مظاهر الشذوذ
السادة الأطباء والمستشارين.... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بدايةً أود أن أشكركم على هذا الموقع الطيب وأسأل الله تعالى أن ينفع به وأن يجعله مباركاً.
أما بخصوص المشكلة التي أتطلع لمشورتكم فيها، فمنذ عامين تقريباً طلب إليّ أحد الأصدقاء النصح في موضوعٍ ما، وهو صاحب مركز ألعاب نت- ومعظم مرتاديه من الأطفال أقل من 13 سنة تقريباً- وكانت الصدمة عندما أخبرني بالموضوع- ولكني اليوم أراه أصبح شيئاً مألوفاً ولا حول ولا قوة إلا بالله...
فبينما كان بعض هؤلاء الأطفال يلعبون وقع خلاف بينهم، فأخذ بعضهم يعيّر بعض ولكن دون أن يصرّحوا.. فأحس صاحبي بشيء غير طبيعي، ضغط على أحدهم حتى عرف أنهم -وهم حوالي أربعة- يمارسون اللواط، حينئذٍ لم أعرف بم أشير عليه، لم أجد نصحاً له إلا أن يخبر والديهم، وبالطبع كان الأمر صعباً جداً عليه فلم يفعل.
والآن.. أعرف طفلاً في الثالثة عشر من عمره استشعرت في حركاته مع صديقه ما قد يوحي بقيامهما بهذا الفعل، كالتصاقهما ببعض بطريقة غير عادية وأنا أعلم أن هذه السن هي مرحلة البلوغ وبداية الفوران الجنسي، فحاولت أن أحدثه ولم أعرف ماذا أقول، خشيت أن أكون قد أسأت الظن به ولو حدثته أطلعته على شيء لم يكن يعرفه، فسألته مُمهداً هل بلغت؟ فلم يفهم، هل احتلمت؟ لم يفهم أيضاً!.
وسؤالي هو: كيف يمكن معرفة مباشرة الأطفال لهذا الفعل من عدمه؟ وكيف يمكن لي أن أوجههم وأنصحهم؟ وكيف يمكن للآباء أن يُجنبوا أبناءهم -ذكوراً وإناثاً- الوقوع في مثل هذا؟ أو بصيغةٍ أخرى: ما أسباب وقوعهم؟.
معذرة للإطالة..
وجزاكم الله خيراً.
27/07/2008
رد المستشار
أخي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
كم يؤسفني ويحزنني أن تنشر مثل هذه الآفات في مجتمعاتنا وبين هؤلاء الصبية الذين يتركونهم أولياء أمورهم يرتادون مثل هذه المراكز دون رقابة رغم أن معظم الآباء إن لم يكن كلهم يعلمون جيداً خطورة تأثير الصبية على بعضهم في هذا السن مع فضولهم وشغفهم لمعرفة الكثير والكثير عن الجنس الأمر الذي يجرهم حتماً إلى دخول المواقع الإباحية فلا يجدون مفراً من إتيان رغباتهم مع بعضهم البعض على سبيل المتعة أو التجربة أو كلاهما.
ماذا حل بمجتمعاتنا... اضمحلال دور الأسرة المطحونة في طلب الرزق..... أو أسر مترفة لا يربطها بأبنائها سوى جلب المال لهم لكن حمداً لله ما زالت بعض الأسر تحسن تربية أبنائها لأن التربية في الأسرة القائمة على الشرع والحلال والحرام وخشية الله هي السلاح الأكيد ضد هذا العدو الجديد.
كما أحب أن أؤكد أن التربية الجنسية السليمة للطفل هي أيضاً درع واق في هذه المعركة بأن يعرف مبكراً وتدريجياً وبشكل شرعي محترم ما هو الجنس وما هو الهدف السامي الذي جعل الله من أجله مثل هذه الغريزة في الكائنات الحية وكم وضع لها من القيود في بني البشر.
أخي الفاضل إن ما فعلته من أنك لم تفاتحه في الأمر صراحة أمر حكيم لأنك لست متأكداً والتأكد واليقين في هذه الأمور لا يكون إلا باعتراف الشخص أو رؤيتك له..... إذن ماذا تفعل؟
لو كانت علاقتك بأسرته وطيدة فعليك أن تتحدث مع والده بشكل عام وغير مباشر عما سمعته وعرفته عن هؤلاء الصبية الذين اعترفوا بممارسة الشذوذ وأنك حزين لما يحدث وتخاف على من في مثل عمرهم من أن تصبه مثل هذه الآفة وأن على كل أسرة أن تعنى بالتربية الجنسية للأولاد في الطفولة والمراهقة مع التأكيد على الجوانب الدينية في هذه الأمور. وأن تشير إلى أنه يجب أن يفعل ذلك مع ولده حتى يقيه شر المعرفة من أصدقاء السوء.
وفقك الله وحفظك لشعورك بالمسئولية تجاه هذا الصبي.