السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا فتاة في25 من عمري بدأت مشكلتي منذ ستة أشهر عندما كنت مريضة بالزكام لقد أخذت دواءا صراحة بدون وصفة طبية.. ولكني كنت أعرف أنه يصلح للزكام.. المهم في تلك الليلة انتابتني نوبة على الساعة الرابعة فجرا بعدما تناولت هذا الدواء وآويت للفراش نمت حوالي أربع ساعات فقمت من نومي وضربات قلبي قد تسارعت ولم أستطع التنفس أخذتني أسرتي في الليل للمستشفى المهم وضعوا لي الأكسيجين فتحسنت; لكني كي أطمئن ذهبت عند دكتور (طب عام) فقام بفحوصات echografi بعدما شرحت له المشكل.. سبحان الله أخبرني مسألة لم أكن أعرفها أنني ولدت بكلية واحدة; وكي يتأكد بعثني عند دكتور اختصاصي فأكد الأمر وطمأنني أنها بحال جيدة كما أخبرني أني أعاني من القولون; فوصف دواء له.... .يعني هذه الأحداث كلها كانت متسلسلة وأنا في الأصل كنت طيلة هذه الفترة خائفة وعندي هاجس أني سأسمع أخبارا لا تسر عن صحتي...
المهم بعد ذلك كله بدأت تظهر عليا أعراض الخوف بدأ قلبي يخفق بشدة وأحس بغصة في حنجرتي ولم أعد أعرف طعم النوم وبدأ ضغطي ينزل في أول ثلاث أيام بعد ذلك الأسبوع المرهق لم أنم ثلاث ليالي متواصلة... فانتابتني مخاوف أني سأموت فكنت أنتظر الموت وزاد خوفي من الله لدرجة أني كتبت وصيتي لأهلي أن يؤدوا ديوني; ولم أعد أستمتع بالأعمال التي كنت أقوم بها من قبل كرهت الحياة انعزلت و لم أعد أرغب في رؤية أحد أو الكلام معه;....
بقيت بهذه الحالة لمدة طويلة لكني قررت مع نفسي أني سأحاول تخطي هذه الحالة فبدأت حالتي النفسية نوعا ما تتحسن أمكنني الآن الكلام والحديث مع الأصدقاء والأهل..... لكن لازالت عندي مشكلة الخوف من عدم النوم لأني عانيت من عدم النوم لليال طويلة لكني كنت ألاحظ أني إذا تمكنت من النوم بشكل جيد دون أن أتقلب في فراشي ليومين متكاملين مثلا فإني في اليوم الثالث أخاف أن لا أنام فتسيطر عليا هذه الفكرة فبالفعل أظل مستيقظة الليل كله وأنهض من فراشي اليوم الآخر منهكة حالتي النفسية متدهورة لا أحب الكلام مع أحد وأظل أفكر في الليل وهل سأنام أم لا من فضلكم ساعدوني في تشخيص مرضي.......
مع العلم أني لم أذهب عند طبيب نفسي ماذا تنصحوني هذه معلومات إضافية للمساعدة أنا منذ صغري أخاف من الله و من عذابه و أن مصيري قد يكون جهنم لكني كنت أسيطر على خوفي فأحاول أن لا أغضب ربي بالقيام بواجباتي الدينية فتنتابني بعد القيام بها راحة يمكن القول أن مسألة الخوف ليست جديدة عليا لكن ليست بهذه الطريقة ((الخوف من عدم النوم)) هي أقصى درجات خوفي حاليا لأني فعلا أسبب لنفسي في عدم النوم وبالتالي يكون يومي مرهق... أو بمعنى آخر لطالما سيطرت على خوفي حتى لو زاد عن حده لكني حاليا أتعذب مشكورين
11/08/2008
رد المستشار
عزيزتي؛
أهلا ومرحبا بك علي الموقع، تعانين من الخوف منذ الصغر كما تقولين، وهو قلق أكثر منه خوف، فالخوف هو رد فعل طبيعي وتلقائي لمثيرات حقيقية مثل الخوف من الحيوانات المفترسة أو من الرسوب في الامتحان وهو شعور إيجابي حيث يساعد الإنسان على الاستعداد لمواجهة ما يخاف منه وبالتالي ينجح في مواجهته بسهولة، بينما القلق هو خوف غير محدد (بدون مثير/ أو بمثيرات غير منطقية) وهو ما عانيت منه منذ صغرك.
فالقلق كما في المعجم الوسيط: القلق من قلق وقَلقَ قلقاً لم يستقر على حال واضطرب وانزعج فهو قلقاً، والقلق حالة انفعالية تتميز بالخوف مما قد يحدث والمقلاق: الشديد القلق.
وفي الموسوعة العربية: القلق حالة نفسية غير سارة من التوتر العصبي تدل على أن المريض يتوقع خطراً في اللاوعي ويحدث عندما لا يستطيع المرء أن يتخذ إجراءاً إيجابياً تجاه هذا الخطر إما بمجابهته أو بالفرار منه.
واهتم به العديد من علماء المسلمين..... فالغزالي رحمه الله عليه قال عنه أنه تألم في القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في المستقبل وقسمه إلى:
الخوف العادي وهو الخوف من الله مقروناً بالرجاء فيه وهو صفة حميدة يجب أن يتحلى بها المسلم حيث يدفعه ذلك إلى العمل الصالح والتوبة في الدنيا.
الخوف المفرط وهو خوف يخرج الإنسان إلى اليأس والقنوط ويمنعه من العمل وقد يسبب له الضعف والمرض وزوال العقل (وهو ما تعانينه).
وقد أشار ابن حزم إلى أن الهم خبرة نفسية مؤلمة ولقد قال إن أشد الأشياء على الناس الخوف والهم والمرض والفقر وأهمها إيلاماً للنفس الهم لفقد الحب وتوقع المكروه ثم المرض والخوف ثم الفقر. ولقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمون على التحلي بالخوف من الله قائلاً: (إني لأخشاكم لله وأتقاكم له) ونهى عن الخوف المفرط وحثهم على ترك الجزع والقنوط والاتجاه إلى الأمل والرجاء في الله وكان محمد صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله قائلاً (اللهم إني أعوذ بك من الهم).
ومن العرض السابق نجد أن القلق يتضمن:
* عدم ارتياح نفسي وجسمي.
* قد ينتج عن سبب غامض أو معلوم المصدر (القلق الموضوعي).
* يظهر أثره في صورة أعراض نفسية وأعراض جسمية واضطراب اجتماعي.
* قد ينتج القلق عن عدم الشعور بالدفء والعاطفة وقد ينتج عن النقد الموجه من البيئة الخارجية وقد ينتج عن اضطراب في البيئة المحيطة.
* أن له مستويات متعددة من القلق البسيط إلى القلق الحاد.
عزيزتي
ما تعانيه هو أحد اضطرابات القلق وهو ما نطلق عليه القلق العام أو المتعمم ويتميز حسب المواصفات التشخيصية للتصنيف الدولي العاشر المراجع للأمراض ICD 10
(1): أن يعانى الشخص من أعراض قلقية أولية في أغلب الأيام و لمدة عدة أسابيع متصلة على الأقل وعادة لعدة شهور وتشمل هذه الأغراض عادة عناصر من :-
أ- توجس (مخاوف بشأن مشاكل في المستقبل –إحساس بالانفعال –صعوبة في التركيز –الشعور بعدم الكفاية لدرجة أنه على شفير الهاوية….الخ).
ب- توتر حركي (تململ –صداع عصبي –رعشة –عدم القدرة على الاسترخاء).
ج- زيادة نشاط الجهاز العصبي المستقل (دوار –عرق – سرعة ضربات القلب أو سرعة التنفس – إحساس بانزعاج أعلى البطن) (epigastric discomfort -دوخة – جفاف بالفم…الخ ) .
وعند الأطفال تكون الحاجة إلى التطمين المتكرر وتكرر الشكاوى الجسدية هي الأعراض الغالبة.
والظهور العابر لأعراض أخرى (تستمر كل مرة لمدة أيام قليلة) خاصة أعراض الاكتئاب، لا يستبعد تشخيص الاضطراب القلقي العام كتشخيص أساسي، ولكن يشترط ألا يستوفى الشخص كل شروط النوبة الاكتئابية، أو اضطراب القلق الرهابي، أو اضطراب الهلع، أو اضطراب الوسواس القهري.
يشمل :- عصاب القلق – تفاعل القلق – حالة القلق
لا يشمل:- الوهن العصبي
وكل ما سبق ينطبق علي حالتك، فأنت تعانين في أغلب الأوقات من القلق العام الذي يصاحبه أحيانا أعراض اكتئابية (كرهت الحياة انعزلت ولم أعد أرغب في رؤية أحد أو الكلام معه)، وأحيانا تحدث لك نوبات من الهلع وهو ما بدأت به رسالتك (فقمت من نومي وضربات قلبي قد تسارعت ولم أستطع التنفس).
ونوبة الهلع: هي فترة من الخوف الشديد أو الانزعاج تظهر فيها 4 أو أكثر من الأعراض التالية بشكل فجائي لتبلغ ذروتها في خلال 10 دقائق:
0 سرعة ضربات القلب.
0 العرق.
0 الارتجاف.
0 الإحساس بضيق النفس.
0 ألآم في الصدر.
0 غثيان.
0 الإحساس بالدوار.
0 الشعور بأنه مجنون.
0 خوف من الموت.
0 هبات حرارة.
0 شعور بالبرودة.
غالباً ما يترافق هذا الاضطراب مع الخوف من الإصابة بنوبات أخرى وما يترتب عنها من نتائج. هذه النوبات تتميز بأنها فترات هلع سريعة، متكررة وعفوية وتحدث من دون أي سبب متوقع. وهي تدوم عادة من ربع ساعة إلى 30 دقيقة، كما أنك تعانين أيضا من بعض الأفكار الوسواسية المرتبطة بالخوف الشديد من الله والخوف الشديد من عدم النوم. ونصيحتي لك عزيزتي أن تتوجهي من فورك إلي أقرب طبيب نفسي بجوارك وذلك لعمل برنامج علاجي يتضمن بعض العقاقير المضادة للقلق أو الاكتئاب، بالإضافة لعمل برنامج سلوكي للتحكم في نوبات الهلع والأفكار المتطفلة التي تمنعك من النوم وتعليمك بعض فنيات الاسترخاء، وكذلك مناقشة الأفكار اللا عقلانية التي تعاني منها.
واقرئي على مجانين:
عزيزي المدير الصغير
خايفة من بكره
الخوف من المستقبل: هل هو القلق المتعمم؟
القلق المتعمم في الخلفية: خذ عندك!
الخوف المتعمم: هل هو القلق المتعمم؟
وفقك الله وننتظر مساهماتك.