السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحيه طيبه وبعد؛
أشكر كل القائمين على هذا الموقع وعسى الله أن يجعله في ميزان حسناتهم.
أعرض عليك مشكلتي هذه وباختصار شديد. زوجتي عمرها 24 سنة، وهي وحيدة أهلها في البنات لها أخوين وأبوها متوفى -رحمه الله- وهي صغيرة. وبدايتها أنه لم يمضِ على ملكتي سوى عدة أيام لتبدأ المشاكل، وهي ليست جوهرية، فمنها أن زوجتي من النوع العصبي جداً وتتخذ القرارات بسرعة جداً وهي في قمة عصبيتها ولكن سرعان ما تهدأ وتتراجع عن كل ما قالته وتندم عليه وتأسف! ولكن بعد عدة ساعات -حتى أنها وصلت بها الحال إلى كلام لا تقوله زوجة لزوجها أبداً، ودائماً تحس بأن اختيارها لي غلط وأنها لا ترى السعادة معي.
هي حساسة جداً جداً، وحصل كذا موقف مع أهلي فصارت جداً حساسة لأي سبب حتى لو لم أقصد في الكلام، وبدأت تفكر بمستواها المعيشي حيث أنها تصارع نفسها لكي تتأقلم معي. وتناقشنا في موضوع الأولاد وهي رافضة في الوقت الحالي وذلك بسبب المادة، حيث أنه والحمد لله راتبي لا بأس به وهي معلمة، ودائماً ما أطمئنها ولكن دون جدوى بل تصر وتتوقع أن حياتها مهددة ولا تستطيع العيش معي، ولكن سرعان ما ينقلب هذا إلى حب عميق وكأن شيئاً لم يكن وتبدأ بالأسف والندم.
لقد كررت كلمة الطلاق أكثر من مرة ولكن لم أرد عليها، وكله يدور حينما تكون في قمة عصبيتها، وإن وعدتها بشيء ولم أنفذه بسبب ما تأخذ في نفسها، وقد اعترفت في الآونة الأخيرة أنه ليس لديها خبرة في الحياة الزوجية وليس لديها صديقات وأقرباء ليعلموها معنى الحياة والصبر؟! وطلبت مني ألا أكلمها إلا عند الضرورة وقللت الزيارات لها؟ وهي متدينة وتصلي، وأهلها عائله متدينة وتخاف الله، وأنا محبوب لديهم جداً -والحمد لله- فو الله أنني أتحمل سماع كل هذا ولكن سرعان ما أقذفه خلفي لأنني أعلم أنه لا فائدة منه.
وكذلك هي من النوع الذي إن تركتها ليوم واحد لا تتحمل أبداً، بل تتصل وتطمئن وتتأسف ثم تذهب وكأن شيئاً لم يكن، بل تريد معرفة جميع تحركاتي ومع من تكلمت... فما الحل يا إخوتي وأنا أصلّي وأخاف الله فيها وكذلك يتم الأم والأب. أرجوكم من لديه استشارة أو يقول لي عن عدة كتب لعلي أستفيد وهي تستفيد منها، وكذلك خفت أن يكون حسد بيني وبينها فما هي الرقية؟.
مع خالص شكري و تقديري لك.
وآسف على الإطالة ولكن حياتي مهددة بالفراق.
10/08/2008
رد المستشار
الأخ الكريم السائل "أحمد"،
أسأل الله لك التوفيق وراحة البال، وجزاك الله كل خير لسعيك وبحثك عن سعادة تعيشها أنت وزوجتك،
فالاختلافات في الطبائع بين الناس أمر طبيعي، وسأتحدث قليلاً عن الزوجة العصبية.
ماذا تحتاج لتستقيم مع الأيام أمورها وتهدئ من حدة عصبيتها.
أولاً: أكثر الأمور تحتاجها الزوجة العصبية الحنان والعطف، لأن السبب الحقيقي في عصبيتها ليس هي بل من ربّاها وغرس في نفسها من صغرها هذا الطبع، فهي غير ملامة أنها حملت هذا السلوك معها، تلام إذا أصرّت هي على عدم علاجها من العصبية لأنها ستجعل من الأبناء ذو سلوك عصبي.
ثانياً: السلوك العصبي يأتي بسبب الشعور بعدم وجود من يستمع له بتمعن واهتمام أو يفهمه، فيثور ويغضب بسرعة فهل أنت مستمع جيد لزوجتك؟
ثالثاً: هل فتشت مرة من المرات عن الأسباب الحقيقية في زيادة عصبيتها؟ لقد ذكرت أنها يتيمة الأب والأم، أليس من المحتمل أن إحساسها بعدم الأمان لخوفها من تعلّقها بك ومن ثم فقدك كما فقدت والديها؟!.
رابعاً: لقد ذكرت هي لك عدم خبرتها بالحياة، لكنها كانت تريد منك أن تفهم ما بين السطور خوفها وقلقها من الحياة الزوجية وهذا شيء طبيعي فقد كانت تحتاج منك أن تكون أقرب إلى نفسها أن تفهمها من الداخل وتطمئنها.
أخي لتفكر: ماذا فعلت حتى الآن لمساعدة زوجتي؟
حسناً، بعد أن تحدثنا عن بعض أسباب العصبية سأضع بين يديك بعض المقترحات التي من شأنها أن تعينك على التغلّب على هذه المشكلة، ولكن في النهاية أنت الوحيد الذي قد يعرف أين تكمن المشكلة الحقيقية وما حلّها.
0 كثيرا مما تتطلب الخلافات الزوجية الصراحة والوضوح لحسمها في صميم مشكلتها؛ فأنت بحاجة ماسّة لأن تجلس مع زوجتك في مكان مريح وتتحدث معها بصراحة عن كل ما يدور في رأسك من قلق على مستقبلكما معاً، وأنه سبّب لك تردداً ونفوراً، فبهذه الصراحة ستجد نفسك مرتاحاً وهي ستفهم ما تريده منها، وقد يجعلها أكثر حرصاً على أن تتمالك غضبها وتتعلم كيف تروضه.
0 في حال انفعال زوجتك لا تكن مساعد للعصبية ولا تنفعل معها بل تسلح بهدوء الطبع فهو العلاج الناجح للعصبية، فهدوؤك معها سيعلّمها مع الزمن التطبّع بهذه الخصلة الحميدة فيك، أو قد يمكنك الانسحاب أو الصمت في حال ثورتها دون إعطاء أي تعليق سوى أنك لن تردّ حتى تهدأ نفسها ومن ثم يمكنها معاودة الاتصال أو التواصل معك، وهذا سيعطيها الوقت الكافي لتهدأ وتفكر في سلبيات عصبيتها وسترى يوماً بعد يوم ستقل عصبيتها وسيزيد تحكمها فيها.
0 أعط لنفسك ولها فرصة بعد عقد صلح بينكما ومصارحة، فربما استنتجت أنت منها عمّا يثير غضبها بشرط أن توضح لها أنك تكره هذا السلوك وأنه يسبب لك إزعاجاً ونفوراً وقد يصل إلى الفراق.
0 يقال أن للأشخاص العصبيين نفوساً شفافة كالأطفال، فبهذا يمكنك أن تسايرها وتعطيها ما تريد في وقت عصبيتها أو أن توافقها عليه وهذا بطبيعة الحال سيعتمد على ذكائك وحسن تقديرك للموقف فليس في كل شيء... يمكنك بعد أن تهدأ أن تعود لمناقشتها في رأيك.
0 وأخيراً أخي الكريم، لديك زوجة رائعة ولكنها جداً خائفة وقلقة من المستقبل وهذا بحكم تجربتها غير المستقرة قي الحياة، عالجها بالحب ومن ثم الحنان وامنحها الإحساس بالأمان، خوفها من عدم الاستقرار سواء عاطفياً أو مادياً يمكنك أن تجلس وتشرح لها بحيث تطمئن أنك تحسب لكل شيء حسابه ولن تتركها تعاني. وفقك الله وإياها لحياة سعيدة هانئة.