ماذا أفعل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الدكتور الفاضل وائل أبو هندي.... جزاك الله عن بنات المسلمين كل خير. أرسل إليك مشكلتي وكلي أمل في أن أجد عندك الحل بعد الله سبحانه وتعالى.
أنا فتاة أبلغ من العمر حاليا 23 سنة، عندما كان عمري 18 سنة كنت مكتئبة وكنت أقوم بتنحيف نفسي بجنون مع أني كنت أعتبر نحيفة أساسا، فقد كنت لا آكل لمدة ثلاثة أيام ولا أشرب حتى، ثم في اليوم الرابع آكل سندوتش جبنة، ثم أعود ولا آكل شيئا لمدة يوم، واليوم الثاني آكل سندوتش وهكذا، حتى أصبح وزني 30 كيلوجراما وطولي 162 سم وانقطعت الدورة لمدة تقريبا سنة كاملة، وبعدها صرت آكل بشراهة بسيطة، وزاد وزني حتى عاد كما كان سابقا،
وكان اليوم الذي أزيد فيه كيلو أتعس أيام حياتي، وكنت أمشي وأجري وأتريض كثيرا.... لكن منذ حوالي سنة وأربعة أشهر صرت آكل حتى أشبع ثم أقوم بالاستقاءة خوفا من زيادة وزني، وهكذا، وقبل السنة والأربعة أشهر كنت أشطر بنات كليتي، لكني بعد ذلك صرت الأسوأ وصرت أكره كل شيء في الحياة، حتى أني فكرت في الانتحار مرارا لكن لم يكن يمنعني إلا {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}
كنت أحب الموت وأكره الحياة، نعم أحب الموت بكل ما تعنيه هذه الكلمة كنت أغبط كل من يموت وأتمنى لو أنني مكانه، وفشلت في دراستي بعدما كنت الأولى دائما، وكنت أبكي كثيرا لأي شيء، خاصة أني أفتقد الحنان من أمي منذ صغري وتوجد فجوة كبيرة بيننا، وقبل حوالي ستة أشهر ذهبت لدكتور نفسي لأخبره بأني أعاني من الاكتئاب منذ كنت في الثامنة عشر من عمري، وكل ما أعطاه لي هو دواء بروزاك PROZAC وطلب أن آخذه لمدة سنة كاملة وأن أراجعه كل شهر، لكني لم أراجعه لأن حالتي المادية لا تسمح بذلك، كما أني أوقفت الدواء بعد استخدامه لمدة 4 أشهر تقريبا فليس بمقدوري شراؤه، لكني والحمد لله أحسست بتحسن الحالة، فأنا حاليا أتمنى الموت فقط قبل بداية كل دورة شهرية، ثم بعد ذلك لا أفكر كثيرا فيه، أي أنني الآن آكل ثم أقوم بالاستقاءة، وأراقب وزني دائما، ومكتئبة لكن ليس بنفس القدر الذي كان سابقا،
فبماذا تنصحني، بعيدا عن الأطباء، لأنه ليس لدي المال الكافي ولا الجرأة الكافية لمواجهة أمي، وهل هو قهم أم نهام، وما معناه، وما هي أضراره؟
وجزاك الله خير
25/8/2008
رد المستشار
الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ما وصفته هو مسار مرضي معروف باضطراب القهم العصبي Anorexia Nervosa ففضلا عن علاقته بالاكتئاب فإنه يصل بعد عدة سنوات في المتوسط إلى ما يسمى اضطراب القهم النهامي وفيه يحصل خليط من أعراض القهم والنهام... ونادرا ما يغيب الاكتئاب عن المواكبة... وهذا ما حدث لك وعلاج هذا الاضطراب يحتاج سنة أو أكثر على أقل تقدير من المتابعة مع طبيب نفسي يعالجك علاجا معرفيا سلوكيا إضافة إلى عقاقير علاج الاكتئاب ومن بينها العقار الذي تحسنت عليه إضافة ربما إلى عقَّاقير أخرى حسبما يتراءى للطبيب النفساني المعالج.
كونك لا تقدرين على المتابعة مع طبيب نفساني في عيادة خاصة ربما يجعل الأمر أصعب لكنه لا ينفي الأمل فعندنا مستشفيات جامعية فيها عيادات طب نفسي خارجية تستطيعين المتابعة معها... وأصدقك القول أن محتوى العلاج المعرفي الصالح لأفراد مجتمعاتنا ليس متوفرا عند أغلب الأطباء النفسانيين العاملين في وطننا العربي وهناك جزء كبير من أساسياته العامة موجود على مجانين ولبُّهُ في برنامجنا لإصلاح العلاقة مع الأكل والجسد.
ما تحسن الآن هو بالطبع الاكتئاب إلا أن نوبات الدقر المتبوعة بالسلوك المعدل في صورة الاستقاءة المتكررة...... كلاهما يحتاج علاجا معرفيا سلوكيا... وأما العقَّار الذي تحسنت عليه فلابد أن له بدائل أرخص ثمنا يمكنك أن تعرفي أسماءها من طبيب نفساني في بلدك فأي منتج للاكتئاب يحتوي على المادة الفعالة Flouxetine hcl سيعينك على الاكتئاب وهو أقل ما يمكن يا ابنتي.
واقرئي على مجانين:
ماذا لدى أطبائنا لعلاج القهم العصبي؟
هاربات وقديسات: القذارة التي نعيشها!!
ريما لكل مشكلة حل ولا تتشاءمي
نهام ولا طبيب نفسي: يا سلام!