أتناول أية أدوية ذات تأثير نفسي وبالنسبة لـ"خلطة" الإفكسور مع الموتيفال والدوجماتيل فقد أوقفتها بالتدريج بعد مرور سنة تقريبا وذلك بدون استشارة الطبيب المعالج حيث كان قد نصحني بالاستمرار على العلاج لمدة 3 سنوات على الأقل والذي كان أيضا قد قال لي أنه لولا تحسني على هذه الأدوية لكان قد لجأ إلى العلاج بالصدمات الكهربائية.
وكنت أصرف علاجي من مستشفى الطلاب بالجامعة حيث هو متاح خاصة أن ظروفي المادية لا تسمح بشراء الإفكسور خاصة وأن والدي لا يعترف بالمرض النفسي ويعتبره "دلع" وعندما حاولت معاودة صرفه هذه الأيام فشلت حيث أن الطبيبة المسئولة بالمستشفي كانت قد شخصتني بما قالت لي أنه "مشكلة في الإرادة" بينما كتبت في التذكرة العلاجية: Simple schizophrenia ، وأن جميع الأعراض السالبة موجودة لديّ وأنني أعاني أيضا من اضطراب في الشخصية (شخصية شبه فصامية) وأعطتني دواء للفصام يسمي "أريبيبريكس" علما بأنها لم تعرف كل تفاصيل حالتي.
وبهذا يكون أكثر من طبيب قد شخصني بالفصام بعضهم يقول فصام كامن وبعضهم يقول فصام بسيط والعرض الأساسي الذي يعتمدون عليه في التشخيص هو التوقف عن الدراسة وقال لي أحد الأطباء أنه "توقف فصامي"... يذكر أنني بفضل الله لا أعاني من هلاوس أو ضلالات. علما بأنني لم أغير طبيبي من تلقاء نفسي بل السبب أنه يسافر خارج البلاد لفترات طويلة ولا يعود سوى بضعة أيام في السنة.
3- أنا بالفعل متوقف عن الدراسة ولا أستطيع _بكل أسف_ معاودة الدراسة وفي ذات الوقت لا أستطيع ترك الدراسة والبحث عن عمل فلا أعلم ما الذي يمكن أن أعمل به بشهادة "الثانوية العامة"، كما أني أشعر أنني أخشى من العمل وأنني لا أستطيع الانضباط في عمل معين والالتزام به بل وأتعجب من قدرة الناس الذين أراهم في مختلف المهن والتخصصات على المثابرة والتحمل والالتزام...
أمي تقول عني أنني "متدلع" أو "مترف" بينما يؤمن أخي أنني أملك "عداوة لنفسي" وأنني أريد أن أورد نفسي المهالك وأن في رأسي برنامج "تدمير ذاتي" يشبه "ڤيروس" الكومبيوتر بينما يرى أبي أنني أصبحت كسولا ومستهترا وأنا بصراحة لا أستطيع أن أنفي هذه الاتهامات فعلى الأقل بها جانب من الصحة.
4- بالنسبة للحالة الجنسية فقد تأكدت من أن الضعف الجنسي الذي اكتشفته عندي هو عضوي المنشأ وليس نفسي فلا يوجد انتصاب صباحي ويبدو أن العادة السرية ليست السبب وإنما هي عجلت بظهوره فقط حيث يبدو أن المشكلة وراثية في عائلتنا فأبي أصيب بنفس المشكلة كما اعترف لي أخي أنه يعاني من نفس المشكلة ولكن الحمد لله على كل حال فهذا أفضل كثيرا من أن أصاب بالسرطان مثلا.
5- أشرت في الرسالة السابقة إلى أنني أصبت بشكوك في العقيدة وقد استخدمت تعبيرات مثل "اعتنقت اللاأدرية" و"وصلت إلى الإلحاد التام" للإشارة إلى حجم المشكلة وكما ذكرت فقد أدت بي هذه الأفكار والشكوك إلى الاكتئاب الجسيم وفي أوج مرضي الذي كاد يقتلني وبعد أن تقطعت بي السبل وضاقت بي الأرض وأخذت أكثر من علاج للاكتئاب دون جدوى دعوت الله مخلصا أن إذا كشف عني هذا المرض فسوف يكفيني هذا دليلا كافيا على وجوده سبحانه وعلى وحدانيته وعاهدت الله ونفسي إن شفيت ألا أعود إلى تلك الأفكار فإذا به سبحانه يكشف عني الضر ويزيل الكرب العظيم فشعرت بالامتنان له سبحانه وتناسيت الشكوك لبعض الوقت ولكن لم تلبث أن عاودتني مرة أخرى ولم ألبث أنا بعد شفائي أن عاودت الاطلاع في المعتقدات المختلفة على شبكة المعلومات بحجة "البحث عن الحقيقة"!!!!
لا زلت أشعر بعدم وجود إيمان في قلبي بل والله أشعر بأن الله قد ختم على قلبي... أشعر كأنني الثور الذي خرج من "جحر" بصعوبة ثم يريد أن يدخله مرة أخرى فلا يستطيع وأقصد بالـ"جحر": الإيمان. فهل صحيح أن الاكتئاب الشديد يسلب الإيمان؟ وهل يسلبه بغير رجعة هكذا؟
6- للأسف يا دكتور قرأت الكثير من الاستشارات من على الموقع ومن تلك التي نصحتني بقراءتها حتى أسرّي عن نفسي فوجدت مشاكلهم أهون من مشاكلي ولا عجب فأي مشكلة أكبر من فقد الإيمان؟! ومن فقد الله فماذا وجد؟! ومن وجد الله فماذا فقد؟!
إنني أتمنى أن تزول هذه المشكلة ولو أن تبقي باقي المشاكل من ضعف جنسي وفشل دراسي ومشاكل أسرية.
7- اسمح لي طبيبي الفاضل أن أسألكم لماذا لم تقوموا بالتعليق من قريب أو بعيد على المشاكل الأسرية التي نشأت فيها والتي قصصتها في أول رسالتي السابقة؟
واسمح لي أيضا أن أقول أنني فوق ما أحمل من ضغوط فإني أتعرض لضغوط نفسية من أبي (72 عاما-لا يعلم شيئا عن مشاكلي سوى الفشل الدراسي) الذي يحاول بشتى الطرق أن يحملني على كراهية أمي ويسعى جاهدا أن يقنعني بأنها هي السبب في فشلي الدراسي بل وأنها "المستفيد الوحيد" من فشلي!!
بل ويقول لي "شد حيلك في دراستك فسوف أصبر حتى تنتهي من دراستك وبعد ذلك سوف أرميها في الشارع" يعني بذلك أمي!!
8- طبيبي الفاضل لا زلت أفكر في الموت ويسيطر هذا التفكير علي من آن لآخر بحيث يشغل أحيانا 99% من وقتي وأحيانا يقل إلى 50%... أفكر كيف سيكون موتي؟ كيف ستمر علي هذه اللحظة العصيبة؟ متى سيكون ذلك؟ وأين؟ لماذا وكيف يقوم الناس بكل هذه الأنشطة مع علمهم بأنهم سيموتون يوما ما عما قريب؟ فالحياة قصيرة وإن طالت! هل الذي يحميهم هو إيمانهم بمعتقدهم؟ ما الذي يضمن لهم صحة معتقدهم؟ إن الجميع سعيد بهذه الحياة حتى الملاحدة الذين يعتبرونها فرصة لا تعوض!!
9- أعتذر للإطالة غير العادية وأشكركم على سعة صدركم وأرجو أن تعتبروها نوعا من "الفضفضة" وأترك لكم حرية التعليق على أي النقاط شئتم أو على جميعها إن سمح وقتكم على أن تفيدوني في موضوع الفصام هذا وهل هو السبب في توقفي الدراسي؟ علما بأنني عندما شفيت تماما من الاكتئاب (أثناء السنة التي تناولت فيها العلاج) ظللت ممتنعا عن الدراسة.
وعلما بأنني أعاني بالفعل من فقد الإرادة واللامبالاة وعدم الاكتراث إزاء بعض المواقف خاصة الدراسة.
إن العام القادم هو فرصتي الأخيرة في الكلية بعدها سيتم فصلي وربما ألتحق بالخدمة العسكرية وهذا ما أخاف منه كثيرا فلن يعذرني هناك أحد إذا أصبت بنوبة هلع أو عاودني الاكتئاب فهل هذا صحيح أم أن الاضطرابات النفسية معترف بها؟
10- أعلم أن في الطب ما يسمى بالـ co-morbidity فهل يمكن أن أكون مصابا بالاكتئاب والقلق والوساوس والفصام في نفس الوقت؟
أسأل الله أن يتولى مكافأتكم ولكم جزيل الشكر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
29/06/2008
رد المستشار
الابن المعذب، تحية طيبة وبعد...... نصحتك من قبل بالانتظام على خلطة العلاج الموصوفة لك، والتي تحسنت حالتك النفسية
عليها كثيرا، ثم أوقفتها من نفسك دون الرجوع إلى أي طبيب معالج!!!!، وسواء أكان تشخيص حالتك هو اكتئاب جسيم مزمن أم اضطراب فصامي بسيط مع مصاحبة، أي منهما بنوبات الهلع والوسواس فهذه الاضطرابات هي أدعى للانتظام على العلاج وبصورة دقيقة ومنتظمة، وإذا كان الإيفكسور غير متوافر بعيادات طلاب الجامعة فهناك بدائل له يصفها لك الطبيب المعالج بنفس العيادات، ومن هذه البدائل أن يزيد الطبيب المعالج من جرعة الموتيفال مثلاً؛
ولا تتصور يا ولدي أن هناك علاجا سحريا – حتى الآن - تأخذه لمدة شهر واحد مثلا فتشفى من كل الاضطرابات النفسية التي تعاني منها!!!!!، حتى جلسات الكهرباء فأنت محتاج للانتظام على العلاج بالعقاقير النفسية بعد أن تأخذ 6 - 8 جلسات بمعدل جلستين أسبوعيا.
لكل هذا أقول لك عرفت العلاج الذي جعلك تتماثل للشفاء النسبي (الدوجماتيل والموتيفال وأحد بدائل الإيفكسور إن لم يكن متوافرا) فالزمه من فضلك وباستمرار حتى يقضي الله أمرا كان مفعولاً، أو تحدث بعض الأعراض الجانبية - غير المحتملة - فيتم تغييره بواسطة طبيبك المعالج.
وحالتك يا ولدي من الحالات التي تُعفى نهائيا من الخدمة العسكرية (من حالات الذهان المزمن)، بشرط أن يطمئن القومسيون العسكري الطبي أن المريض لا يمثل ولا يدعي المرض النفسي، ويساعدك في ذلك أن تجمع التقارير والوصفات الطبية من مختلف الأطباء النفسيين الذين زرتهم وأشرفوا على علاجك منذ بداية رحلتك مع المرض النفسي، وفي كثير من الأحيان يقوم بعض الأطباء النفسيين العسكريين باحتجازك في أحد المستشفيات العسكرية كي يطمئنوا لصحة التشخيص.
ولدي العزيز.....
بالنسبة لمشاكل مرضانا مع أحد الوالدين أو كليهما لا نملك فيها إلا ضم من هو مثل والدك إلى جلسات علاجية جمعية لأسر المرضى، وهذا يحتاج من الأطباء المعالجين لمزيد من الجهد والوقت، وأيضا مزيدا من النفقات المادية للمرضى وأهاليهم!!!، وفي حالتك يمكنك اصطحاب والدك معك للطبيب النفسي المعالج بعيادة طلاب الجامعة؛ لعل وعسى أن يقوم طبيبك المعالج بشرح حالتك لوالدك، وأن يطلب منه تخفيف الضغوط النفسية الواقعة عليك بالمنزل!.
تمنياتي لك بالشفاء العاجل، ولك مني كل التحية والتقدير.
ويتبع >>>>>>>>>>>: أكبر معذب في العالم م1