نوبات الهلع والشعور بالموت..!؟
لم أشعر في حياتي بمثل هذا الشعور؛ كنت في أحد الأيام سعيدة ولا أشكو من شيء وكنت أمارس حياتي بشكل طبيعي جداً، وقد انتابني شعور غريب أثناء نومي شعرت وكان شيئاً يسد حلقي وفقدت قدرتي على البلع وأحسست أني سأفقد حياتي، وهذه علامات الاحتضار والموت...
ذهبت مسرعة حتى أتوضأ وأصلّي لعل الله يسهّل أمري ولكن استمر الأمر وازدادت ضربات قلبي وتنميل في أطرافي وخاصةً في يدي اليسرى، وأصبحت مذهولة: ماذا يحصل بداخلي؟ ما هو هذا الشعور؟ ذهبت إلى الطبيب وقال أني بصحة جيده فقط الضغط عالي قليلاً، وبعدها عدت إلى المنزل وأصبح الخوف بداخلي، ولا أعلم ما لذي يحصل.
وفي اليوم الثاني ذهبت إلى دكتور للقلب وأجرى بعض الفحوصات اللازمة وأخبرني بأني بصحة ولا أشكو من شيء، فأصابني الشك بأن هذا مس أو حسد فذهبت إلى الشيخ وقرأ عليّ ولم أحس بشيء ولا تأتي الأعراض التي أشكو منها أثناء القراءة فاقتربت من الله أكثر وأصبحت أشعر بأني سأموت وكل تفكيري أني سأموت، أشعر بضيق في التنفس وهذا الشعور عندما أحسه يؤكد لي أنني سأموت، وأحس بغثيان والبرد والبكاء من الخوف، فكرت أن أسافر مع أقاربي ولكنني خائفة بأن تنتابني هذه الأعراض فإن نظرتي متشائمة بسبب الخوف فبماذا تنصحونني؟ علماً بأني لم أذهب إلى الآن إلى طبيب نفسي.
أرجو منكم مساعدتي والرد.
وجزاكم الله خير جزائه.
15/7/2008
رد المستشار
الأخت الكريمة أهلاً ومرحباً بك معنا على صفحة استشارات مجانين،
إن الخوف من الموت شعور غريزي يخامر كل الكائنات الحية ولكن طبعاً بدرجة أقل. ومن الطبيعي أن نستشعر هذا الخوف في وقت من الأوقات التي غالباً ما تكون تالية لحدث أدّى بنا لمثل هذا الشعور ويكون طبعاً كما قلت مؤقتاً ويزول، إلا أن حب البقاء والحياة غريزة لدى الكائنات الحية جميعاً والخوف من الفناء والانتهاء أيضاً غريزة لدينا، إذن فللأمر حدود طبيعية.. أمّا الحد المرضي فهو أن يكون هذا الخوف دائم وأن يكون التفكير فيه مستمر بحيث يتحول لحالة مرضية وبها تتعطل كل نشاطات الحياة كما في حالتك حيث يكون محور التفكير هو الموت مع وجود نوبات هلع وخوف وتجنب سيرة الموت وكل ما يذكّر بالموت وتجنب المقابر وسراديق العزاء وما إلى ذلك!.
خوفك من الموت لا مبرر له فنحن سوف نموت في يوم ما ولا يعني هذا انقضاء حياتنا بل سوف نذهب لنحيا حياة أخرى، واعلمي أن الخوف لن يمنع عنك أمر الله إذا جاء وحرام أن تضيعي عمرك وحياتك في التفكير في الموت، عيشي حياتك كما هي ولا تفكري في الموت بهذه الطريقة فقد أدت كثرة تفكيرك فيه إلى حالة من القلق الواضحة. إن علاجك له جانبين: دوائي ومعرفي، وذلك بتصحيح مفاهيمك عن الموت وعن الحياة إلى جانب العلاج الديني الذي يتمثل في القرب من الله وفعل الخيرات والبعد عن المنكرات والإكثار من الصلاة والدعاء ولكي يتحقق ذلك عليك الذهاب لطبيب نفسي ولا تتركي نفسك في هذه الحالة كثيراً وإن شاء الله العلاج متاح وسهل، فقط اخط هذه الخطوة وإن شاء الله ستشفين مما تعاني منه.
وأنصحك أيضاً بأن تشغلي نفسك بأشياء هامة ولا تختلي بنفسك كثيراً وإذا انتابتك الأعراض حاولي أن تتجاهليها وطمئني نفسك بأنك بخير ولا تستسلمي لهذه المخاوف.
وطالعي:
الخوف من الموت
رهاب الموت
وحدة واكتئاب ورهاب الموت.. يا الله