السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة وبعد،
في البداية يا دكتور أنا تائهة جداً وحائرة دائماً ولم أكن يوماً سعيدة، لأني ما تمنيت شيئاً في حياتي وحصلت عليه حتى وإن كان تافهاً. أحس أني أكره نفسي جداً وغير راضية عنها، كما أني متسرعة في قراراتي وبالتالي سريعة الندم.
مشكلتي الكبرى أني أبحث عن الحب والحنان دائماً لأني أفتقدهما من كل من حولي، الأب والأم لا يفهماني ولا يشعران بي، كنت دائماً أبحث عن الترابط الأسري عندنا، لكن مع الأسف هو غائب عن حياتنا، لا أحد يشعر بالآخر... أحياناً كثيرة كنت أتمنى أن تأخذني أمي في حضنها لكن لم يحصل ذلك، ولأني كنت دائماً أبحث عن الحب والحنان أحببت كثيرين لكن دائماً من طرف واحد، لذلك كرهت نفسي جداً وأحسست أني لا أصلح لأن يحبني أحد، فنما عندي إحساس بأني أقل من أي بنت، وكرهت شكلي وكرهت كل شيء فيّ حتى دراستي لا أحبها.
دخلت كلية لا أحبها، لكن كلهم طالبوني أن أكون فيها مع أني أكرهها، لأنها ليست في البلد التي كنت أتمنى أن أدرس فيه، كما أنها ليست الكلية التي كنت أتمناها. أكره كل شيء حولي، وأتمنى أن أكون سعيدة، لأهرب مما أنا فيه أسرح كثيراً وأحلم كثيراً، وصلت لدرجه أني لم أعد أعرف ماذا أريد ولم أعيش! لذلك أحس أني بلا أي قيمة في الحياة.
في النهاية لكم مني جزيل الشكر،
وآسفة على الإطالة.
2/9/2008
رد المستشار
الأخت الكريمة؛
رسالتك تحتوي على شحنة سلبية هائلة! وبالنسبة لعمرك فهذا كثير جداً. لم تذكري أي شيء إيجابي، وكأنك في أسوء حياة، وليس هذا لأنه الوقع ولكن لأن هذا ما ترينه من خلف النظارة السوداء التي ترتدينها وتنظرين من خلالها لعالمك.
لقد قلت أن أساس هذا كله أنك تبحثين عن الحب والحنان لأنك لم تجديه في أسرتك المفككة، وأنك اتجهت للبحث عنه خارج نطاقها وانخرطت في علاقات حب وهمية من طرف واحد ومن ثم أضفتها إلى قائمة انهزاماتك أو القائمة السوداء التي كتبتها!.
عزيزتي،
انظري حولك كم من الذين تعرفينهم أو الذين تلتقين بهم يعيش حياة وردية ويحصل على كل ما يتمنى؟ ليسوا كثر، ومع ذلك لم ينظروا للحياة بهذه السوداوية.
مشكلتك ليست في محيطك الخارجي أو من حولك، مشكلتك في داخلك تريدين كل شيء وبالشكل الذي رسمته بالضبط وإلا فأنت تعتبرين أنك لم تحصلي عليه.. لديك أسرة -ربما- مفككة ولكن لديك أسرة على الأقل، هناك من هم بلا أسرة، وبلا منزل حتى، تائهون بلا مأوى. لم يعطوك الحب ولم تحتضنك أمك، ألم تربيك وتهتم بك؟ ألم تحملك في بطنها واهتمت بك في طفولتك؟ هل لابد أن تحتضنك؟ قد تكون مشاكلها تمنعها من إظهار مشاعرها.
نصيحتي لك أختي؛ أنت في بداية الطريق فانتبهي لنفسك وابدئي صفحة جديدة، أول سطر فيها "تقرّبي إلى ربك" واطلبي منه أن يساعدك و"أحبّي نفسك"، أعيدي اكتشاف نفسك.. لست بحاجة للحب من الخارج، أحبّي أنت نفسك وستجدين الحب آت إليك. في رسالتك هناك تعميم رهيب، فلم أستطع معه أن أحدد منذ متى وأنت هكذا؟ طوال عمرك ال 19؟؟ إذا كنت لمدة تزيد عن الستة شهور فهناك احتمال كبير بأنك تعانين من حالة اكتئاب.
عزيزتي،
في النهاية، إذا أحسست بأنك غير قادرة على القيام بهذا التغيير بمفردك اذهبي إلى طبيب نفسي، فقد تحتاجين إلى علاج كيميائي أو جلسات نفسية حتى تتحسني.
وفقك الله.