السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد...
الدكاترة الأفاضل وكل من يقرأ مشكلتي،
أنا شاب في الثلاثين من عمري، متزوج منذ سبع سنوات وبدأت مشكلتي منذ أول يوم حاولت فيه الدخول بزوجتي ولكنني لم أتمكن من ذلك، تأثرت بهذا الشيء تأثراًُ كثيرا ً فكررت المحاولة مرتين ولم أتمكن من الدخول وبعد ذلك ذهبت إلى صيدلية وشرحت للصيدلي حالتي فأعطاني حبة فياجرا وقال لي بعد الأكل تأخذ نصف حبة، وبالفعل وبتوفيق الله أولاً تمكنت من الدخول على زوجتي. ولكن يا دكاترة، تكررت معي المشكلة بعد الزواج بفترة قصيرة حيث يحدث الانتصاب ولكنه لا يستمر طويلاً حتى الانتهاء من العملية الجنسية فعدت مرة أخرى للفياجرا.
ولك أن تتخيل يا دكتور أنني في بعض الأيام آخذ ربع حبة من النوع المقلد كما أنني في بعض الليالي أقوم بوضع نصف حبة في فمي وأمصّها قليلاً ثم أخرجها وتتم العملية الجنسية بيني وبين زوجتي على أكمل وجه، حيث يكون الانتصاب كاملاً حتى النهاية، بل يا دكتور في بعض الأيام وعندما تحصل لي مشاكل في العمل- أعمل مدرساً- وعند عودتي للمنزل وبعد تناول الغذاء تتم العملية الجنسية بيننا على أكمل وجه وبدون أي فياجرا أو أي شي.
لقد راجعت مركزاً متخصصاً في أمراض الذكورة فعمل لي فحوصات على كل شيء وقال لي أنني سليم من الناحية العضوية وحوّلني إلى القسم النفسي وهناك تقابلت مع طبيب وأخبرني بأنني يجب أن أهدئ نفسي، ووصف لي بعض الأدوية وقد أفادتني في البداية ولكني أحسست في بعض الأيام بضعف الانتصاب قليلاً فعدت لتناول ربع حبة الفياجرا، وتتم العملية الجنسية بأحسن شكل!.
سؤالي وأتمنى مساعدتي منكم- بعد الله- هو: كيف يمكن لي تهدئة نفسي وممارسة العملية الجنسية على أكمل وجه بدون فياجرا وبدون خوف من الفشل أثناء الجنس؟ مع العلم بأنني في الكثير من الليالي لا أكون مهتماً بالجنس وتتم العملية بسهولة فكيف العمل؟ مع العلم بأن زوجتي متفهمة ومتعلمة وتعشقني بجنون وتعمل كل ما يتمناه أي زوج من زوجته.
فبالله عليكم كيف أهدّئ نفسي وأستعيد ثقتي وأمارس الجنس بدون فياجرا.
24/08/2008
رد المستشار
أخي الحبيب؛
تزوجت منذ 7 سنوات ومررت بخبرات سلبية منذ بداية الزواج وهو ما نطلق عليه "عنة ليلة الدخلة" ولأنك قمت بحل مشكلتك بسرعة وبطريقة غير صحيحة (فأعطاني حبة فياجرا) تكررت المشكلة مرات ومرات وذلك لأنك لجئت للعلاج قبل التشخيص الذي تم بعد فترة (وحولني إلى قسم النفسي وهناك تقابلت مع طبيب وأخبرني بأنني يجب أن أهدئ نفسي ووصف لي بعض الأدوية وقد فادتني في البداية) وبالتالي نجد أن ما خلف ضعف الانتصاب هو عوامل نفسية (مع العلم بأنني في الكثير من الليالي لا أكون مهتما بالجنس وتتم العملية بسهولة) وتعالي نبدأ معا رحلة التشخيص والعلاج:
أولا: كيف يحدث الانتصاب؟
يتكون العضو الذكري للرجل (القضيب) من غرفتين بطول العضو كل غرفة تتكون من نسيج إسفنجي محاط بغشاء، يحتوي النسيج الإسفنجي على ألياف عضلية وفراغات وأوردة وشرايين يبدأ الانتصاب عندما تحدث إثارة حسية أو مخية ترسل إشارات من المخ عبر الحبل الشوكي إلى الأعصاب الموجودة بالقضيب فتسبب انبساطا للعضلات والألياف العضلية الموجودة بالنسيج الإسفنجي فتسمح للدم بالتدفق عبر الشرايين ليملأ الفراغات مما يسمح بتمدد العضو ويساعد الغشاء المحيط بالنسيج الإسفنجي على احتباس الدم داخل العضو ويعطي له قدرا من الصلابة...... وتحث عملية الارتخاء عندما تنقبض العضلات والألياف العضلية فيتوقف تدفق الدم عبر الشرايين وتتفتح الأوردة لتهريب الدم من القضيب،.... وعلى هذا فعملية الانتصاب عملية معقدة تتداخل فيها عوامل عصبية وهرمونية مع حالة الأوعية الدموية مما يجعلها حساسة لأية مؤثرات عضوية.
حالات الانتصاب:
الحالة الأولى: انتصاب القضيب أثناء النوم أو في فترة الصباح الباكر: وهو أمر طبيعي بل إن عدم حدوثه لا يعتبر أمرا طبيعيا، وقد يحدث ذلك بسبب الحاجة إلى التبول.
الحالة الثانية: انتصاب القضيب عند الرغبة الجنسية: وتفسير هذه الحالة بكل اختصار أنه عند الإحساس بالرغبة الجنسية تبدأ الأعضاء التناسلية في الاستعداد الجنسي، والإحساس يبدأ أولا في المخ ثم ينتقل إلى القضيب عن طريق الأعصاب ويندفع الدم إلى العضو الذكري ويحدث الانتصاب.
الحالة الثالثة: انتصاب القضيب لمدة تزيد عن 4 ساعات متواصلة مع ألم شديد من غير سبب أو تعرض لأي مؤثر جنسي خارجي:
فهذه الحالة تدل على أن المريض مصاب بحالة تعرف بالنعوظ المستمر (الانتصاب المستمر ذاتي السبب) وبالإنجليزية تسمى (Priapism) ولها لفظة عربية أخرى أقل استعمالا هي "القَسَاحة"، وهذا الانتصاب يؤثر على النسيج الكهفي للقضيب الذي يمتلئ بالدم أثناء عملية الانتصاب وقد يؤدي إلى تليف هذا النسيج فيما بعد إذا لم يعالج هذا الانتصاب فور حدوثه.
ضعف الانتصاب:
عدم القدرة (بصفة متكررة) على جعل العضو الذكري منتصبا بصفة كافية لأداء العملية الجنسية ويعرف أيضا بأنه عدم القدرة على المحافظة على انتصاب كافٍ لاختراق المهبل وأداء جماع كامل. وهي حالة منتشرة عالمياً تصيب حوالي 152مليون رجل مع توقعات زيادة نسبتها إلى أكثر من 300مليون في سنة 2020م.
إن حوالي 40% من الرجال الذين تعدوا 40 سنة من العمر وحوالي 50% منهم ما بين عمر 50 و 70سنة يشكون من درجة متفاوتة من العجز الجنسي، ويزداد وقوع هذه الحالة مع تقدم السن، رغم أنه يمكن أن يصيب أي رجل في أي عمر، ويجب أن يوضع في الاعتبار أن هذه المشكلة تخص شخصين هما الزوج والزوجة وليس الزوج وحده.
أسباب ضعف الانتصاب:
(1) العجز الجنسي العَرضي
عجز جنسي يحدث بين الحين والآخر هو أمر طبيعي ويمكن أن يحصل نتيجة عدة عوامل، من بينها حالات الاكتئاب والكرب Stress. وإذا استمرت المشكلة فمن الضروري زيارة الطبيب لإجراء المزيد من الفحوصات.
(2) العجز الجنسي المستمر وهو ما يتسق مع التعريف وترجع أسبابه إلى:
أولاً: الاستعداد للإصابة بالعجز الجنسي: ما زالت أبعاد هذه التهيئة غير مفهومة ولعلها تعود إلى العوامل الوراثية والنمط البيولوجي الذي منه الإنسان، والدليل على ذلك غالبا ما نجد حالات مماثلة في نفس محيط الأسرة الواحدة.
ثانيا: الأسباب النفسية (وهو ما تعاني أنت منه): تشكل 60% من الأسباب, فمثلاً يمكن أن يكون ناتجاً عن الإحساس بالذنب نتيجة ممارسة العادة السرية، أو نتيجة أوهام عن الآثار الجانبية للعادة السرية، الجهل والخجل من الجنس، فإن الكثيرين من الذين لا يعلمون شيئا عن الجنس يعانون من ضعف جنسي، وكذلك الذين يصيبهم الخجل من كل ما يتصل بموضوع الجنس، والتعرض للضغوط النفسية، والقلق والأرق والتوتر العصبي يؤدي إلى نفس النتيجة، ويلعب الوهم والخوف من الربط (السحر الذي يمنع الرجل من إتيان زوجته)، الفشل في ممارسة الجنس في مرة سابقة على الزوج والخوف من تكرار الفشل في ممارسة الجنس بالذات ليلة الزفاف.
وهناك أسباب عضوية لن نتحدث عنها لأنك لا تعاني من أي منها.
الخطة العامة للعلاج
ماذا يمكن أن يفعل الطبيب؟
في البداية سيحاول الطبيب معالجة العوامل التي يمكن عكسها بسهولة مثل:
- تقليل مستويات الكرب والقلق.
- الإقلاع عن التدخين.
- إعادة النظر في العقاقير المتناولة بانتظام.
علاج العجز الجنسي النفسي تعتمد على التركيز على التوتر الذي يحدث لحظه الجماع والذي يقضي على الانتصاب عند الرجل وبالتالي فإن الهدف خفض حدة هذا التوتر أو التخلص منه نهائياً. لهذا وجب استعادة الرجل لثقته بنفسه، وإتاحة الفرصة له كي يسترخي ذهنيا وجسديا. وبالتالي يسمح لجهازه التناسلي بالاستجابة للمثيرات والمؤشرات الايجابية من أجل حياة جنسية طبيعية، وعادة ما ينصح المريض بالامتناع عن القذف أو (الإيلاج) لفترة معينة يتعرض خلالها للإثارة من قبل زوجته (هذا لتخفيف عبء الحاجة الماسة للأداء) مما يتيح الفرصة للانتصاب الطبيعي، وعندما يستعيد الرجل ثقته بنفسه وفي الانتصاب الكامل يبدأ في الممارسة الجنسية العادية، وفي كل الأحوال يجب تعريف المريض بأن مشكلته وظيفية بمعنى أن جهازه التناسلي صحيحٌ خالٍ من المرض ولكن الأداء والوظيفة هما اللذان يحتاجان إلى خفض وإزالة الضغوط عنهما كي يعودا إلى طبيعتهما.
العلاج يحتاج إلى:
- جو من الجنس الخالي من الاحتياج والأمر والنهي والطلب.
- خفض درجه التوتر.
- الاستمتاع بجسد الزوجة لا الرغبة في إثارة الرجولة.
- التوقف عن تقييم الموقف الجنسي.
- التركيز على المشاعر الجنسية لا على الأفكار.
عنوان البرنامج العلاجي (متعة دون طلب أو إلحاح):
خلال الفترة الأولى للعلاج من 4-7 أيام تقريبا يمنع القذف واللقاء الجنسي الكامل، خلال هذه الفترة من الصيام عن الممارسة الكاملة يجب على الزوجين أن يتبادلا الأحضان واكتشاف كل منهما لجسد الآخر باللمس والمداعبة، وفي البداية يجب عدم لمس الأعضاء التناسلية في بعض الحالات... وفي حالات أخرى يشجع اللمس الخفيف للأعضاء التناسلية.
لا يجب التركيز على الأداء الجنسي (الإدخال - الإيلاج) وإنما على النشوة والمتعة الغير مرتبطة بالجماع.
لا يجب على الزوجين توقع الانتصاب ولا يجب القلق بشأنه إطلاقا.
العلاج الدوائي، والتنبيه على الزوجين بالامتناع عن الجنس المباشر يطلق العنان للرجل ويزيح من على أكتافه ضغط الأداء وبالتالي يخفف من خوفه من الفشل هذا سيجعل الرجل (ينتصب) من تلك المواقف الممتعة والخالية من الضغط النفسي.
العلاج الدوائي:
1- حدث انقلاب في علاج الارتخاء والعجز الجنسي ابتداء من التصريح بتداول عقار السيلدنافيل (فياجرا) في الأسواق فذلك كان لأول مرة هناك حبة عن طريق الفم، ويعمل هذا العقار على توسيع الشرايين الصغيرة التي تغذي القضيب، الأمر الذي يسمح بتدفق المزيد من الدم إلى العضو ويحقق الانتصاب، ويبدأ مفعول الفياجرا بالظهور بعد مرور حوالي ساعة على تناوله، واستعمله منذ ظهوره حوالي 20مليون مريض مع نتائج ايجابية لدى حوالي 70% منهم ومضاعفات قليلة طفيفة ومزعجة ولكن غير خطيرة. وهناك عدة ملاحظات:
(1) يجب عدم أخذ السيلدانافيل مع الأكل لأن ذلك يقلل كثيرا من امتصاصها وبالتالي كفاءتها.
(2) يحتاج الأمر إلى إثارة جنسية حتى يظهر تأثير الحبة فهي لا تعمل أوتوماتيكيا.
(3) تؤخذ جرعة 25 جم أو 50 جم وحتى 100 جم قبل العملية الجنسية بساعة والجرعة حسب حاجة المريض ويفضل البدء بجرعات قليلة ثم ازدياد الجرعة حتى تحدث النتيجة المرجوة.
(4) يتم ذلك بإشراف الطبيب المختص، والتأكد من وظائف الجهاز الدوري, وعدم وجود لغط أو مشاكل بالقلب.
(2) مشابهات الفياجرا مثل (السياليس) (سنافي) ، (ليفيترا) المنافسة للفياجرا مع نتائج مماثلة له من حيث النجاح والأعراض الجانبية غير الخطيرة.
(3) اليوهمبين أو الجينزنج الكوري الأحمر: وهي مواد ذات فعالية في بعض الحالات وخاصة في بداية الضعف، وهي آمنة وليس له أعراض جانبية خطيرة، ولكنها لا تصلح لكل الحالات.
(4)ويوجد أدوية أخرى كثيرة نفضل استعمالها تحت إشراف طبي مثل:
(1) هيدروكلوريد الأبومورفين (يوبريما)، الذي أصبح متوفر حاليا في الأسواق، وهو يحثّ الدماغ على تنشيط المنطقة التناسلية، ويعمل هذا العقار بشكل أسرع من الفياجرا ويحقق الانتصاب خلال 20دقيقة من تناوله.
(2) أقماع يتم وضعها في قناة مجرى البول من الأمام مكونة من عقار البروستاديل (موسي) ويتم إدخال القرص أو الأقماع بنظام معين مرفق مع الحبة ويحدث انتصاب بعد حوالي 10 دقائق ويستمر من نصف ساعة إلى ساعة وهو وسيلة جيدة وفعالة مع بعض الآثار الجانبية البسيطة مثل ألم بالقضيب.
ومن العرض السابق نجد أنك تحتاج إلى تنفيذ البرنامج العلاجي وحدك أو بمساعدة طبيبك وستحتاج إلى معاونة زوجتك وهو من أهم عوامل نجاح البرنامج.
وفقك الله وننتظر متابعتك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز محمد أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الدكتور علي إسماعيل وإنما أود فقط التنبيه إلى خطورة الاستعجال في علاج العنة نفسية المنشأ لأن الاستعجال واستسهال استخدام الفياجرا أو مادة السيلدينافيل Sildenafil عموما يوقع كثيرين من الشباب في فخ عدم الاقتناع بالانتصاب الطبيعي بعد استخدام الفياجرا... وهذا ما وددت التنبيه له،
واقرأ على مجانين:
مجتمع يربينا على الإدمان ولا مجتمع الفياجرا؟
أطلبه فيتحجج بالأولاد: هل تفيد الفياجرا؟
الفياجرا والنساء : الحبة الزرقاء