الطلاق
أنا فتاة تزوجت من رجل متزوج وعنده طفلين لقد قمت بتربية الأبناء جيدا ولم أقصر بحقهم بأي شيء الحمد الله كان زوجي أناني جدا حيث إنه منعني من أن أنجب أطفال حيث جعلني أتناول حبوب منع حمل علما بأنني كنت بكرا وكان يضربني ويعاملني معاملة سيئة جدا حيث كان يقوم بمقارنتي مع زوجته السابقة كان يمنعني من الخروج خارج المنزل ولكني لم أستطع تحمل هذه الإساءة ولكن لا أعرف هكذا يكافئ الإسلام عمل الخير ولم يبقَ معي أي شيء فلقد اضطررت أن أتنازل عن جميع حقوقي كي يطلقني
أنا الآن تعبانة جدا حيث أصبح مبدأ العزلة في حياتي وشعور الأمومة يقتلني جدا
ولا أعرف هل سوف يحالفني الحظ أنا تعبانة جدا
13/7/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
كان الله في عونك وأعطاك خيرا مما فقدت. تفاءلي بالخير تجديه وتذكري قوله تعالى بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا فلن يضيع بالتأكيد أي عمل طيب قمت به ولا حتى حسن الظن بعدل الله وكرمه ولكن لا تستعجلي الكريم بل انتظري رحمته. واشغلي نفسك أثناء انتظار الرزق بما تحبين وينفع من العمل في الدنيا والآخرة.
بأي حال وبغض النظر عما كان السبب وراء قبولك مثل هذا الزواج وأنت ما زلت صغيرة فما مضى كان امتحان ليس أكثر فأحسني الأداء وما أكثر امتحانات الدنيا عسى أن ينجينا حسن صبرنا عليها من عذاب الآخرة فنحن في كل أعمالنا ننتظر الأجر من الله وما يدريك لعل طلاقك من هذا الرجل السيء الأناني هو مكافأتك على حسن قيامك بأمر الصغار.
لا تندمي على طلاقك فخروجك من مثل هذه العلاقة مع رجل عنيف ومسيء هو غنيمة بحد ذاتها ولا تنظري لما فديت به حريتك عسى الله أن يعوضك خيرا مما فقدت.
أشبعي أمومتك بالتطوع في أي مجال يتعامل مع الأطفال حتى يحين وقت الإشباع المباشر بأولادك حين ترزقينهم ولكن لا تجعلي رغبتك ومشاعرك توجهك في الزواج القادم فالأطفال بدون أب وزوج حنون يعينك في التربية عبء تشكو منه الكثيرات.
استوقفني في سطورك لوم الإسلام ولم تنصف المرأة في شريعة مثلما نصفها ولا حتى الشرائع الوضعية. يجب عليك أن تتحملي نصيبك من المسئولية عن معاناتك فالإسلام لم يفرض عليك من اخترته أو قبلته زوجا كما أن الإسلام أتاح لك فرصة وضع الشروط التي تشائين في عقد الزواج فالزواج يقوم على عقد والعقد شريعة المتعاقدين فلو شئت لاحتطت لنفسك ولكن حسن الظن والاستسلام للمشاعر والرغبات يقود خطى الكثيرين وكنت للأسف واحدة منهم ناسية أن من رحمة الإسلام إباحته للطلاق رغم كراهيته ولكنه رحمة لمن تستحيل بينهم الحياة.
أتوقع أنك تمرين بحالة نفسية سيئة قد تكون مسئولة عن كلماتك أكثر من قناعاتك العقلية ولكن سامحيني لا أستطيع أن أمرر لومك للإسلام غيرة على ديني من جهة وخوفا من أن يكون لوم الآخرين جزءا من شخصيتك من جهة أخرى ومهما كان من أمرنا خيرا أو شرا فنحن فيه بين أمرين الأول مشيئة الرحمن والثاني أنفسنا وخياراتنا.