السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أ/ الفاضل، جزاك الله خيراً على ما تقوم به من مساعدة المسلمين. مشكلتي كالتالي:
أنا طالب تخرجت من الثانوية وأريد أن "أحدد" مستقبلي؛ وقبلت في مجال الصحة ومجال الهندسة والابتعاث والشركات ولله الحمد، لكن أحياناً أفكر بالدراسة وأحياناً أفكر بالشركات! والسبب كلام الناس أن الدراسة صعبة وأنا لا أذاكر إلا في آخر المطاف ولله الحمد أحصل على نسبة طيبة جداً.
أريد منكم إرشادي كيف أعرف نفسي؟ هل أنا تراني أتجه للفهم أو الحفظ، أو أصلح في الشركات؟ لأني لا أعلم صراحة!. أعرف أن السؤال غريب بغض الشيء لكن احتسب الأجر وحاول التوصل معي لنتيجة كما عرفنا منكم تجاه إخواننا.
أسأل الله لهم الشفاء والهداية.
وشكراً
27/07/2008
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
مبارك نجاحك في الثانوية العامة وتمنياتنا لك بمزيد من النجاح والسعادة. سأتعامل مع قولك بأنك قبلت في الشركات أنك وجدت عملاً وأرجو أن يكون فهمي صحيحاً.
الأهم من حيرتك الحالية ويجب أن تلتفت إليه في حياتك عموماً هو المبالغة في تصديق كلام الناس فاستمرارك على هذا الحال سيقودك لخيارات لا تناسبك وتفقدك فرصاً أخرى كان يمكن أن تسعدك.
ولدي؛ لا تقول الناس إلا ما يزعجها رغبة في التنفيس عن غضبها ولتجدد طاقتها دون أن تدرك أنها تخيف من حولها من أمر هام وحيوي فهل ترك الدراسة من يخيفك منها؟ بعضهم قد يكون فعل ولكن ماذا عن الآلاف الذين ما زالوا يدرسون، هل هم مختلفون عنا؟ أكثر ذكاءً مثلاً؟ لا أعتقد ولكن من ينجح في تحقيق أي انجاز لا بد أنه يثابر ويجتهد حتى يحققه. تجاوز الصعاب يزيد ثقة الإنسان في نفسه ويشجعه على مزيد من المواجهة والإنجازات في الحياة بهذا أكون قد وضحت لك وجهة نظري بأنك لا يجب أن تلتفت لكل ما يقوله الناس فهم ليسوا صادقين دائماً، كما أنك لست أقل من أولئك الذين ينجزون في شيء وهناك رأي يقول بأن كل من ينجح في اجتياز الثانوية العامة فهو يتمتع بمتوسط ذكاء أكثر من المتوسط بقليل فعزز ثقتك بنفسك وبقدراتك.
ظروفك المادية التي تصفها بأنها جيدة تساعدك على تحمل نفقات الدراسة من جهة ومن جهة أخرى تقبل تأخر اعتمادك على نفسك طالما تمثل عبئاً على أهلك.
لا تستمع لمن يقول لك بأن الكثيرون يدرسون ولا يجدون عملاً فالدارسة تقع من ضمن السعي المطالبون به، ولكن العمل مرتبط بالرزق الذي كفله رب العالمين والذي قد لا يكون من باب تخصص الدراسة ولكن الرزق آت لا محالة بمشيئة الله وحده. لا تزودك الدراسة فقط بمعول تكتسب به معيشتك ولكنها تساعدك على تقوية شخصيتك وتوسع معارفك وتجعلك بإذن الله أقوى مهما كان نوع العلم الذي ستختاره فهو مطلوب لنا كمجتمعات علّنا نعود في يوم لنصبح حضارة رائدة كما كنا ذات يوم.
دراستك واجتهادك في الدراسة يكسبك قوة ويقربك إلى الله إن احتسبتها لله، فعليه الصلاة والسلام قال أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلاهما خير فلماذا لا تكون أنت أحب إلى الله؟ هل تتخلى عن مثل هذه المرتبة من أجل بعضع ساعات من الراحة. ارتياد الجامعة فقط لا يعني أنك تقترب من الله ولكن وجودك كطالب مجتهد وتخرجك من الجامعة كمختص متميز وماهر في مجالك يعني تقديمك لفرد معطاء بناء لمجتمعنا.
يبقى اختيار التخصص أمر خاص بك حسب ميولك العلمية وحسب نوع الحياة المهنية التي تحب أن تحياها بعد التخرج ومهما كان ستحتاج لمهارتي الفهم والحفظ، إذن صلّ ركعتي استخارة وتعرف على التخصصات المختلفة في الجامعات المتاحة لك وتعرف على المواد التي يدرسها كل تخصص واختر بناء على مخرجات التخصص ومتطلبات الدراسة وتابعنا بأخبارك.