السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لقد سبق لي أن استشرتكم حول بعض الأمور التي شكّلت أزماتٍ في فترات سابقة وكنتم لي خير معين، ما شجعني على الاستمرار في أخذ مشورتكم، وأنا جد ممتنة للمساعدة.
أنا فتاة في الثامنة والعشرين من عمري متعلمة وموظفة، على قدر متوسط من الجمال والجميع يشهد لي بالأخلاق العالية والتدين وحسن المعاملة. مشكلتي بدأت منذ الطفولة عندما تعرّضت لمحاولات تحرش متعددة تركت أثرها السيئ عليّ؛ فأنا لا أعرف إن كنت عذراء أم لا ولكن الضرر النفسي عندي أكبر بكثير من الضرر الجسدي ما جعلني أفقد الثقة بعائلتي وأكرههم، وجعلني أكره كل الرجال وأحتقرهم بشكل مبالغ فيه، وأحرص على إظهار تفوقي أمامهم. في مراحل المراهقة كنت أجد لذة كبيرة في نظرات الإعجاب التي أجدها في عيون الشبان وبالنشوة عندما أنبذهم.
في فترة الدراسة تعرّفت إلى شاب بالغ التهذيب والتدين، كان صديقاً صدوقاً بكل ما للكلمة من معنى، استمرت صداقتنا حوالي 6 سنوات وأكثر وما زالت مستمرة. بذل الكثير ليحاول فهمي ومساعدتي ولا أنكر أبداً أني مغرمة به حد الجنون، فهو الوحيد الذي عرف كيف يعاملني والذي شعر منذ البدء أن لدي مشكلة وحاول طويلاً كسب ثقتي حتى أني مؤخراً فقط أخبرته بمشكلتي- دون تفاصيل- حاول مساعدتي في حدود طاقته ولكن دون جدوى! فحل مشكلتي ليس بيده للأسف، وأنا أثق تماماً من حبه لي ولكني أعرف أيضاً المشاكل التي تحول دون فكرة الارتباط؛ فكل منا متأكد من حب الآخر له، وكل منا يعرف أن هذا الحب لن يتوّج بالزواج لكن سيستمر بصداقة وهذا ما حاولنا المحافظة عليه صداقة قوية. كان في خلال كل السنوات على قدر المسؤولية التي حمّلته إياها وموجوداً دائماً لمساعدتي.
المشكلة الآن أنه منذ فترة تقدم لي شاب تعرف عليّ بالصدفة خلال زيارة عائلية وهو معروف بأخلاقه العالية وحسن تربيته، فوافق عليه أهلي وامتنعت كعادتي- فأنا أرفض أي عريس. خضت مع أهلي معركة خاسرة انتهت بإصرارهم على الخطوبة خاصة أن الشاب متمسك بي جداًَ ووافق على كل طلباتي وحاول المستحيل لإرضائي، والغريب أن الصعوبات كانت كبيرة أمام إتمام الخطوبة ولكن كل المشاكل حلّت بسهولة ما عجّل إتمام الخطوبة. حاولت المستحيل لأظهر نفسي أمامه بمظهر الفتاة التي لا تطاق ولكن دون جدوى، كان بالغ الثقة أنّه أحسن الاختيار وباءت محاولاتي كلها بالفشل.
صديقي الذي اخبرتكم عنه شجعني على القبول بالخطوبة وطلب مني القيام بصلاة الاستخارة وتفويض أمري لله وهو لهذه اللحظة على تواصل دائم معي، وإن كنت لا أخبره عن أموري مع خطيبي حرصاً على ألا أجرح مشاعره لأني أعرف أنه يحبني.
مشكلتي الآن مع خطيبي؛ من أهم أسباب رفضي له هو الفرق في المستوى التعليمي فهو لم يكمل تعليمه والفرق بيننا شاسع من هذه الناحية، لكن من باقي النواحي هو طيب جداً ويحترمني ولا يتطاول أو يسيء معاملتي ويفعل كل ما أريده، يمتدحني بشكل دائم ويبالغ في تدليلي والتعبير عن مشاعره بكلمات غزل رقيقة... إذن أين المشكلة!!!
المشكلة أني لا أعرف كيف أتعامل معه! تعوّدت على أسلوب واحد مع الشباب يتمثل في تطفيشهم ولكن هذا الأسلوب فشل مع خطيبي ووجدت نفسي لا أعرف كيف أتعامل معه ولا أعرف ما يجب عليّ فعله لكي أتعرّف عليه فعلياً.. فأنا لم أحاول يوماً التقرّب إلى شاب وفهمه، أخاف منه كثيراً وأخبرته بهذا وكان كلما تصرف معي بشكل جيد أستهزئ به وأقول له أنه يعاملني الآن فقط بشكل جيد وأنه سيتغير، فصار يؤكد لي أنه لن يتغير وأنه سيتغير للأفضل وبات يبذل جهداً أكبر ليرضيني، بيد أني أشعر أنه يبالغ في مغازلتي وأنه يحاول المستحيل ليسمع مني كلمة حب أو شوق وصرت تحت إلحاحه أحاول أن أبادله كلمات بسيطة وكان يفرح كثيراً، ولكن الغريب أني فجأة أخبرته أني مشتاقة له وبالأمس فقط وبشكل فجائي تماماً أخبرته أني أحبه!! صدمت من نفسي، صرت لا أفهم ماذا أريد؛ هل أنا فعلاً أحبه؟، أنا لا أثق به وأحب الشاب الوحيد الذي وثقت به وهو صديقي. أكره نفسي لأني أشعر أني منافقة.. لا أعرف بماذا أشعر، وهل أجامل خطيبي حتى لا يشعر ببرودي تجاهه؟ أنا فعلاً لا أعرف ماذا أفعل ولا كيف أتعامل مع شاب.
هل من الطبيعي بين الخطيبين تبادل كلمات الغزل والحب؟ وهل من العادي أن أبادله كلمات الحب؟ وما هي الحدود التي لا يجوز تخطيها؟ وهل تخطيت حدودي عندما أخبرته أني أحبه؟ والمصيبة أني لا أعرف إن كنت أحبه! هل أحتاج إلى حبه فقط؟ لا افهم ما يحصل معي، من المستحيل أن أحبه فأنا أكره الرجال ولا أثق بهم وهو طبعاً سيؤذيني مثل غيره، أعلم أن صديقي لم يؤذيني- هو الوحيد الذي لم يفعل- ولكن طبعاً صديقي هو حالة خاصة ولا يوجد حالات خاصة كثيرة في أيامنا هذه. أنا اعتدت على الوحوش ومتأكدة أن خطيبي سيؤذيني، هذا ما تعودت عليه.
أرجوكم ساعدوني، اتصل خطيبي اليوم وكنت باردة جداً معه وتكلمت معه بطريقة فظة جداً، إني أكره نفسي وأكره ازدواجيتي.. كيف أفهمه؟؟ وكيف أعامله؟؟ هل من الممكن أن يقول خطيبي عني أني فتاة سهلة الانقياد؟ فقد مرّ على تعارفنا 4 أشهر فقط.. هل سيتركني إن عرف أني أحبه؟؟ هل يطمئن الشاب عندما يشعر بحب خطيبته له فيهملها؟؟ هل أبالغ في التفكير والتحليل؟.
أرجو أن أجد عندكم الإجابة،
R03;وعذراً على الإطالة.
29/06/2008
رد المستشار
حضرة الأخت "N . A" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
لقد تمت الخطوبة فألف مبروك! لكننا لم نعرف إذا كانت مع كتب الكتاب أم لا؟ بالرغم من الأهمية الصغيرة لذلك.
كما أنكِ تحبي صديقك حباً كبيراً، وبالرغم من طول رسالتك لم نعرف الموانع التي تؤدي إلى عدم تمكّنكما من إكمال الحياة سوياً. أياً يكن فاليوم أصبحتِ خطيبة أحدهم، أي زوجة مستقبلية له، فلابد من التفاني في حبه وتقديره وكسب ثقته، مع العمل الدائم على إسعاده وتقديم كل ما هو خير وصالح له، كما ولا بد من تقديمه عاطفياً على كل مَن سواه من الرجال.. أليس الإخلاص هو من أهم واجبات الزوجة؟.
يبدو مما شرحتِ أنه رجلٌ طيب محب فيه كل المواصفات التي تساعد في إسعاد امرأة، ليس كاملاً، ومن الطبيعي ألا يكون كاملاً على وجه البسيطة. فالكمال يمكن أن تصنعيه في تجميلك لرونق الحياة الزوجية المنشودة.
ننصحكِ من الآن فصاعداً أن تجعليه هو صدراً لأسرارك، لأفراحك، همومك.. وأفكارك. فهو الذي يستحقك، وانظري من الآن فصاعداً إلى الأمام وتوقفي عن النظر إلى الوراء. نعم، الرجل يبحث في شريكة حياته عن الإنسان الذي يقيّمه، ويرفع من معنوياته، ويعطيه الأهمية الكبرى في هذا الكوكب الصغير فلا تبخلي عليه بأي مشاعر، وتأكدي أن مكانتك عنده سوف تكبر ولن يصغر منكِ إلا القديم من مآسي الطفولة والمراهقة، وقد يعظم عندها الحب، فلا تسعد الحياة إلا بالحب.
أما بالنسبة إلى التحرش الجنسي الذي تعرضتي له منذ طفولتك، فإننا نرجو منكِ أن تسامحي وترحمي، وأن وتمحي من ذاكرتكِ كل أسىً قديم، وأن تحاولي أن تقيِ بناتك ما حصل لكِ في الطفولة، وهكذا تكون قد انتصرت الفضيلة على ما سواها، وتكوني قد انتقمتِ من الخطيئة بالصفح والإحسان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويتبع:>>>>>>>>>>>>:: بعد التحرشات طفشت خطابها مشاركة