شعور غامض في البطن
منذ أن كان عمري واحد وعشرون بدأت لي مشكلة لا أستطيع فهم معناها، وقد سببت لي عدة معاناة ومشاكل، والمشكلة الرئيسية عندي هي عقدة لهذا الشعور الذي أحس به في بطني ويركز عليه عقلي كثيرا، وبالخصوص عندما أخلد إلى النوم يتحول ذلك الشعور إلى تعصب شديد في البطن وتوتر، وعندما يكون لدي مشكل في العمل، أو تحل بي مصيبة.
ما ذلك الشعور يزداد في البطن ويرتفع إلى القلب وأحس باعتصار في البطن، والمصيبة الكبيرة أنه يتحول إلى الخوف يستولي على كل الجسد، وذلك الشعور الموجود في بطني في أي موقف يتحول إلى شعور في الجسم أكثر من الخوف، وهذا يجعلني أتكلم في الموقف بصوت مرتفع وتعصب، وإذا حاولت أن أتكلم بصوت منخفض تظهر علي أعراض فسيولوجية مختلفة رجفة في الوجه واليدين ضربات القلب تزيد، وأحوال تجاوز هذا كله: بأن أتكلم بصوت مرتفع لكن بدون أن أركز، وأثناء مقابلة أي فتاة أحس بذلك الشعور أيضا
وأحاول دائما أضبط نفسي..... وكل ما أفعله منذ أن كان سني واحد وعشرون وطالب في الكلية ما أفعله هو مواجهة ذلك الإحساس الذي ينطلق من البطن ويتجول في جسمي
وعندما يزول الموقف الإحساس يترسب في البطن، وفي النوم يتحول إلى اعتصار وإذا سمعت شيئا ما يتحول إلى خوف، وإذا سمعت كلمة من أحد لم يقبلها عقلي يتحول الشعور إلى تعصب وانفعال مع ذلك الشخص الذي صدرت منه تلك الكلمة، وأي فتاة أعرفها أحس معها بذلك الإحساس الذي ينطلق من البطن ويستولي في البطن، وأي كلمة صدرت منها لا توافق مع عقلي يتحول الشعور الموجود في البطن إلى انفعال لا أتحمله وإذا كان ردي عليها بتعصب بعد ذلك أندم
وجربت الأدوية بدون نتيجة، مثل زانكس توفرانيل دوجماتيل... ما أفعله فقط الاعتماد على المواجهة مع ذلك الشعور الذي يبتدئ من البطن، هذا ما يتعلق بالجانب الوجداني، أما الجانب العضوي فالمشاكل متعددة، بدءا من اضطراب النوم إلى إرهاق تعب آلام المفاصل الضيق عندما أخلد إلى النوم، عضلات الجسم ترتجف، تفكير في الأحداث المختلفة، أحاول أن أوقف التفكير ولكن أفكر دائما... كأن ذلك نوعا من الطقوس عند النوم، وهذا يزيد من ذلك الشعور الموجود في البطن ويزيد في الاعتصار، وآلام الرأس والتي خفت في السنين الأخيرة، والمشكلة ابتدأت معي عندما كان عمري واحد وعشرون سنة؛
أسبوعين أحس بشيء من الألم في القلب معتقدا أنه عندي مرض في القلب، في النوم كنت أركز على منطقة القلب، واليوم المشئوم هو ذلك اليوم الذي خلدت فيه إلى النوم وأنا أركز تفكيري على القلب إذا بدقات قوية انطلقت وكأنها لكمات، ونهضت وجسمي كله يرتجف من شدة الخوف في الظلام، والعائلة وجدوني منزوٍ في ركن البيت منزويا خائفا أتفحص اللعاب عساني أجد الدم لأنني ظننت أن قلبي انفجر، ومضيت الليل كله في فزع أنتظر النهار لزيارة الطبيب لإجراء ا لفحص، ودخلت إلى الغرفة والجسم كله يرتعش من شدة الخوف، لأنني كنت أظن أنه سيكتشف مرض في القلب ولكنه لم يجد أي سبب عضوي
ما قاله لي في ذلك اليوم المشئوم نتيجة فحصه لي أنه مجرد أعصاب..........،............!
ومنذ ذلك اليوم وأنا أحس بتلك النقطة في البطن تتحول من تعصب إلى خوف، من خوف إلى تعصب وشعور يستولي على الجسم في المواقف الضاغطة والمستفزة، وأعراض جسدية مختلفة وغريبة،
ما أفعل مع هذا المرض البغيض،
إلا الصبر والمواجهة رغم المعاناة.
4/8/2008
رد المستشار
الأخ العزيز سعيد أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين لا أظن أنك بعد هذا الوصف العلمي الدقيق الذي قدمته لحالتك وكأنك طبيب نفساني يصف حالة من خلطة القلق والاكتئاب فأنت تأخذنا من عرضٍ لمشاعر القلق الجسدية في المواقف الاجتماعية بما يطابق أعراض الرهاب الاجتماعي ثم ما يشير إلى أعراض الاكتئاب الجسدية وأنت تعرض هذا كله منطلقا من عرض قلقٍ جسدي هو ذلك الشعور الغامض في البطن الذي ينطلق في أنحاء جسدك... ثم تصف لنا جانبا من خلطة الأعراض الوسواسية وأنت تصف ما يحدث لك قبل النوم وتسميها باسمها حين تقول كأن ذلك نوعا من الطقوس... أي إحسانٍ في عرض الأعراض هذا؟
ثم تعرض لنا بعد ذلك قلقا توجسيا حول حالة ووظيفة قلبك تتلوه نوبة هلع تصيبك في الليل تحس ساعتها مبتدئا من التركيز المفرط على ضربات قلبك، ومارا بزيادة مفاجئة أو تباطؤٍ عابرٍ أو ربما حتى بالتدريج... وجدت نفسك تتجمع عليك الأعراض الجسدية المرعبة للقلق والخوف حتى ظننت أن قلبك انفجر! ثم بعد ذلك في الصباح أجريت الفحص عند الطبيب الباطني وأعلمك أنه مجرد أعصاب! فهل كان هذا منذ 21 عاما؟؟؟ وأنت ما تزال قاعدا تنتظر؟؟؟
من ناحية العقَّاقير التي جربتها فربما أفلح الزاناكس أحيانا في إعطائك بعضا من الراحة –مع كل محاذيره الجسدية كالتحمل والتعود الجسدي والمعرفية كالتعود النفسي وإدامة المشكلة إذا استخدمته في مجابهة القلق في المواقف التي تثير قلقك عادة، وكذلك ربما أفلح الدوجماتيل ومثله التفرانيل.... لكن ربما تحتاج حالتك إلى أحد عقاقير الم.ا.س.ا للعمل تحديدا على مادة السيروتونين.
لكن هذا ليس كل شيء إن أردت نصيحة تفيد فعلا في علاج حالة من خلطة القلق والاكتئاب عمرها 21 سنة حتى الآن -عافاك الله ونجاك- فأنت تحتاج علاجا معرفيا سلوكيا أيضًا إضافة لما سبق لتفهم فيه أن ما ظللت تفعله خلال 21 عاما وهو ما تصفه مرةً بقولك: (وأحاول دائما أضبط نفسي.... وكل ما أفعله منذ أن كان سني واحد وعشرون وطالب في الكلية ما أفعله هو مواجهة ذلك الإحساس الذي ينطلق من البطن ويتجول في جسمي) ومرةً بقولك: (ما أفعله فقط الاعتماد على المواجهة مع ذلك الشعور الذي يبتدئ من البطن،) طريقتك في المجابهة تلك والمتمثلة في احتياطات أمان تأخذها مع شديد الأسف مثلت إحدى أسوأ حلقات الإدامة المفرغة لمشكلتك والتي أبقتها دون علاج حية لنصف ما عشته من عمرك.
فأنت مثلا دائما تحاول أن تضبط نفسك في المواقف الاجتماعية أثناء النهار مركزا تفكيرك داخلك وفي بؤرته ذلك الشعور الغامض المنطلق من البطن وتسقط في فخ معالجة الذات Self-processing في المواقف الاجتماعية بدلا من معالجة المواقف نفسها، ومن عيوب الانتباه المركز على الذات Self-focussed attention أنه عبر المراقبة والتفحص المفصل للذات يقلل الانتباه للمحيط الخارجي، كما يزيد الانشغال بالاستجابات الجسدية والتقييم السلبي لها من الابتعاد عن الوعي بالمعلومات الموضوعية في الموقف، وتفاعلا مع كل ذلك تستجيب أنت بأن ترد بعصبية شديدة أو تتكلم بصوت عال لأنك لو تكلمت بصوت منخفض تدهمك أعراض فسيولوجية –هي أعراض القلق الجسدية- مثلما يفهم من قولك: (وهذا يجعلني أتكلم في الموقف بصوت مرتفع وتعصب، وإذا حاولت أن أتكلم بصوت منخفض تظهر علي أعراض فسيولوجية مختلفة رجفة في الوجه واليدين ضربات القلب تزيد) ... ثم تكمل لنا صورة نموذجية للتفاعل المشوه في المواقف الاجتماعية قائلا (وأحاول تجاوز هذا كله: بأن أتكلم بصوت مرتفع لكن بدون أن أركز، وأثناء مقابلة أي فتاة أحس بذلك الشعور أيضا) أي أنك تلجأ كمعظم المرضى لاحتياطات (سلوكيات) الأمان (الكلام بصوت مرتفع في حالتك) بقصد تقليل القلق لكن احتياطات الأمان غالبا ما تزيد القلق فضلا عن أنها تبقي المخاوف قائمة. باختصار هناك عدد من الحلقات المفرغة تعتبر مسؤولة عن إدامة خلطة الأعراض الموجودة لديك وأنت تحتاج لعلاج معرفي سلوكي لا جدال في ذلك.
أهلا بك وفي انتظار متابعتك.