مرحباً يا دكتور،
R03;
بدايةً، أود شكر كل القائمين على هذا الموقع الرائع الذي بدأت أتابعه منذ مدة واكتشفت أني أعاني إحدى المشكلات النفسية المذكورة فيه، اكتشفت أني أعاني من كابوس يسمى الوسواس!.
وبالضبط في الآونة الأخيرة أصبحت تراودني أفكار تسلطية حول الجنس والعقيدة، حتى أثناء الصلاة!، وأسوء مصيبة يمكن أن تصيب المرء هي أن تكون مصيبته في دينه. ليس هذا فقط فكلما تحدّثت إلى شخص ما تخيّلت أني أضربه على وجهه، ورغم تفاهة هذه الأفكار إلا أنها تهجم على رأسي كما يهاجم الجراد الشجر.
حاولت كثيراً مجاهدة نفسي وسياستها لكي تتحرر من هذه الأفكار اللاعقلانية، فحاولت أن أنوّع نشاطاتي وأبحث عن أشياء مفيدة في الإنترنت والكثرة من الدعاء والاستغفار لرب العالمين، والقيام بأشياء أخرى تشغلني عن التفكير المستغرق في هذه الأمور التافهة، لكن للأسف معظم محاولاتي باءت بالفشل المتكرر. تعبت والله يا دكتور، تعبت فأصبحت أتمنى الموت على أن أبقى على هذه الحال، وهذا العام مصيريٌّ جداً، فهو الذي سيحدد مستقبلي، والتركيز في الدراسة مرتبط جداً بشفائي من هذا الوسواس. لا تطلبوا مني الذهاب لدكتور نفسي لأن هذا مستحيل لظروف شخصية أقوى مني.
أرجوكم أنتم أملي الوحيد بعد الله عز وجل طبعاً. ساعدوني على إيجاد حل لنسيان تلك الأفكار التسلّطية، لقد انتظرت يوم الأحد بفارغ الصبر فلا تتأخروا في الرّد عليّ، لقد ضقت ذرعاً من حالي، أرجوكم!.
14/09/2008
رد المستشار
صديقتي،
من الواضح أن بداخلك كمية كبيرة من الغضب الذي لا تعترفين به لنفسك، الصلاة والاستغفار وكل هذا ليس بديلاً عن الصدق مع النفس، هذا من ناحية. من ناحية أخرى، لا يمكن التغلّب على الأفكار التسلطية عن طريق مقاومتها وإنما من السهل القضاء عليها بشيء من التدريب على تجاهلها عن طريق التركيز على أشياء أخرى. تقولين أن التركيز في الدراسة مرتبط بشفائك، فلماذا لا تستخدمين المشكلة في الحل؟ لماذا لا تركزين في الدراسة عند أول بادرة من بوادر الأفكار التافهة المتسلطة.
من ناحية ثالثة، ليس هناك خطورة حقيقية في التفكير فيما يتعلق بالجنس والعقيدة والشك واليقين والعفة والانحلال والكفر والإيمان، وكل ما يمكن التفكير فيه.. ليس هناك جريمة في التفكير، ولكن الجريمة لا تحتسب في القانون ولا تحتسب عند الله إلا بعد ارتكابها!.
للأسف إذا لم تنفذي ما أنصحك به هنا ولم تركّزي على الدراسة ومواجهة النفس ومصالحة النفس، فقد تحتاجين إلى الذهاب إلى الطبيب النفساني.
واقرأ أيضًا:
وساوس كفرية قهرية: اطلب العلاج
وساوس كفرية.. عادية جدا
الوسواس القهري: وساوس الوضوء والصلاة
وساوس سب المقدسات والأفكار الجنسية
وساوس قهرية مزعجة
وساوس دينية شديدة جدا
وفقك الله وإيّانا لما فيه الخير والصواب.