مرحباً يا دكتور..
كنت ولفترة سنة ونصف أتعاطى الفاليوم بجرعات عالية والزاناكس ومن ثم الريفوتريل حبة 2 مج يومياً، وكنت خلال هذه الفترة قد أحسست بتحسن كبير خاصة وأني كنت أعاني من الخجل والرهاب الاجتماعي بشكل كبير. قطعت هذه الأدوية منذ 6 أشهر ولكني عانيت من أوجاع في القلب وارتفاع الضغط بشكل كبير. من فترة رجعت للفاليوم بجرعة 10 مج في اليوم ولكني لا أزال أعاني وأخجل من أتفه الأمور وأقلق كثيراً حتى أني لا أستطيع قيادة السيارة أو الذهاب إلى الأماكن العامة لشدة قلقي وخجلي، يحمر وجهي لأتفه الأسباب. أرجو نصحي بدواء، أو هل أرجع لل ريفوتريل؟
سمعت أن الليثيوم جيد ولكني لا أرغب بتجربة شيء قبل الاستشارة . الرجاء عدم وصف مضادات الاكتئاب الوهمية التي مللت من تجربتها.
وشكراً. جزيل الشكر لك وللقائمين على هذا الموقع الطيب.
وكنت قد قرأت مقالتك عن الشذوذ يا دكتور، وأنا تأتيني أفكار شاذة، وأحب الجنس المثيل ولكني لم أجرّب وأخشى ذلك؟ فهل لذلك علاقة بخجلي الزائد؟. مع العلم أني أحرج جداً بمجرد النظر إلى وجه فتاة ويصبح وجهي أحمراً وأتصبب عرقاً!!
4/8/2008
رد المستشار
الأخ العزيز، أشكر لك ثقتك بنا؛
إن لجوء للمهدئات لعلاج أعراض الرهاب الاجتماعي أمر شائع جداً، لأن من شأنها أن تقلل ضربات القلب السريعة أو رعشة اليدين التي تحدث عند مواجهة المواقف الاجتماعية المختلفة ويشعر عندها المريض أنه غير كفؤ لمواجهتها، أو أنه سيقول أو يفعل ما يجعل منه أضحوكة الموجودين. ولكن لحل المشكلة بطريقة سليمة فإن العلاج الدوائي لا يكفي في مثل تلك الحالات للتغلب على المرض، يجب أن يحصل المريض على جلسات مكثفة من العلاج النفسي بنوعيه الدعمي والسلوكي المعرفي ويجب ألا يتعجل الشفاء، لأن هذا المرض له جذوره العميقة في النفس وحتى تحصل على مبتغاك يجب الصبر قليلاً. أما عن بعض الميول المثلية فيجب أن تقاومها لأنها على الأغلب مجرد أمور عارضة.
دعني أطمئنك لأن الجرعة التي تتعاطاها من الفاليوم الآن يمكن علاجك منها بسهولة إذا كانت لديك الرغبة فعلاً في التوقف واللجوء للحل الأصح والأصعب لمواجهة خوفك الاجتماعي وهو اللجوء للطبيب النفسي المتخصص بالعلاج النفسي عن طريق أنواع العلاج التالية وهي العلاج الدعمي والعلاج السلوكي المعرفي.
إن تعاطي الbenzodiazepine لمدة من 2-4 أسابيع ينتج عنه الاعتماد عليها، ويختلف حدوث إدمانها بطبيعة الشخص نفسه والجرعات المعطاة، ويعتمد برنامج علاجنا لتلك الحالات على التقليل التدريجي للكمية التي يأخذها الشخص بنسبة تتراوح بين (العشر- الربع)، ويتم الوصول لنصف الكمية خلال فترة 6 أسابيع تقريباً مع زيارة الطبيب النفسي مرة واحدة أسبوعياً على الأقل للمتابعة مع الدعم والمساندة ومراقبة النوم والتغذية السليمة وأعراض السحب التي تتراوح في شدتها بين:
- القلق ونوبات الهلع، قلة النوم، الرعشة، الصداع والميل للتقيؤ.
- تغيير في إدراك المؤثرات الخارجية والأحاسيس الجسدية.
- أعراض ذهانية أو نوبات صرعية.
أما الرهاب الاجتماعي وهو المشكلة الأساسية لديك، فحجر الزاوية فيه هو نقص تقدير الذات وقلة الثقة بالنفس، ويأتي تقديرنا لذواتنا من الأم والأب والمجتمع وتعاملاتنا المختلفة معهم وما تحويه من مواقف من شأنها أن ترتفع بتقدير الذات أو تنزل به وتضع من شأنه، ويجب علينا أن ندافع عن تلك المنطقة الغالية من أنفسنا وأن نبني تقديرنا لذواتنا عن طريق الآتي:
1. أن نعيش بوعي لكل من قدراتنا والبيئة المحيطة بإمكاناتها وتكوين أهدافنا وطرق الوصول إليها.
2. أن تكون تلك الأهداف واضحة ومتوافقة مع قدراتنا وإمكانات البيئة حتى لا نواجه الفشل بسبب سوء التقدير منا وليس لعيب فينا.
3. أن يفخر الشخص بأهدافه ويحترمها.
4. أن يرضى عن مستوى أدائه ويعترف بأفعاله الصحيحة منها والخاطئة.
5. أن يتقبل الخطأ ولا عيب في تكرار المحاولة.
ويعاني المصاب بالرهاب الاجتماعي من أفكار خاطئة مثل كونه محلاً للنقد المستمر، أو أن الآخرين يراقبون أداءه وأن أي فعل سيقوم به أو كلام سيقوله سيحرجه، أو أنه ليس أهلاً للتعامل مع الناس أصلاً. كما يفتقر للمهارات الاجتماعية مثل لغة الجسد وفن المحادثة، حتى أنه قد يعطي انطباعاً خاطئاً بالغرور والتكبر مع معاناته الحقيقية من الوحدة الشديدة ورغبته في تكوين صداقات وعلاقات ناجحة، بالذات مع الجنس الآخر. ويقوم الطبيب النفسي بمراجعة تصرفات الفرد في المواقف المختلفة معه وطرح حلول وطرق بديلة للتصرف، ولعب الأدوار هو أحد أهم العلاجات في ذلك، كما يقوم بمراجعة الأفكار الخاطئة مع الشخص واستبدالها بأخرى صحيحة.
ويتبع ................: الرهاب الاجتماعي ونقص تقدير الذات مشاركة