محبطة وأريد حلاً..!؟
السلام عليكم،
أرجوك ضع لي جدولاً مناسباً للمذاكرة من أجل الامتحانات، لأني في الثالث الإعدادي وحصلت في الفصل الأول على المركز الرابع والفرق بيني وبين 1و2و3 هو مادة الرسم لأني سيئة جداً فيه. أنا متضايقة جداً لأن مستواي أعلى من كل من سبقوني في الترتيب لتؤثّر مادة بسيطة كالرسم في مجموعي وتأخرني للمركز الرابع.
سأموت غيظاً، جد لي حلاً يريح نفسيتي، فكل مرة أتذكر هذا الأمر أصاب بالإحباط.. لقد كان أملي أن أكون الأولى لكن لم أتمكن فمجموعي ناقص 7 درجات في الفصل الأول أمّا الأولى فينقصها 2ونصف، ممكن أكون أنا الأولى في الفصل الثاني.
أجبني أرجوك وأرحني.. وما يغيظني أكثر أن الأولى في الفصل فتاة لا أطيقها -لله في لله- وهي أيضاً تكرهني لأني متفوقة عنها، لكن حظوظ!! هذه البنت تغار مني في كل شيء حتى لو اشتريت ملابس جديدة أو عدة "موبايل" أحسن منها، وما يضايقني أكثر أنها لو أجابت أي سؤال ولو كان تافهاً في أي مادة تشعر أنها الوحيدة التي تعرفه، وكما أنها تحاول الاستظراف أمام المدرسين وخاصة أمام الأولاد في الفصل معنا لتلفت الأنظار إليها.
أرجوك جد لي حلاً وقل لي أهى المريضة أم أنا؟؟.
ثم أرسلت مرة أخرى تقول:
أشعر بغيرة فظيعة عندما يتفوق عليّ أحد في دراستي.
1/07/2008
رد المستشار
عزيزتي "سلوى"؛
قرأت رسالتك السابقة وهذه الرسالة.. وكلاهما يتحدث عن نفس الموضوع.
عزيزتي،
الغيرة في بعض الأحيان تكون محمودة؛ فغيرة العبد المؤمن من عبد أكثر إيماناً منه شيء جيد مادامت تحثّه على التقرب من الله أكثر كي يصبح مثل من يغير منه. وهكذا الحال في طلب العلم، فلا مانع من الغيرة المحمودة كي تصبحي في مثل مستوى من تغارين منهم، ولكن الغيرة تكون محمودة إذا خلت من الحقد وتمنّي زوال النعم من عند الشخص الآخر لأنها عند ذلك تتحول لحقد وحسد.
تعالي معي نبحث سر تفوق الآخرين، لقد خلقنا الله جميعاً نملك عقولاً وهكذا فضّل الإنسان عن جميع المخلوقات الأخرى، فجميعنا نملك نعمة العقل التي وهبنا الله إياها، ولكن منا من طوّرها ونمّاها وأصبح له عقلاً يقظاً يفهم ويتفهم كل شيء.. يتعامل معه على أنّه نعمة يجب الحفاظ عليها وشكر الله كي لا تزول..
وهناك من أهملها ولم يطوّرها وتعامل معها على أنها شيء عادي ليس له قيمة، هنا يصدأ العقل إن لم يخنّي التعبير، ويصبح كالحديد الصدئ لا قيمة له، بل عند استخدامه قد يدمر الشيء الذي دخل في تكوينه.
عزيزتي.. لا يوجد فروق في التكوين الجسدي بين الذكي والغبي، بين المتفوق والفاشل، ولكن هناك فروق في القدرات، فهذا استطاع تطوير عقله وهذا جعله يصدأ، لكِ حرّية الاختيار إمّا أن يصدأ عقلك أو يُنمّى وتنتفعين به.
وهناك سبب آخر لتفوق البشر على بعضهم، وهو الهدف؛ فالهدف يجعل الشخص يفعل كل ما بوسعه كي يصل له ويحققه، والمتفوق عنده أهدافٌ دائماً أمّا الفاشل فتجدينه مشتت لا هدف له ولا غاية.
يجب أن يكون لك دائماً هدفٌ تسعين لتحقيقه وكلما اقتربتِ منه ومن تحقيقه لابد من وجود هدف آخر كي تواصلي التفوق والتقدم.
وتجدين صفتين في المتفوق والمميز مهما اختلفت مجالات تفوقه، هما الثقة في النفس والاجتهاد في أداء المطلوب منه. فثقة الإنسان في نفسه وقدراته تجعل كل من حوله يثقون فيه أكثر مما يثق هو في نفسه، واجتهاد الشخص في أدائه لكل ما يطلب منه يجعله مميزاً عمن حوله لأنه مجتهد.
واقرئي على مجانين:
جدول للمذاكرة والنوم وربنا يوفق
أما عن موضوع الرسم.. فهذا أمر ثانوي وليس له أهمية فيما بعد؛ ففي الثانوي لا يوجد مادة للرسم وأنا أرى أن مرحلة الثانوي أهم بالنسبة للطالب، فاجتهدي في باقي المواد كي لا تنقصي إلا في الرسم.. ويمكن تعلّم بعض الرسم، مع أني أشك في تعلم الرّسم فهو موهبة وليس بشيء يمكن تعلّمه، لكن لا مانع من تعلّم بعض أساسياته كي لا تفقدي الكثير من الدراجات فيه.
وعن سؤالك عن كونك مريضة أم لا، أظن أني أوضحت لكِ متى تكون الغيرة محمودة ومتى تكون حقداً وحسداً.. ووحدك من تعرف أي نوع من الغيرة تمتلكين.
وفّقك الله ويسّر لكِ أمرك.