وساوس تخص الذات الإلاهية والعقيدة..!؟
السلام عليكم ورحمة الله،
أولاً أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، وبعد ذلك أتمنى أن تتسع صدوركم لسماع مشاكلي التي أوردها هنا والاهتمام بكل كلمة فيها لأني في حالة لا يعلمها إلا الله.
المشكلة تبدأ عندما كنت في الصف الثاني الإعدادي حين بدأت أعراض الوسواس القهري ولكن كلها عبارة عن أفكار تخص الذات الإلهية والعقيدة ولم تتطرق إلى أشياء أخرى كالطهارة مثلاً.
بدأت في العلاج وظللت أتناوله إلى أن تتحسن حالتي فترة من الوقت ثم تعود لما كانت عليه، واستمر معي أمر العلاج إلى الآن مع العلم بأني في بعض الأحيان أتوقف من نفسي عن تناول الدواء ثم أعود فأتناوله،
وأيضاً تناولت عدة أنواع من الأدوية المختلفة في مراحلي المختلفة وأني في خلال هذه الفترات تقلبت أحوالي كثيراً من حيث الحالة المزاجية وحدة الاكتئاب، فأحياناً أكون عادية تخف على الوساوس ومقاومة للقليل الباقي منها وسعيدة، وأحياناً أخرى أكون في أشد حالاتي من الاكتئاب وسيطرة الوساوس على اختلافها، فمرة تكون متعلقة بالعقيدة وهو الغالب، ومرة (وهذا منذ حوالي سنتين) متعلقة بالوسواس في الصلاة والطهارة وهو على صورة شك في كل شيء (شك لا منطقي) مثلاً شك في شيء أكون فعلته وأكاد أقسم على ذلك ومع ذلك أشك! كأن يكون في غسل أعضاء الوضوء أو شك في عدد ركعات الصلاة أو شك في أني صليت هذا الفرض أم لا... وهكذا. ولكن بفضل الله استطعت بعد مجهود مضنٍ التعايش مع هذا الشك بقدر استطاعتي، وللعلم فإن أي من الأدوية التي تناولتها في تلك الفترة لم تؤثر في هذا الأمر ولكني أعتقد أنه بفضل الله وحده الذي أعطاني الإرادة على هذا التعايش هذه صورة عن الماضي.
أما ما أريد التحدث عنه كمأساة في حياتي هو ما أنا فيه الآن؛ فكما قلت أني استطعت التعايش مع الشك ولكن هناك ما أعتبره المشكلة الأساسية في حياتي والتي أتمنى من الله أن أجد لها حلاً لديكم وهي الشك في أمور العقيدة لدرجة أعتقد أنها تصل إلى الكفر وهذا الأمر الوحيد الذي لا أستطيع معالجة نفسي فيه إلى درجة الشفاء التام ولكني- والله يعلم- حاولت كثيراً، فهذا الشك يأتي على صورة شك في وجود الله أحياناً! وكثيراً أشك في صدق كلام الله وأشك في الغيبيات مثل يوم القيامة والجنة والنار وغير ذلك،
وأشك في كلام الرسول وفي قصص السابقين من الأمم والأنبياء.. أحاول أن أقنع نفسي كثيراً ولكنني للأسف لم أستطع الوصول إلى مرحلة اليقين أبداً، أقاوم وأرجئ نيتي في النهاية أني أؤمن بالله وبكل ما يجب عليّ الإيمان به كما يؤمن به غيري من المؤمنين وسليمي العقيدة، مع العلم بأن هذا الأمر بدأ عندي صغيراً وكبر حتى صرت إلى ما أنا فيه الآن، ومنذ أن بدأ وأنا أقوم بإقناع نفسي وإقامة الأدلة من خلق الكون مثلاً ومما درست ولكني- والله يعلم حيرتي- لم أستطع الوصول إلى اليقين الكامل...
وللعلم أني والحمد لله أحافظ على الصلاة في وقتها ولكني أقصّر في أداء السنن وحجابي شرعي إلى حد كبير وأتلو القرآن دائماً وأذكر الله وأدعوه كثيراً وأولها أن يخلّصني مما أنا فيه ومن الأشياء التي تسبب لي الاكتئاب.
هذا عن المشكلة الأساسية وهناك أيضاً مشكلة أخرى تعتبر مأساة في حياتي ولكني أتعايش معها إلى حد ما، بدأت منذ أن كنت في بداية مرحلة الاكتئاب كانت من ضمن الأفكار التي تأتيني والعياذ بالله وسوسة أن أقتل أقرب الناس إليّ! والله وحده يعلم حالت هذه وعولجت منها بفضل الله ولم تأتيني بعدها لفترة طويلة لكنها عادت مذ قرابة أربعة شهور، وسوسة تراودن ليلاً ونهاراً لا أستطيع الخروج منها أو نسيانها أن أقتل أحداً (والله العظيم مأساة يعلمها الله وحده)، وفي معظم هذه الفترة أكون مكتئبة من غير سبب ولا أطيق المذاكرة في بعض الأحيان وخاصة في امتحانات آخر العام، وما كان يهوّن عليّ بعض الشيء هو أداء الصلاة والدعاء وقراءة القرآن.. والله كم مررت بفترات أبكي بمرارة ولا أجد ما يخلصني سوى التوجه إلى الله بعد أن أستنفد جزءاً كبيراً من طاقتي في البكاء وحياتي فعلاً كانت بلا معنى من وسوسة لاكتئاب لبكاء ولا فرد ممن حولي يشعر بما أعانيه، ولكني كنت مع ذلك أختطف بعض لحظات السعادة عن طريق قراءة بعض القصص الرومانسية أو الكلام مع بعض من أحبهم أو التفكير في الحب (للجنس الآخر). المهم أخبركم بأن حالي الآن أحسن بعض الشيء ولكني أريد حلاً ناجعاً لهذه المعاناة؛
وهناك بعض الملاحظات:
1- لا أشعر أن هناك مبدأ أو هدف أعيش من أجله وأن كل لحظات فرحتي تكون مؤقتة وبعدها أرجع للهم والحزن مرة أخرى.
2- هذا التفكير أشعر أنه يأتي بلا موعد وفي أي وقت قد أستطيع مقاومته، وفي بعض الأحيان أستسلم له بأن أفكر فعلاً أن أفعل هذا ولكن لا أعرف لماذا فأنا والحمد لله معروفة ممن حولي بالتدين ولكني أقول هذا من وجهة نظرهم والله يعلم وحده أين أنا من دينه.
3- هناك تفكير يراودني؛ الخوف من المستقبل وكيف أحيا بعد ذلك إذا تزوجت؟ كيف أربي أبنائي وأتعايش مع حياتي بطريقة طبيعية لأن الاكتئاب أو الضيق الشديد بلا سبب يعتبر هو الأساس في حياتي الآن وما سواه هو الاستثناء، فبالله عليكم هل واحدة بطريقتي يمكن أن تُحِب وتُحَب- بفتح الحاء- وتتزوج ويكون لها بيت سعيد.
4- أدعو الله بإخلاص وتوسل وإلحاح في كل صلاة تقريباً أن يخرجني من حالي هذه، ولكن هناك شعور دائم خارج عن إرادتي أن الله لا يستجيب وأحاول تذكير نفسي وإقناعها بأن الله لن يتركني وسيستجيب ولكن عليّ الصمود والمقاومة. فأحياناً أكون شديدة مع نفسي وصعب جداً أن أستسلم لهذا التفكير وأحياناً أضعف وأكون في منتهى الحيرة وعلى شفا حفرة من الاستسلام.
5- حالياً أتعاطى أدوية نفسية ولكني لا لأشعر أبداًَ بجدواها( منذ حوالي أكثر من 3 شهور).
6- الأسماء التي أتذكّرها من الأدوية التي تعاطيتها منذ بداية المرض "أنافرانيل25و75" "تلفون" "فلوكستين" "مودابكس".
13/07/2008
رد المستشار
أختي الكريمة مرحباً بك معنا على مجانين،
كان الله في عونك ومنّ عليك بالشفاء. ولكن عليك أولاً أن تتخيري أسباب الشفاء! لا أرى أنك مشيت في درب الشفاء خطوة بالرغم من معاناتك الطويلة وعلاجاتك المتعددة إلا أنك لم تحصلي على العلاج الصحيح. أنصحك بتقصي العلاج الفعلي عن طريق وصفة الدواء المناسبة بجانب العلاج المعرفي السلوكي، وطبعاً يقوم بهذا الدور طبيب مختص فسارعي بالذهاب إليه في أقرب وقت ممكن.
طبعاً، أنت تعلمين أنك مصابة بالوسواس القهري والمتمثل في وجود أفكار تفرض نفسها عليك ولا يمكنك الهروب منها وتكون عادة مقترنة ببعض الطقوس القهرية التي يقوم بها المريض للتقليل من حدة قلقه الناتج عن هذه الأفكار الوسواسية.
وتتمثل الأفكار الوسواسية في أشكال متعددة ومتنوعة وأوضحت لنا أنها متنوعة لديك، وأحب أن أوضح لك أنك مريضة وأن الله سبحانه وتعالى يعلم بذلك ولن يؤاخذك على مرضك.
كما زاد من معاناتك الاكتئاب وهو يكاد يكون ملازماً للوسواس القهري وما يثير التساؤل في نوعية علاجاتك أنها لم تعطي التحسن المرجو خصوصاً وأن التحسن يحدث في فترة من 3 إلى أربعة أسابيع على أي حال.
كفاك ما كان واذهبي لطبيب نفسي حقيقي هذه المرة ولا يفوتنك أن تقرئي على مجانين:
إنه الوسواس القهري يا فاطمة
الوسواس القهري مدة العلاج وأنواعه
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي ابنتي بحار من الحزن أهلا بك... فقط وودت أن أقول: أولا وَفتح الحاء نعمْ يمكن أن تجدي من يحبك ويهواك ويمكن أن تربي الأبناء تربية جيدة... لكنك قبل الأخيرة هذه بالذات تحتاجين لعلاج معرفي سلوكي إضافة إلى ما تتناولين من عقاقير... بحيث تتغير طريقة تفكيرك بشأن ما أنت فيه من معاناة وتتعلمين تقنيات ومهارات تفكير معينة تقيك من الوقوع في الوسوسة بإذن الله.... أهلا بك...
وبالمناسبة العلاج بالعقاقير فقط قد لا يعطي نتائج قبل 12 أسبوعا... وإن أعطى تحسنا في الأغلب قبل ذلك لكننا لا نقلق بشأن فعاليته قبل ثلاثة أشهر من بداية العلاج أي 12 أسبوعا... لكن الأمر يختلف كثيرا إذا أضيف العلاج السلوكي المعرفي سواء للوسواس أو للاكتئاب.. أهلا بك... ولا تنسي أن فتح الحاء رزق من الله رزقك الله بمن يرعاك ويهواك...