مشكلة نفسية
عمري الآن 23 سنة عشت في كنف أب قاسٍ وسيء، كان يضرب أمي كثيراً وينعتها بكلمات بذيئة جداً ويضرب إخوتي وهو يعاشر النساء ويقامرن لا أستطيع أن أحب الحياة وحاولت الانتحار مرة لكني فشلت. أشعر أن كل شيء أسود، علاقاتي العاطفية لا تستمر كثيراً، حاولت كثيراً بناء علاقة طيبة مع أحدهم لكنها دائماً تنتهي بسرعة بسبب برود مشاعري ولا أعرف السبب. لا أستطيع تصور الجنس وأعتبره شيئاً حقيراً ولا يجوز للإنسان ممارسته، لم أعرف كيف يتم الزواج بين الرجل والمرأة إلا عندما كنت في السابعة عشر من عمري وقد احتقرت أمي كثيراً عندما علمت...
أشعر أني أخاف من كل شيء وتراودني أحلام يقظة أعيشها بسعادة مطلقة وهي كالتالي "عندما ولدت ماتت أمي وهي تلدني وقد كرهني أبي جداً لكن إخوتي الشباب رعوني بمحبتهم واهتمامهم..." وأعيش أحداث هذا الحلم بالتفصيل منذ سنين طويلة وأفعل كل ما يمكن فعله بالواقع من طعام وشراب وحياة طبيعية أعيشها مع إخوتي الشباب.. على فكرة أنا البنت الثالثة وكان لمجيئي على هذه الحياة صدمة كبيرة لأبي حتى أن الناس كانوا يطيّبون خاطر أمي على مجيئي ثم أتى ولد من بعدي.
لدي صديقة أشعر أني أحبها كثيراً حتى أني لا أقرف منها على الإطلاق- لدرجة أنني أكلت علكة أخذتها من فمها-، أحبها كثيراً وأحب أن تسيطر على حياتي. لا أستطيع اتخاذ القرارات يجب أن يكون هناك دائماً من يتخذ القرار عني. أكره جنس الرجال كثيراً ولا أثق بأي واحد منهم مع العلم أني بحاجة لهم، وأنا دائماً أقول الرجال كلهم أشرار لكنهم مختلفون بدرجة السوء...
أنا أعاني جداً أكثر مما تتصورون.. وحبذا لو أطلب منكم طلباً بسيطاً أرجوكم أن تعتنوا به؛ لا تنصحوني نصائح دينية أو اجتماعية أو تعليمية فكلها أعرفها ولا أستطيع تطبيق شيء منها.. أشعر أني لا أستطيع فعل شيء، كل شيء يخيفني ويرهقني، أنا تعبة جداً وقد زرت طبيب نفسي ووصف لي "سيرترالين" لكنه لم ينفع معي.. أتمنى أيضاً أن تنصحوني فيما إذا عليّ الاستمرار بالدواء أم لا، علماً أني أتناول الدواء منذ حوالي ثلاثة أشهر.
أرجوكم أن تهتموا لمشكلتي وأن تردّوا بسرعة عليها.. أعرف أن هناك الكثير من المشاكل تنتظر ردودكم لكني تعبة جداً جداً...
وشكراً لكم.
29/06/2008
رد المستشار
أهلا بالأخت الكريمة؛
أولاً: ليس هذه الكلمات نصائح، لأن العلاج النفسي يهدف أولاً لإحداث حالة الاستبصار والفهم عند الشخص لمشاكله ومعاناته، ثم يتم مساعدة الشخص من قبل الأخصائي النفسي يداً بيد لحل مشاكله وصنع القرارات المفضية إلى الشفاء من ذاته.. ورسالتنا هذه تنوير وتبصير وخارطة طريق للفرج النفسي إن شاء الله.
ثانياً: إن أبيك لم يستطع أن يكوّن لديك قدوة أو نموذج ذكري Male Figure جيد، فضلاً على أنه أمام ناظريك كان للأسف نموذجا سيئاً وقدوةً غير صالحة... (عشت في كنف أب قاسي وسيء.. كان يضرب أمي كثيرا وينعتها بكلمات بذيئة جدا ويضرب أخوتي... وهو يعاشر النساء ويقامر..)، (أكره جنس الرجال كثيرا ولا أثق بأي واحد منهم مع العلم أني بحاجة لهم)، (وأنا دائما أقول الرجال كلهم أشرار لكنهم مختلفون بدرجة السوء...).
إن الوجود الجيد للأب في حياة الطفل يعني الحماية والرعاية والقدوة والسلطة، وتشوّه دور الأب يعني اهتزاز صورة الآخر كل الآخر في نظر الطفل والشعور الدائم بعدم الاستقرار والخوف وعدم الأمان. كما أن وجود فكرة أنك ومنذ ولادتك غير مرّحب ولا مرغوب بك كأنثى من قبل الأب.. (أنا البنت الثالثة وكان لمجيئي على هذه الحياة صدمة كبيرة لأبي حتى أن الناس كانوا يطيبون خاطر أمي على مجيئي..).
عزز من شعورك بهذا الرفض من قبل أقرب الناس لك (الأب والأم)، وقد يكون هو نفسه السبب لهذا الحلم التي أخبرتينا عنه:
((وتراودني أحلام يقظة أعيشها بسعادة مطلقة وهي كالتالي "عندما ولدت ماتت أمي وهي تلدني وقد كرهني أبي جدا لكن أخوتي الشباب رعوني بمحبتهم واهتمامهم..." وأعيش أحداث هذا الحلم بالتفصيل منذ سنين طويلة وأفعل كل ما يمكن فعله بالواقع من طعام وشراب وحياة طبيعية أعيشها مع أخوتي الشباب...)). إنك تقابلين –يا عزيزتي- رفض الأبوين لك برفضك لهم ولكن بشكل لا واعي!!..
الخطوات وملامح الحل:
- التقييم عند طبيب نفسي لنفي الاكتئاب ومدى فائدة إعطاء دواء، وإجراء اختبار نفسي لتقييم وجود أو عدم وجود اضطراب في الشخصية.
- إجراء جلسات علاج معرفي سلوكي عند معالج نفسي، وذلك لتصحيح آليات تفكير خاطئة كالتعميم كما هو في قولك ((الرجال كلهم أشرار)) فالرجال ليس كلهم أبيك، والرجولة هي جنس بيولوجي وليس صفة خلقية!!!
أنت بحاجة لأكثر من حبة سيرترالين أنت بحاجة لحب الآخرين وتقبلك لهم وأشياء أخرى سيخبرك عنها معالجك النفسي..
واقرأ هذه العناوين على مجانين:
أنا أعاني من عاطفة ذكورية
تابعينا بأخبارك.. أتمنى لك كل الخير..