السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أود شكركم أولاً على هذا الموقع الرائع الذي استفدت منه الكثير. مشكلتي هي الخوف من الناس بطريقة مبالغ فيها؛ أخاف المطالبة بحقي أو الاعتراض على تصرف لم يعجبني خوفاً من ردة فعل الناس. حاولت التخلص من الخوف بأن أقنع نفسي أن الناس لن يؤذوني وأن الناس أيضاً يخافون من بعضهم بعضاً وأن أكسر حاجز الخوف بيني وبين الناس، ولكن في كل مرة أقرر ترك الخوف أجد نفسي عدت إليه في أول موقف يقابلني!. وليس الخوف فقط من الناس هو المشكلة؛ إنما الخوف من الإقبال على أي موضوع جديد في حياتي فمثلاً تقدم لي عرسان كثر في كل مرة أجد نفسي خائفة جداً من الموافقة على العريس لأني لا أضمن أن يكون هذا العريس إنسان محترم يعاملني جيداً أو أن يكون أهله أناس طيبون أو لا، وعندما أصلّي استخارة أشعر بضيق شديد وضيق في التنفس ولا أعرف إن كان هذا شعور ما بعد الاستخارة أو أنه الخوف من الإقدام على موضوع الارتباط... علماً بأني كنت مخطوبة منذ سنة وفسخت خطوبتي وكرهت خطيبي جداً بسبب أنه لم يقدّرني.
المشكلة الثانية أني طيبة جداً وعلى طبيعتي أحياناً تستغل طيبتي وخوفي في الموافقة على أمور غير مقتنعة بها، وأيضاً مترددة جداً في اتخاذ القرارات خوفاً من الندم بعد ذلك وأفضل ترك القرار لأي شخص بدلاً عني لأريح نفسي من تأنيب الضمير إن كان القرار خاطئاً، أشعر كثيراً بالإحباط لأني لا أستطيع التكيّف مع المجتمع السيئ الذي أصبحنا نعيش فيه هذه الأيام، أنا أتعامل مع الناس بمثالية في حين أني أجد منهم كل ما هو سيء.
نسيت أن أقول أني موسوسة في الوضوء والصلاة وكل شيء في حياتي وهذا يضيع وقتي كثيراً ولا يجعل حياتي مرنة كبقية الناس. يقول الناس عنى أني هادئة ولا أتكلم كثيراً ولا أعرف ما لدي يغيظهم في ذلك أنا إنسانة ملتزمة ومحترمة ومؤدبة بشهادة كل الناس ورغم ذلك لا يقدروني! تصوروا أن خطيبي السابق تركني بسبب أني خجولة وملتزمة وهادئة، لقد سبب لي عقدة نفسية وأصبحت لا أتق في أني سأجد إنساناً محترماً يقدّرني أبداً..
أريد التغيير وكسر حاجز الخوف من الناس وترك الوسواس، وأريد أن أكون ذات شخصية قوية وأستطيع المطالبة بحقي دون خوف والتخلص من التردد في اتخاذ القرار وبالذات موضوع الارتباط.
أرجوكم اهتموا برسالتي لأني أعاني من هذه المشاكل من سنوات وأريد أن أعيش بدون إحباط.
13/07/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك عزيزتي وجعلكم والموقع في ميزاننا يوم الحق, ولنبدأ الحديث بحقيقة حياتية يجب أن تعييها وتتعلمي التعامل معها وهو أن لا حياة بدون إحباط أي أنك تطلبين المستحيل وهذا قد يكون السبب في انزوائك وانسحابك الاجتماعي.
تشكين من وسواس الوضوء والصلاة ولكن ما مدى صحة هذا التشخيص فهل أخضعت نفسك فعلا لمقياس الوسواس القهري وكانت نتيجته إيجابية؟ رغم كل ما كتب عن الوسواس على الموقع هل تعرفين أن الوسواس ينقسم إلى أفكار لها صفات وهي أنها مقتحمة أي تفرض نفسها عليك ومتكررة ولا تستطيعين وقفها رغم معرفتك بأنها غير منطقية فهل لديك مثل هذه النوعية من الأفكار حول الناس أو حول نفسك. وإن انتقلنا لقهر الأفعال وهي تكرار أفعال بصورة قهرية لا يمكن وقفها أو القيام بأفعال بصورة معينة وعدم قبول غيرها. إن وجدت أن معاناتك تشبه ما سبق فأنت بحاجة لمراجعة طبيب نفسي ولن تفيدك كلمات الاستشارة ولكن يمكنك حتى يحين ذهابك أن تجربي ما على الموقع من برامج للتعامل مع الوسواس القهري.
أما إن كانت معاناتك في الوضوء والصلاة غير مستمرة فاعلمي أنه أمر شائع وعادي بل أن الرسول عليه الصلاة والسلام تعرض له وبسببه علمنا سجود السهو وللتعامل معه كانت القاعدة الفقيهة بأن نبني على يقين عند الشك أي نعتمد العدد الأقل.
تعانين بوضوح من درجة عالية من الانسحاب وانخفاض الثقة في النفس فإن ثبت أنك تعانين من الوسواس القهري بالفعل- الأفكار أو الأفعال- فإن هذه الأعراض ستزول مع تحسن المرض الأساسي. ولكن إن لم تكوني مريضة بالوسواس القهري عندها تكون سماتك الشخصية هي السبب في معاناتك مما يشبه أعراض السلوك القهري.
عليك البدء بتعزيز ثقتك بنفسك والتخلص مما لديك من الأفكار اللاعقلانية التي تشعرك بأن الآخرين يستغلونك دائما وأنك يجب ألا تتعرضي لأي فشل أو إحباط في الحياة. وستتخلصين عندها مما تركه تعثر خطبتك الأولى على نفسيتك فلخطيبك الحق في اختيار الزوجة التي يسعد معها فإن لم يكن ينسجم مع شخصية هادئة خير لك أن ينصرف الآن بدل أن يرهقك ونفسه في محاولات تغييرك. وإن كان هو لا ينسجم مع مثل شخصيتك فصدقيني أنها حلم كثير من الرجال ولكن ليس الجميع. ولم تجتمع البشرية من قبل على تقدير أو احترام نبي فلماذا سيجتمع الناس من حولك على تقديرك ولكن اعلمي أن الشجرة المثمرة مستهدفة أكثر من غيرها.
عندما تزداد ثقتك بنفسك وتزداد مهاراتك الاجتماعية ستعرفين أن لا ضمانات في الحياة بل أن جزء من متعة الحياة مواجهة التحديات وبعض المخاطرة فيه حياة-ولهذا يصنعون أفلام الرعب والأكشن- وستتعلمين الاستفادة من أخطائك ولا بأس أن تستعيني بالاستشارة والاستخارة ولكن ضيق النفس الذي تجدينه ليس منها ففضلها كما هو ثابت تيسير الأمر أو تعسره أما ما تجدينه فهو غالبا نتيجة القلق والخوف من اتخاذ القرار أي كان.
اقرئي ما كتب على الموقع حول الاضطرابات الاجتماعية وحول توكيد الذات وتابعينا بأخبارك.