مذكرات الطريق الطويل: أما من سبيل..!؟
أرسل أسامة (34 سنة، كيميائي، مصر) يقول
الأساتذة الأفاضل،
أنا أوجه لصاحبة المشكلة كل التقدير لنجاحها في حياتها، وأن مشكلة تأخر الزواج ليس لها دخل بالإعاقة لأن غيرها كثيرات دون إعاقة ولم يتزوجن، فهي مسألة قسمة ونصيب.
شيء آخر مهم؛ أن تقابل المحافظ للمحافظة التي تتبع لها وتطلب وظيفة بحسب تخصصها، فللمعاقين الأفضلية في التعيين، وأعتقد أنها لو اشتغلت ستجد أصدقاء وأشياء تشغلها وستشعر بوجودها مما سينعكس على حالتها النفسية بالإيجاب.
تقبّلوا تحياتي وتمنياتي لصاحبة المشكلة بالتوفيق، وأن تحاول إقناع أخيها الأكبر بالوقوف في صفّها إنّ رفض الوالد مسألة وظيفتها.
6/7/2008
وعلى نفس الاستشارة شاركت إيمان (21 سنة، طالبة، مصر) تقول:
أعزك الله،
أنت حقاً شخصية جميلة جداً، ربنا يعزك ويثبتك. أود أن أقول بمنتهى البساطة أنّ الله قد أنعم عليك بشخصية رائعة فعلاً، شخصية تفتقر إليها الكثير من الجميلات كما قالت الدكتورة، أعرف بنات يملكن كل مقومات الزواج وفي مثل سنك وأكبر وأصغر وسبحان الله لم يتزوجن حتى الآن، وأعرف بنات بمقاييسنا كنا متوقعون دائماً ألا يتزوجن أبداً ووالله تزوجن زيجات لا نحلم بها! سبحان الله، الزواج لا تحكمه قواعد ومقاييس ثابتة.
أعرف امرأة ظلّت بكراً حتى الأربعين ثم تزوجت، تخيّلي! ما شاء الله هي سعيدة. أيضاً أعرف امرأة معاقة بدرجة أكبر مما فهمته منك وتزوجت (زوجة ثانية) وأنجبت الآن وست بيت جميلة جداً. أنا أروي لكل كل هذه القصص لأقول لك أن الأمل موجود، لكن حتى لو لم تكن هذه القصص موجودة فإن أملك موصول بالله، أليس الله قادرٌ على كل شيء؟.
اليس الله رحيم بنا؟؟ أليس بيده ملكوت السماوات والأرض ومقاليد الأمور؟؟؟ طالما إجابتك على هذه الأسئلة بنعم، إذن ما أنت فيه هو الأفضل والأخيَر لك، لكن دعيني أقول لك نصيحة حلوة، اعملي حملة دعاء!!
نعم حملة؛ يعني إلحاح إلحاح بأسلوب جميل مع لله، في كل صلاة وبعد كل أذان، وكل يوم ركعتين حاجة خصيصاً، وقيام ليل وصيام وأن تخصصي دعاء الإفطار لهذا الأمر، وفي كل جمعة إدعي في كل ساعة فيه، هكذا كلما حان وقت إجابة دعاء، أو حتى كلما مرّ الموضوع على بالك، دعاء بأدب جميل مع الله ومن القلب، ستجدي الدعاء في غضون وقت قليل جداً قد أجيب.
وأخيراً أضم صوتي لصوت الدكتورة؛ إيّاك والفراغ، اجعلي وقتك يعج بالأحداث بحيث لا تملكي حتى أن تلتفتي خلفك، سواء عمل بأجر أو عمل تطوعي، حاولي مع أباك وإن أبى فحاولي مع الأعمال المنزلية اليدوية البسيطة كالاكسسوار والشموع والكروشيه والحياكة... وهكذا، وهذه الأشغال اليدوية قد انتشرت كثيراً ويسهل الوصول إليها على النت، وادرسي علوماً شرعية أو في أي مجال، وهذا أيضاً متوفر على النت، أفضل شيء أن تتعلمي أو تكتسبي أو تستقبلي شيئاً جديداً... كل هذا يمكن أن تفعليه بالبيت ولكن بشكل ممنهج وإن كان من الأفضل أن تخرجي من البيت في إحدى هذه الالتزامات من وقت لآخر.
بارك الله فيك وفي الموقع، وسأدعو لك ومن قلبي، وبظهر الغيب.
6/7/2008
رد المستشار
الأخ الكريم "أسامة" والأخت الكريمة "إيمان"،
أهلاً ومرحباً بكم معنا على مجانين. أضع رسالتيكما بين يدي الأخت صاحبة المشكلة للاطلاع عليهما؛ فالأخ أسامة يتفق معي في أن للعمل أهمية كبيرة وستجد فيه إن شاء الله الملاذ الأحسن وسوف يحسّن من حالتها النفسية والاجتماعية بشكل كبير وأتمنى أن تأخذ كلامنا على محمل الجد.
أما رسالة الأخت الفاضلة إيمان فقد جاءت كلماتها رائعة، وأقول معها أيضا إيّاك والفراغ، وأضع اقتراحاتها بين يدي صاحبة المشكلة للتفكر فيها أن تجد فيها السلوى التي ترجوها.
شكراً جزيلاً لكما على مشاركتكما وتفاعلكما معنا.