السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مشكلتي بدأت منذ أربعة أعوام ونيّف بسبب الظروف العاطفية القاهرة، والفشل في إكمال الدراسات العليا بعد الجامعة. بدأت المشكلة من خلال الظن بأني مصاب بمرض الجرب! وبعد عشرة أيام من القلق ذهبت للطبيب وقال لي ليس فيك أي شي من هذا القبيل وخرجت مرتاحاً نفسياً، ترافق هذا الأمر مع ظروف اجتماعية وعاطفية بالغة التعقيد وقاهرة، مع الوقوع في المعاصي والذنوب مع خطيبتي بسبب الظروف القاهرة التي منعت زواجنا لأكثر من أربعة أعوام، وفي كل مرة أقوم بالتوبة ثم أرتكب الذنب من جديد، فظننت أنني مصاب بمرض جنسي خطير فراجعت الدكتور، وقال لي هي مجرد التهابات في القضيب لا داعي للقلق وأعطاني حبوب "انافيرال على ما أعتقد" مع أدوية التهاب، وعدت إلى البيت وأنا في قمة السعادة.
مع معاودة الذنوب مرة أخرى وتعقد أمور زواجي أكثر وأكثر، بدأ القلق والخوف على المستقبل، والخوف من الأمراض، وزرت العديد من العيادات، وكلما أخرج من عيادة أخرج وكأنني مولود من جديد ولا أشتري الوصفة ولا أتعاطى الدواء لانتهاء الأعراض! في هذه الوقت بالذات كانت هناك محاولات لحل معضلة ارتباطي بخطيبتي، وفي أحد المجالس جاء الحديث على أعراض مرض الإيدز، وبعد شهر أحسست بذات الأعراض من حرارة وإسهال مع هزل في الجسم وألم في المفاصل دون التعرق والنحافة، فقررت أن مصاب الإيدز، على اعتبار أن عندي مشاكل جنسية كما سبق وأسلفت.
بعد شهر ذهبت للتحليل في مخبر خاص الذي أكد والدكتور المعالج عدم وجود أي مرض، وقال أن الحرارة من التهاب الأعصاب وأعطاني إبر لالتهاب الأعصاب. وفي كل يوم أشك بمرض وأحلل ولا يوجد شيء، زاد الاكتئاب عندي على اعتبار أنني لم أجد مرضي، ما هو مرضي؟ إن لم يكن الإيدز فما هو؟ وأنا أعاني من ألام المفاصل والضعف العام والوهن وعدم القدرة على القيام بأي عمل وضعف الشهية وعدم الاستمتاع بأي شيء والعزلة وضعف الذاكرة والخوف على المستقبل– ترافق هذا مع الظروف العاطفية "مشكلة الزواج والاكتئاب بسبب عدم الحل".
وأخيراً انحلّت مشكلة زواجي وتزوجت من خطيبتي، بعد حروب دامية ومشاكل جمّة، ولم تستقر أحوالي النفسية، وبدأت مشكلتي مع زوجتي؛ شكوك وعصبية وضرب... ثم عادت لي ذات توهماتي المرضية؛ سرطان، إيدز، مع القلق والخوف من المجهول وتوقع كل ما هو سيء، وعدم الإحساس بزوجتي وإهمال بعض الأمور، وتسارع ضربات القلب والتوتر والاضطراب والضعف العام، ضعف الذاكرة وقلة التركيز والتعب الدائم، وأحياناً أجد في نفسي بعض النشاط، وأحياناً خمول.
ذهبت للدكتور فوصف لي الزولفت والأدرينال ودواء آخر لم أعرف ما هو، تعاطيت الدواء فترة شهر تقريباً وتحسّنت حالتي ولم أراجع الدكتور ولم أواظب على الدواء. منذ أكثر من ثمانية أشهر عادت إلي ذات الأعراض- توقع الموت والأمور السيئة وإعداد جدول أعمالي المهنية لذلك، الخوف، القلق العام والاضطراب في الأعضاء، الخوف من الأمراض الجسدية أهمها الإيدز والسكري والجلطة الدماغية والقلبية-، طبعاً عندما أجتمع مع الناس أتعامل بكل عقلانية وهدوء ولا أبدي أي أي شيء.
في هذه الأوقات التجأت إلى استشارات الشبكة الإسلامية وبحثت في "الوسواس القهري" حيث أنا من قمت بتشخيص حالتي على ضوء فهمي، المهم وجدت من خلال الاستشارات أن الدواء الفعال هو الفافرين50، وظننت في ذات الوقت أن هذا الدواء هو الذي أعطاني إياه الطبيب مع الزولفت والأدرينال. وبالفعل ومنذ شهر تقريباً بدأت بتناوله حبة واحدة في المساء لثلاثة أيام وفي اليوم الرابع تناولت حبة عصراً وذهبت لدعوة رسمية في المساء حيث انزعجت في تلك الدعوة وعدت إلى المنزل، وفي المساء شعرت باضطراب في شخصيتي، وهرعت إلى النوم خوفاً من فقدان عقلي! وفي الصباح شعرت بغشاء على عقلي وكأن شيئاً ما يعزلني عن النشاط والتفاعل مع العالم الخارجي، وكأني في حلم، قاومت الحالة وذهبت للعمل، ونتيجة للدعاء والاستماع للذكر تحسنت حالتي لبعض الوقت، ولكن عادت وساءت الحالة.
لدي تركيز ووعي لكل ما أتصرف وأقول وأفعل/ وأقوم بعملي على أكمل وجه، ولكن أشعر بغشاوة على دماغي. في فترات -وهي قليلة- أرى نفسي جيداً خاصة مع تصفية الذهن والتفاعل بالعمل ومع الآخرين بشكل جيد كأي شخص أخر، والحالات الغالبة أجد نفسي لا مبالٍ وإحساسي ضعيف بمن حولي، وأشعر بالكسل الشديد في تأدية أعمالي اليومية وأدقق في تصرفاتي التي أقوم بها، أي لا أقوم بأعمالي وتصرفاتي اليومية الشخصية بعفوية، مثلاً: لأدقق في شخصيتي أثناء وضوئي أو مشيي أو حمامي... طبعاً بالمقابل أنا مدرك تماماً لكل ما يجري حولي.
مع ملاحظة أنه قلّ عندي الوسواس والقلق وشعرت بالامبالاة ترافق هذه الأعراض النفسية مع الحرارة ونوبات إسهال فخفت من الإيدز، فتحت الإنترنت على موقع الاستشارات وخفت من مرض الفصام، قررت الذهاب للدكتور وشرحت له حالتي كما هي الآن، فقال لي أني مصاب باكتئاب من نوع متوسط الشدة وقلق، ولم يكن لديي وسواس قهري وإنما هو توهم مرضي، أما ما أعانيه في الأخير هو تبدد في الواقع وليس مرض الفصام، لأن مريض الفصام يسمع أصواتاً وتتراءى له أشكال غريبة وسوى ذلك، ووصف لي دواء الزولفت 50 نصف حبة مرة واحدة مساءً لأربعة أيام وبعدها حبة واحدة كل يوم، وهذا الدواء نتيجته بطيئة نوعاً ما لذلك أعطاني دواء إٌسعافياً هو زولام ثلاث مرات في اليوم وعند الضرورة حتى نستغني عنه شيئاً فشيئاً.
تحسنت بعض الشيء بعد تناول الدواء بثلاثة أسابيع وبدأت أستغني تلقائياً عن دواء الزولام وأكتفي بحبتي زولفت 100 ملغ مساءً، في أحيان أتحسن ولكن تعود لي أحياناً أخرى أعراض الشك بأنني مصاب بمرض جنسي كالإيدز أو نفسي كالفصام أو الوسواس القهري وكأن هناك غشاوة على الدماغ تمنعني عن التفاعل مع محيطي، كما هو وضع الأشخاص الأسوياء. راجعت ذات الدكتور وقال أنها نوبات هلع وخوف واكتئاب بسيط وأعطاني بدل الزولفت زولوسير 100ملغ أتناول حبة واحدة مساءً، ودامتيل 50ملغ ثلاث حبات يومياً، وزولام عند اللزوم، تحسنت حالتي تقريباً ولكن ما زلت دون الصحة النفسية الجيدة، حيث أنني كلما أسمع بمرض الإيدز أظن نفسي مصاباً به وتسوء حالتي.
ما هو مرضي؟ هل أنا مصاب بالإيدز فعلاً أم مجرد قلق؟ ما هي حالتي الأخيرة؟ وما هو علاجي؟ كيف أوقف هذا الأمر على الأقل لكي لا يتطور؟ ما هي الأدوية الناجعة؟
ملاحظات: إني متدين والحمد لله، متجاوب مع أي علاج يوصف لي ولدي الرغبة في الخلاص مما أعاني، جامعي ولدي عمل مهني جيد، وأجد أن المرض يعيقني بشكل كبير عنه، متزوج ولدي طفل. أرجو مساعدتي بأسرع وقت.
جزاكم الله كل خير.
14/09/2008
رد المستشار
الأخ الفاضل - "رامز"
السلام عليكم ورحمته الله تعالى وبركاته؛نشكرك كثيرا على تواصلك مع هذا الموقع ونشكرك أيضا على رسالتك الواضحة بذاتها.كثيرا ما ينشغل الناس بنوع التشخيص في الطب النفسي وهذا الانشغال يشمل الطبيب والمريض في نفس الوقت، نقول أنه بفضل الله تعالى قد اتضحت أسس التشخيص في الطب النفسي في السنوات الأخيرة لدرجة تجعل الطبيب والمريض على درجة عالية من اليقين بوضع خطة علاجية صحيحة. ومن أكبر المشاكل التي تقابل من ينتابه عرض نفسي هو القلق التوقعي أي بأنه دائما يضع أسوأ الاحتمالات ويعيش تحت وطأة نوع من التهديد النفسي الداخلي.
قصدت بهذه المقدمة أن أجعلك تدرك أن حالتك بسيطة بالرغم من تشعبها الظاهر. أنا سعيد جدا أن أعرف أنك قد تزوجت ورزقت الذرية وهذا بلا شك عامل استقرار حقيقي وتوبة النصوح لما اقترفته سابقا ويجب أن يكون حافزا ودافعا قويا لك لأن تعيش الحاضر بكل قوة والمستقبل بكل أمل.أخي الكريم أنت لا تعاني من مرض الفصام ولا حتى ما يشبه الفصام ولا تعاني أيضا من اكتئاب نفسي كل الذي بك هو قلق نفسي مع مخاوف مرضية ذاتي طابع وسواسي وتولد عن ذلك عسر ثانوي في مزاجك هذه المسميات بالرغم من كثرتها إلا أنها في الأصل هي شيء واحد وهو القلق النفسي والقلق النفسي طاقة جيدة ومطلوبة من أجل الفعالية والإنجاز ولكن حين يزيد عن المعدل المطلوب أو نوجهه في مسارات خاطئة وسالبة يؤدي إلى ما قد نسميه بحالة مرضية.
أخي الكريم علاجك بسيط جدا وهو أن تصر وتحقر فكرة أنك مصاب بمرض جنسي أو غيره ويمكنك أن تستبدل كل هذه الأفكار بأفكار مخالفة لها مثل الصحة الجمال الخير الشباب وعليك بالتوكل وعليك بالأدعية المأثورة وعلى رأسها سيد الاستغفار وكذلك الدعاء الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجزام والجنون وسيء الأسقام) هذا يغطي كل شيء ونصيحتي الأخرى لك أيها الأخ الكريم أن تدير وقتك بصورة فعالة ويجب أن يكون لممارسة الرياضة نصيب في جدولك اليومي.أوقف التردد على الأطباء ولكن راجع طبيب الأسرة بصفة دورية مرة كل ثلاثة أشهر وذلك لمدة تسعة أشهر ثم مرة كل ستة أشهر وذلك لإجراء الفحص الدوري العام هذا وجد أنه باعث رئيسي للطمأنينة ويوقف الخوف المرضي.
بالنسبة للعلاج الدوائي الدراسات تدل أن عقار سبرالكس هو من أفضل الأدوية التي تساعد في مثل حالتك وعليه أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة 10 ملم ليلا بعد الأكل لمدة شهر ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 20 ملم ليلا لمدة أربعة أشهر ثم تخفضها إلى 10 ملم ليلا لمدة ستة أشهر أخرى هذا يعني بالطبع توقفك عن الزولفت وأي دواء آخر.
أخي الكريم أنا على ثقة تامة أن حالتك بسيطة جدا وعليك بالتفكير الإيجابي والطمأنينة وأن تتذكر الأشياء الجميلة الموجودة في حياتك وعلى رأسها زوجتك الصالحة وطفلك الجميل الذي أسأل الله تعالى أن يحفظه ويجعله قرة عين لك. مع تحياتيوبالله التوفيق.