السلام عليكم؛
بعد التحرشات طفشت خطابها: إلا الأخير
أريد فقط الاستفسار عن شيء واحد فقط.: كل المستشارين بمختلف المواقع عندما يتحدثون لفتاة تعرضت للتحرش الجنسي يطالبونها بالنسيان والصفح والعفو والتسامح والتناسي و.... وكأن لا شيء حصل.
هل تسخرون منا أم من عقولنا أم ربما من نفسيتنا.
كل واحدة منا أعتقد بأنها عانت من الماضي. ولن أتحدث بصيغة الجمع حتى لا ألقى نقدا من جهة ما كما اعتدنا عفوا (اعتدت) دائما.
إذا سامحت وصفحت، من يعيد لي طفولتي ومراهقتي التي لم أعشها كما يجب؟ من يعيد لي نفسيتي المحطمة الآن؟ من يعيد لي الثقة بالناس؟ من يعيد لي الثقة بالرجال حتى المحارم؟
من يعيد لي وضعيتي أمام أهلي وعائلتي؟ من يعيد لي ثقتي بنفسي ؟
من يعالجني من عقدي؟ من يساعدني على الحياة بطبيعية كأي فتاة تتفتح على الحياة؟
من يحسسني بالأمان؟ من يعيد لي الأيام التي لم أشعر به فيها؟ والليالي التي شعرت فيها بكوابيس تخنقني ولا تجعلني أعيش بأمان حتى داخل أحلامي؟
من يعيد لي عذريتي سواء فقدت أم لم تفقد؟ من يضمن لي بأني سأتزوج؟ وحتى إذا تزوجت، من يضمن لي أن الزوج المحترم سيعفو وسيسامح ويعفو؟
وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه، من يعيد لي أشلاء نفسية لم تعش الماضي ولا تفرح بالحاضر ولا تثق بالغد؟؟؟؟؟؟؟
الصفح والتسامح يوجد دائما مع النسيان، مادام ليس هناك نسيان فليس هناك تسامح.
ذاكراتي غدت مليئة بالماضي، مهما حاولت النسيان سمعت كلمة بل كلمات تذكرني به فلا يمكن أن أسامح.
وإلى حد الآن لم أعرف معنى التسامح عندكم؟ هل هو تجنب الانتقام.
إذا كان هذا مقصدكم فعفوا أنا مسامحة من زمان، لكن لم أنسَ ومش عاوزة أنسى وربنا يأخذ لي حقي في الدنيا أو في الآخرة.."حتى دي أنا خائفة يمكن حب لحد كان طيفوا في يوم محرم".
وصدق المثل اللي قال: حاميها حراميها.
أرجوكم فتشوا لي أو (لنا) عن دواء غير النسيان نستطيع تطبيقه، وإذا كان لابد من النسيان...
R03;فأرشدونا إلى حل جزاكم الله خيرا.
30/7/2008
رد المستشار
حضرة الأخت "حائرة" حفظك الله؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
ما أجمل رسالتك يا حائرة، فقد استطعتِ أن تعبري بين السطور عن قصص وقصص، فاختزلت المشاعر وصففتها خلف حروف مليئة بالألم والدموع والحسرات...
نعم إن أسلوبك الأدبي المميز والشيق جعلنا نحس أكثر بالمرارات التي عانيتها وتعانيها. هذه هي الحياة! مليئة بالمآسي ولربما أيضاً قد تحتوي على شيء من السعادات.
كطبيب أعصاب قد ألتقي يومياً بعشرات المرضى، الذين يعانون من مشكلة التوتر العصبي والكآبة النفسية. والمعروف أنه لعلاج هذه الأمراض نستعمل وسيلة العلاج النفسي والعلاج بالعقاقير.
حائرتي الكريمة، أرجو منك أن تساعديني في طريقة العلاج النفسي التي ترينها مناسبة لمثل حالاتك، وعندها أقسم لك بأني سوف أطلق عليكِ لقب الدكتورة النفسانية المميزة، والتي تجد لكل همِّ مخرجاً، ولكل مشكلة حلاً.
عندكِ حق! قد يكون أسلوبنا في علاجك النفسي فاشل، لربما لأننا لم نمر بما مررتِ به، أم أننا لا نشعر ما تشعرين. نتحدث عن المُرّ الذي تتذوقينه في فمك، وعن السهر الذي أمضيته أنتِ وأمثالك، ولكننا لم نعشه، كما لو أننا شرحنا لإحداهنَ عن تفاصيل شعورها عندما ستصير حاملاً فلن تفهم مرادنا إلا عندما تصبح.
حائرتنا الكريمة ما تعلمناه من الطب النفسي ومن فلسفة الأيام ودروس الدين والمجتمع والأخلاق هو: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم". كذلك تعلمنا درس: "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر"، حفظنا أن: "العفو عند المقدرة من شيم الكرام"...
وهذا ما نُسْمِعُهُ لمرضانا في جلسات العلاج النفسي.
طبعاً يمكننا أن نقول لهم: لا تصفح ولا تسامح ولا تنسى، والعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم... يمكننا أن نقول لهم: لا تعفو ولا تصفح ولا تنسى، واكتئب ما شئت، انتقم ما استطعت... كيف تجدين وقع هذه الكلمات على مسمعك يا أخت حائرة؟ وعند أي الطبيبين يمكن أن تعودي في المراجعة؟ عند الذي يثور معك، أم عند الذي يخمد لهيب ثورتك بالهدوء والصفح والمسامحة؟
في كل الأحوال إني أردّ السؤال لكِ، هل عندكِ من طريقة مثلى؟ نساعد فيها مثيلاتك من المجتمع؟
شكراً لردك!
ويتبع:>>>>>>>>>>>>:: طفشت كل خطابها ما عدا الأخير مشاركة1