السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مطلقة: ليلة الدخلة لم أكن عذراء مشاركة1
أود أن أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع لمجهوداتهم الجليلة في تثقيف وتوعية المسلمين وإرشادهم، فجزاهم الله عنّا خير الجزاء وجعلها في ميزان حسناتهم، آمين.
أما بخصوص تجربة الأخت ندى، فقد قرأت رسالتها ولم أشعر أبداً أنني أمام محامية تحاول نفي تهمة عن نفسها، لكنني وجدت نفسي أمام إحدى قصص معاناة المرأة العربية جراء الجهل المستشري في مجتمعاتنا، إضافة إلى القسوة والجفاء تجاه النساء.. بل الاتهام، للأسف كثيرون يعاملون الفتاة على أنها مذنبة حتى تثبت براءتها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
شعرت من خلال رسالتك أنك امرأة قوية صابرة ومثابرة- رغم كل شيء-، لذا أود أن أشد أزرك وأرجو منك ألا تستسلمي للأحزان وأن تدفعي تلك التهم الباطلة عنك. لقد نغّص ذلك عليك حياتك السابقة، فلا تدعيه يجهز على حياتك القادمة. بالعزيمة والإرادة والتسامح تستطيعين تخطي كل ما مضى بإذن الله.
أنا أكتب لأحاول الإجابة على تساؤلاتك :
تقولين: (لماذا حوسبت على ذنب لم أقترفه..؟؟) السبب ـ في رأيي المتواضع ـ هو عدم توفر التأهيل والتوعية للمقبلين على الزواج والثقافة الجنسية السليمة، بالإضافة إلى التصورات المنتشرة بأن كل فتاة عذراء يجب أن تنزف دماً ليلة دخلتها وتتألم، وأن الزوج يجب أن يشعر بعائق عند الإيلاج إذا كانت عروسه عذراء، وإلا فلها الخزي والعار. هذه تصورات ما أنزل الله بها من سلطان!!! لأنه كما تفضل المستشار ـ هناك نوع من الأغشية ذو فتحة كبيرة وقابل للتمدد.. بل إنني قرأت في كتاب وموقع طبيين فرنسيين أن %13 من الفتيات لا يتوفرن عليه أصلاً!!!
وعليه سيكون من المفيد للفتاة إذا تعرّضت لهكذا الموقف أن تأخذ زوجها لطلب الاستشارة من طبيب يشرح للزوج أنواع الأغشية، علّها تنقذ نفسها من العيش تحت مطرقة التهديد بالفضيحة وسندان حيرتها كيف تثبت براءتها من خطيئة لم تقترفها. ويبقى التثقيف قبل الزواج أفضل لأن الوقاية خير من العلاج.
أختي الكريمة،
أتمنى ألا تعودي للتفكير في الانتحار، تذكري (... وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً)(النساء:29)، إنما حياتنا الدنيا ابتلاءات فمن صبر واحتسب فله حسن الجزاء وأرجو أن تكوني من الصابرين، وحسبك أن الله يعلم براءتك وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأنت ضحيت وبذلت جهدك لبناء بيت سعيد مثالي وإن شاء الله تؤجرين على ذلك فلا تقنطي من رحمة الله.
وأرى ـ بعد إذنكم ـ أن تواصل أبناؤك مع والدهم والحفاظ على صورة طيبة له أمامهم شيء ضروري لتوازنهم النفسي، وهو ما يتطلب منك التسامي على جراحات الماضي، وإن ظننت أن طليقك لا يستحق ذلك فأنا أوافقك في كونه غير مسؤول، إذ كيف يطرد رجل طفليه وأمهما من البيت ليلاً، وكلنا يعلم كم هو خطر الوضع في العراق نهاراً فما بالك بعز الليل!!! إن كان هو لا يستحق فأبناؤك يستحقون صورة أب محترم.
كان هذا رأياً متواضعاً ولا أزعم أني أعطيك حلاً. أسأل الله أن يفرّج كربتك ويمنّ عليكم في العراق الحبيب بعودة الأمن والاستقرار.
في النهاية لدي تعليق/عتب على ما قاله المستشار د.كسروان من أن (الزوجة البطلة هي مَن تنتصر في ميدان المعركة وليس في الانسحاب) كما لو أنه يرى في طلاق الأخت السائلة انسحاباً من المعركة أي انهزام عكس الزوجة البطلة التي لا تطلق (أو تطلب الطلاق) كي لا "تهزم"، كما لو أنه يلومها على طلاقها الذي لجأت إليه بعد أن طردت وأهينت وتعبت نفسياً. سيدي الفاضل: هل تعد بقاء المرأة مع زوج "يلعب على أعصابها" ويحطمها نفسياً بالتهديد بفضحها وهي دائمة الخوف من أن يعيد طردها ليلاً..هل هذا انتصار؟ وهل ترون الصبر على الإهانة والظلم بطولة؟!.
عذراً على الإطالة،
والسلام عليكم.
19/7/2008
رد المستشار
حضرة الأخت "نبيلة" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أهنؤك على دفاعك الجميل عن صديقتك المظلومة، وأحّيي فيك هذه الشهامة العربية الأصيلة بالدفاع عن المظلوم.
لقد اتفقنا معك في إطلاق الحكم دون أن نعطي المجال لذلك الزوج بالدفاع عن نفسه! فدائماً الفطرة الإنسانية، وخاصة الشرقية تقف إلى جانب الضعيف والذي هو في حالتنا هذه صديقتنا المحامية.
نشكرك على نصيحتها مثلنا بتكملة حياتها والنظر إلى الأمام، وألا تفكر أبداً بالانتحار، بل الكفاح أمام الأطفال وإعطائها لنفسها فرصة التجربة الثانية التي نتمنى أن تكون سعيدة!.
أما اتهامك لنا بأن نصيحة الصبر مع الزوج هي خطأ! فهل تستطيعين أن تؤكدي لنا بأنه لربما بعد سنة من ذلك التاريخ مثلاً لم يكن الزوج ليتغير ويصبح أرق وألطف شريك، بالضبط كما رأته قبل ليلة الدخلة؟، نعذر قلة صبرك علينا بسبب المدنية السريعة التي باتت مؤلفة من كل ما هو سريع: كالوجبات السريعة، والتواصل السريع "عبر النت"، والحب السريع.. واليوم الإجابة السريعة والمتسرعة!!!.
أود أن أذكّرك بقصة تلك المرأة المسلمة التي أطاعت زوجها الذي أوصاها بألا تخرج من الدار حتى عودته من السفر. فأرسلت إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم تسأله أن يسمح لها أن تزور والدها الذي مَرِض، فأجابها (ص) بإطاعة زوجها والبقاء في البيت. ومن ثم سألت الرسول (ص) أن ترى أباها قبل موته، فأجابها (ص) بإطاعة الزوج، وثالثاً أرسلت للرسول (ص) تسأله عن السماح لها بالمسير خلف جنازة والدها، فأجابها (ص) بإطاعة الزوج والمكوث في المنزل. وقد تعرفين يا أخت نبيلة في النهاية كيف أن الناس شمّوا رائحة البخور والمسك في جنازة ذلك الرجل، وقد شرح الرسول (ص) للناس بأن الله قد أرسل ملائكة كي يمشوا في جنازته ويستغفروا له لأنه أنجب فتاة مسلمة صابرة مطيعة لزوجها...
نحن لم ندافع عن ذلك الرجل، ولكن كان أملنا، -ولو ضعيفاً- أن ينتصر للأطفال الذين يحتاجون إلى الوالد كما يحتاجون إلى أمهم. ولربما لو صبرت لكان خيراً لهم، بإخراجهم متعلمين مطيعين لله صابرين محتسبين في طريق الحياة الشاقة والصعبة.
لقد بشّر الباري عز وجل الصابرين، وما حاولنا إلا تذكيرهم بتلك البشارة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويتبع:>>>>>>>>>>>>: مطلقة: ليلة الدخلة لم أكن عذراء مشاركة3