مطلقة: ليلة الدخلة لم أكن عذراء مشاركة3
مطلقة: ليلة الدخلة لم أكن عذراء مشاركة
هذه ثاني رسالة أبعث بها إليكم كمشاركة في موضوع "مطلقة: ليلة الدخلة لم أكن عذراء"، هذه المرة أريد أن أعلق أكثر على رد الدكتور قاسم كسروان لو سمحتم. فأرجو أن يتسع صدركم للمزيد من الأفكار التي تشغلني.
صحيح أن الكثير من الشباب في عالمنا العربي يحملون شهادات جامعية عالية ـ كما قلتم في الرد الثاني ـ لكنها لا تفيد معظمهم إلا ـ كما قلتم ـ في تزيين الحيطان، أما الوعي والثقافة والتحضر فتلك قصة أخرى، إذ ليس كل حاصل على شهادة مثقفاً واعياً...
كما أن الشباب العربي لا يعذر بجهله للثقافة الجنسية إن كان متزوجاً، والذي يطلع على الاستشارات في موقعكم يدرك كم المشكلات التي تنتج عن ذلك.
قلتم بأن تقليد الحفاظ على غشاء البكارة من أجل العرس واعتباره الدليل على عذرية العروس (براءتها)، قلتم بأنه تقليد يجب الحفاظ عليه لأنه ذلك يقينا من التحرر/الفوضى الجنسية التي عند الغرب. أخالفكم الرأي في هذا، فبالنظر إلى الإقبال المتزايد على عمليات ترقيع البكارة (أو مجرد غرز تين تفيان بالغرض، باللجوء إلى طبيب لوضع غرزتين عند مدخل المهبل قبيل الزفاف لتحقيق توقعات العريس من وجود حاجز ونزيف دموي)ـ هذا يجعلني أعتقد أن هذا التقليد مذموم لأنه لا يزد الناس إلا نفاقاً وجهلاً ورعباً، واختزل قيماً غالية كالشرف والعفة والأمانة بغشاء رقيق وقطرات دم، وجعلنا سطحيين في نظرتنا للعفة ولديننا الحنيف، ولا حاجة لأذكر لكم بأن من نتائج هذا التقليد "المبارك" أن فتيات كثيرات في العالم العربي يدخلن في علاقات جنسية شاذة أو سطحية، لكنهن يبقين بنظر أزواجهن وعائلاتهن طاهرات عفيفات ما دمن احتفظن أو رقعن الغشاء ـ الدليل ـ لأزواجهن في الليلة الموعودة! في حين تعيش سيدة فاضلة كالأخت ندى من العراق مأساة لا ذنب لها فيها!!
أنا أكتب إليكم رغم أن الموضوع حساس لأنني كثيراً ما قرأت مقالات واستشارات تدعو إلى التفكر وإعمال العقل ونبذ التفكير والحلول السطحية، وأرجو ألا يفهم من كلامي أنني أدعو إلى الانحلال الخلقي معاذ الله،
ولكن بصراحة لم أستسغ كيف تعتبرون الجهل والتقاليد التي تخص غشاء البكارة شيئاً محموداً وما حصل للأخت ندى مثلاً كما لو أنه مجرد آثار جانبية لعلاج فعال يتبناه المجتمع لمحاربة الرذيلة!!!
أذكر أن د. وائل أبو هندي تساءل مرة كيف يكون التعفف الصحيح أو التعفف المطلوب وفي رأيي المتواضع ـ هو الذي يبتغي به المرء مرضاة الله أكثر منه خوفاً من كلام الناس وإلا فهو رياء. أتصور أن الإنسان المسلم ينبغي أن يحتسب أجر تعففه عند الله حين يلقاه- من باب إخلاص النية لله عز وجل- وليس حين زواجه، وإن كان الله طبعاً يكرم من يشاء في الدارين.
لذا أرى أنه من الأفضل تربية الفتيات على أخلاق الحياء والعفة كمنهاج حياة (وليس على أنها طقوس لمناسبات معينة وتقاليد جامدة تختزل في لباس معين وغشاء تحافظ عليه) وإفهامها وتحبيبها إياهم، أما إرعابها من فقدان غشاء البكارة ومن إمكانية توفرها على واحد من نوع مطاطي أو عدم توفرها عليه أصلا. فلا أظن بل أرى في تقليد الغشاء الحل التربوي الأمثل وإن كان الأسهل.
28/7/2008
رد المستشار
حضرة الأخت "نبيلة" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
جزاكِ الله خيراً يا أخت "نبيلة" على تعليقك الثاني، هذا وقد سررنا بالنصائح الجيدة والمفيدة التي قدمتها لمساعدة نشر الوعي والفهم لهذه المشكلة، ولحالات مماثلة، وكيف أن إفهام الفتاة عن معنى العذرية، والذي يجب أن يكون في القلب وفي النفس والروح، أكثر مما هو في الغشاء، مطاطياً كان أم صلباً.
يا أخت "نبيلة"، أنتِ طالبة علم وإننا نتشرف بأن تكوني واحدة من أسرة مجانين. لربما يكون أمامك مستقبل كبير وزاهر في نشر الوعي والثقافة والأدب والدين في المجتمع، وكطبيب أعصاب أعطيكِ هذه النصيحة قربة لله عز وجل: لا تهاجمي المجتمع الذي تسكنين فيه، ولا تعممي الهجوم على أكثرية الناس، فهم أخوتك وأصدقائك وأقربائك وأهلك.
كما ولا يمكن أن يكون كل مجتمعنا بتراثه وماضيه وحاضره على خطأ، وتأتي كلماتك الرسالية كي تصوّب الأجداد والتاريخ والجغرافيا السياسية والإجتماعية. أعرف أن عمرك الشاب يميل أكثر للثورة، وللتغيير بالسيف أو بالكلمة وأخيراً بالقلب وهذا أقل الإيمان. يا نبيلة دعي قليلاً من الحق بجانب والديك وأجدادك، وحاولي أن تُغَيِّرِي برفق، محافِظَةً على المفاهيم، ومجمّلةً للواقع من دون المساس بذكاء الآخرين وتزيين شهاداتهم للحائط، ومسح فكرهم ووعيهم بشهادات الجهل التي تطلقينها عليهم.
وفقك الله يا أختنا العزيزة لكي تكوني رسالية سعيدة ومُسْعِدَة.
واقبلي منا بأن نكون جميعنا نحب العذرية عند المرأة الشرقية، ولا نحب الخداع حتى ولو حصل بين الحين والآخر، بـ "الغرزتين" أو بسواهما. ولا أريد أن أنتقد المجتمع الغربي، حيث أن حتى بعض النساء المتزوجات يغششن- وربما- بعلم أزواجهن قدسية العلاقة الزوجية باتخاذ أخلاء حتى في ضمن الحياة الزوجية، والعياذ بالله.
ساعدينا يا أخت "نبيلة" على الحفاظ على كنزنا الثقافي والأخلاقي ما استطعنا وإلا.......... لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويتبع:>>>>>>>>>>>>: مطلقة: ليلة الدخلة لم أكن عذراء مشاركة5