نوبات هلع
أنا عيون محتارة، وقد بعثت لكم سابقاً وعرفت أني أعاني نوبات هلع. أنا حاولت فعلاً أن أخرج في نزهات وزيارات لكن ليس وحدي، إلا أني في منتصف الشارع الذي أسكن فيه أحس بخوف شديد وأني أريد العودة لدرجة أشعر أن رجلاي لا تحملاني ودقات قلبي سريعة جداً وفظيعة.
لا أستطيع الاستمتاع بحياتي، خطوبتي بعد أسبوعين، أتظنون أني سأتمكن من الاستمتاع بحياتي وبخطوبتي أم سيظهر عليّ خوفي؟ لا أريد أن يشعر خطيبي بشيء لأنه يحبني جداً، أحياناً أقول لنفسي أني لا أصلح للزواج بسبب مشكلتي هذه.
فقدت طعم الحياة، أهرب من أي فرصة للخروج خارج المنزل، والمفروض أن أسافر بالقطار للإسكندرية الأسبوع القادم، مما يسبب لي همّاً كبيراً من الآن وأخشى أن يعرف الناس أني غير طبيعية، خائفة من ضربات قلبي تميتني.
ماذا أفعل؟ هل أخرج عادي وأحاول تحمل الخوف؟
وطمئنوني هل سأتخلص من مشكلتي هذه أم سأظل طوال عمري تعيسة وليس من داعٍ لزواجي؟ طمئنوني.
10/08/2008
رد المستشار
الأخت العزيزة "عيون محتارة" وصلت متابعتك هذه بينما مجيبك الدكتور سعيد عسيري منشغل في إجازته حتى شهر رمضان المعظم، ووجدت أنني مضطر للرد عليك لأنني أراك لم تسمعي نصيحته وكأن كل ما استفدت من استشارتك لمجانين هو أنك عرفت أن ما أنت مصابة به هو نوبات الهلع Panic Attacks وشكرا.... جالسة أنت ولا شيء يتغير إلا زيادة أساليب المجابهة غير المفيدة لمشكلتك.
بداية ما لديك ليس نوبات هلع فقط وإنما هو اضطراب أشمل اسمه نوبات الهلع مع رهاب الساحة Panic Disorder with Agoraphopia .... والمرضى بهذا النوع من أنواع اضطرابات القلق الرهابية معرضون يا بنيتي أيضًا للاكتئاب فهل أنت في انتظار الأخير؟
بين لك مجيبك أن الزواج من الممكن أن يصبح عاملا إيجابيا في علاجك بشرط مفاتحة خطيبك هذا يا أخت "عيون محتارة"... خاصة إذا لم تكوني تنوين العلاج النفسي لأن الاضطراب الذي خمنا أنه لديك بطبيعته يميل لأن يكون مزمنا، ومن الأفضل بالتالي بل من الأمانة شرعا أن تبلغي زوج المستقبل بما سيلاقيه معك من معاناة لأجلك وبسبب مخاوفك التي ستبقى تتشعب وترتبط النوبات بأشياء وأماكن ومواقف يتم تحاشيها بالتدريج من جانبك وأعرف من أمثلة الزوجات المقيدات في البيوت كثيرات... وقد بينا لك عبر روابط في رد د.سعيد عليك العلاقة بين نوبات الهلع ورهاب الساحة.
ربما يظهر خوفك وسط الناس إذا بقيت دون علاج طبعا وربما لا يظهر..... لكن من المهم أن أنبهك يا صغيرتي إلى أن الفترة التي يفترض أنك تعيشينها الآن وهي فترة الخطوبة والتهيؤ للزواج هي فترة غالبا ما نعيشها مرة في عمرنا فهل أنت الآن مقتنعة بقدرتك على عيش الفترة كما يجب أن يكون العيش؟؟؟ تعيشينها وأنت تتخذين الكثير من احتياطات الأمان السلوكية التي تحاولين بها التغلب على مخاوفك في كل موقف فكيف تحسبين أنك تشعرين؟
يا أخت "عيون محتارة" كون خطيبك محبا لك -بارك الله لك فيه- هو مدعاة لأن تخبريه بحقيقة كل شيء واصحبيه حتى معك إلى الطبيب النفساني وحاولي الحصول على العلاج كما بينا لك من قبل.... ألا هل بلغنا... اللهم فاشهد.
ويتبع>>>>>: عيون محتارة نوبات هلع مع رهاب م1