السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في بداية رسالتي أشكر جميع طاقم موقع مجانين على الجهد الذي يبذلونه من أجل مساعدتنا.
مشكلتي تبدأ هكذا؛ أنا شاب أبلغ من العمر 18 عاماً، ولدت لأسرة فقيرة ضعيفة متفككة مليئة بالمشاكل، خالية من العطف، مليئة بالحرمان والعنف، حيث كان أبي يضرب أمي، ويضربنا كثيراً مع أني كنت الذكر الوحيد في البيت بين 4 أخوات وأصغرهم، إلا أنّه كان يضربني أكثر منهن ولا أعلم ما هو السبب. مرّت أيام وشهور وسنوات ولم يتغيّر شيء، كان أبي يعاني من مرض القلب وخضع لعملية وفشلت، بعد 4 سنوات من إجراء العميلة توفي، كان عمري حينها 11 عاماً شعرت بسعادة كبيرة لأنني ظننت حينها أن المشاكل ستخف، لكن حدث العكس، فعندما بلغت 12 عاماً تعرّضت للاغتصاب أكثر من مرة، ولم أخبر أحداً من أسرتي بما حدث معي خوفاً من أن يضربونني كما كان يفعل أبي.
الآن أعاني من شذوذ جنسي خفيف، أشعر بميل جنسي تجاه الذكور، لكن أيضاً أعاني من ميل عاطفي تجاه الذكور، استشرت طبيباً نفسياً وشخّص لي حالتي أن السبب ليس حادثة الاغتصاب التي مررت بها إنما معاملة أبي لي في الطفولة. غير ذلك فأنا أعاني من رهاب اجتماعي؛ أرفض الخروج من غرفتي وأخاف من الاختلاط مع البشر، لدي ميل للكتابة، حيث دائماً أكتب خواطر وأشعار، ودائماً تكون كتاباتي حزينة عن الموت والانتحار والاكتئاب.
وأيضاً أشعر بملل وتعب كثير، لا أعلم لماذا، أيضاً عندما أكون في البيت وحدي أبدأ بالبكاء، حيث أتخيّل أن أحد الناس الذين أحبهم حدث له مكروه، كما أني أعاني من أحلام اليقظة بصورة مخيفة، حيث أنسج عالماً خاصاً بي مع بشر آخرين يختلفون عن الذين أعيش معهم وأتخيّل أنهم يعطفون عليّ بشكل كبير، لكنني في الفترة الأخيرة ازداد تفكيري بهم وأصبحت لا أميّز بين هذا العالم والعالم الذي أفكر به، أي أن البشر الذين أتخيّلهم في أحلام اليقظة أشعر أنهم موجودون أكثر من البشر الذين أعيش معهم في الواقع.
كما أنني أعاني من وسواس قهري يقول لي دائماً أن انتحر... حاولت أكثر من مرة أن انتحر لكن جميع محاولاتي باءت بالفشل. إن استمررت في كتابة المشاكل فلن أنتهي. لا أعلم ماذا أفعل؟!
أنتم أملي الأخير، أتمنى منكم أن تساعدوني.
وشكراً لكم مرة أخرى، وعذراً للإطالة.
14/09/2008
رد المستشار
السلام عليكم،
"مشكلتي تبدأ هكذا؛ أنا شاب أبلغ من العمر 18 عاماً..."وهذا يعني أنك في المرحلة الأحرج بالحياة، والتي تحتاج لوجود الأهل بالقرب منك أو متابعة حاجاتك.
"...ولدت لأسرة فقيرة ضعيفة متفككة مليئة بالمشاكل..." من هنا تبدأ مشاكل الفرد الشخصية والمنعكسة من أحوال أسرته. "...بلغت 12 عاماً تعرّضت لاغتصاب أكثر من مرة ولم أخبر أحداً خوفاً من أن يضربونني..." لماذا كان هذا اعتقادك ولم يكن العكس، أنهم سيوفرون لك الحماية؟ وسيعاقبون من آذاك؟.
"...فأنا أعاني من رهاب اجتماعي، أرفض الخروج من غرفتي وأخاف من الاختلاط..." فهل هذا يعني أنك أصبحت تخاف من الأفراد والمجتمع، وبدأت تسقط حاجاتك بالهروب للكتابة وأحلام اليقظة؟.
"...كما أنني أعاني من وسواس قهري..." أتمنى لك الفائدة والاستفادة، وماذا أفادك مراجعة الطبيب النفسي؟ وذلك لأنه يتضح أن التشخيص للرهاب الاجتماعي والوسواس القهري هي من اختصاص الأخصائي.
عزيزي أنت بحاجة لإعادة تأهيل وإرشاد نفسي، لأن ما تعرّضت له بسنوات يحتاج لفترة للتخلص من آثاره وعواقبه.
ودمت بخير.