السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وبعد،
ربما من الأفضل أن أقص حكايتي من البداية (خاصة مع الرهاب).
في طفولتي كنت طفلاً خجولاً، ولعل مما ساهم في الخجل البدانة المفرطة التي كنت أعاني منها، ومع ذلك فقد كنت ناجحاً في حياتي التعليمية، واستطعت بفضل الله أن أتخلّص من قدر كبير من الوزن الزائد، وحصلت على وظيفة جيدة وتزوجت. ولا أخفي سراً حينما أقول أنني كنت قلقاً حينما تزوجت وفي مرة من المرات حينما كنت ذاهباً في طريق سريع في الليل أحسست بقلق شديد وتقلصات شديدة في بطني وخفقان وكنت أخفي ذلك عن زوجتي، وحينما وصلت لوجهتي أخفيت ما حدث عن زوجتي.. من هنا بدأت المتاعب حيث ازداد قلقي أثناء قيامي بتدريس الطلاب، وحدثت مشاكل أسرية لبعض الأقارب وازداد القلق عندي كثيراً، حيث تزداد دقات قلبي ويخيّل إليّ أنه سيغمى عليّ وخاصة في الطرق السريعة والجسور والأنفاق وأماكن الاجتماعات وفي الصلاة حيث من المستحيل أن أصلي في الصف الأول.
راجعت عدة أطباء نفسيين، ووصفوا لي عدة أدوية من بينها (أنديرال) ولم يكن فعالاً ثم وصفوا لي (لوسترال) وارتحت له من زاوية أنه ساهم بشكل كبير في تأخير القذف حيث أنني أعاني سرعة القذف، ولكن اللوسترال جعل الضغط عندي ينخفض وازدادت دقات قلبي بشكل كبير فتركته. مع استمرار القلق والرهاب رجعت للطب النفسي مرة أخرى وفي هذه المرة وصف لي الطبيب (سايروكسات)، ولكن هذا الدواء سبب لي تقلصات شديدة في المعدة وخفقان وكآبة في بعض الأحيان فتركته، ثم تحولت إلى (سايروكسات سي آر) لعل مفعوله أخف، ولكن أعراضه الجانبية أزعجتني.
الآن، المشكلة كما هي خوف من الطرق السريعة والجسور والأنفاق وكذلك الصفوف الأولى في المسجد،
والمشكلة الأخرى أنني حساس جداً من الأدوية ولا أحبها إلا للضرورة فقط.
كنت لكي أحافظ على وزني أستعمل المحلّيات الصناعية كاالأسبارتيم، هل لهذه أضرار؟ وهل تزيد القلق كما يقول بعض الناس؟، وأنا أحس أن القلق يزداد عندي إذا أكلت شيئاً حالياً كاالتمر أو الحلويات.
بعض الأطباء أشار علي بدواء (اسبيرالكس)، وبالنسبة للقلق هل سينتهي بعد العلاج أم سيعود؟.
شكراً جزيلاً.
28/09/2008
رد المستشار
عزيزي؛
أهلا ومرحبا بك على الموقع وتحية كبيرة لإصرارك على العلاج.
وصفت مشكلتك بدقة شديدة وهو ما نطلق عليه طبيا اضطراب القلق العام والذي يتميز بالعديد من الأعراض التي ذكرتها ومنها:
(1) وجود قلق شديد وتوقع مكروه حول اثنين أو أكثر من ظروف الحياة لمدة 6 شهور أو أكثر و تكون الأعراض في أغلب الأيام.
(2) يجد الشخص صعوبة في السيطرة على القلق.
(3) يشترط وجود ثلاثة أعراض أكثر من الستة الآتية (على أن لا تكون من بينها أعراض تحدث فقط خلال نوبة الهلع)
1- توتر العضلات
2- عدم الاستقرار
3- سرعة الشعور بالإجهاد
4- صعوبة التركيز
5- اضطراب النوم
6- سرعة الاستثارة
(5) أن بسبب القلق أو الأعراض الجسدية انزعاجا ملحوظاً أو خللاً وظيفيا أو اجتماعيا.
(6) أن لا يكون الاضطراب بسبب الأثير الفسيولوجى لمادة أو حالة مرضية جسمانية.
وأعتقد أن ما سبق ينطبق عليك حرفيا، وأنت ترجع أعراضك إلى خبرات الطفولة وهو عامل من العوامل المسببة للمرض لكنه ليس العامل الوحيد فهناك الاستعداد الوراثي بجانب التغيرات البيولوجية والكيميائية في المخ ويغلف كل هذا الضغوط الثقافية والاجتماعية التي يتعرض لها الشخص وهو ما كان ظاهرا جدا ليلة زفافك حيث أن الثقافة العربية تفرض على الرجل الكثير من المهام في تلك الليلة.
عموما أنت توجهت من فورك للعلاج وهو شيء محمود جدا لكنه للأسف علاج منقوص حيث أنه أغفل التعامل النفسي مع قلقك فلم تتعلم كيف تتحكم فيه أو كيف تتخلص من أفكارك المزعجة وهو ما لا يستطيع الدواء فعله وبالتالي أنت تحتاج إلى برنامج متكامل يشمل تمارين الاسترخاء أو اليوجا لرفع عتبة القلق لديك وكذلك برنامج للتعامل مع أفكار القلق لديك ومعرفة المواقف التي ينفجر فيها ولماذا وعلاقة هذا بشخصيتك وطريقة تربيتك.
وفقك الله
واقرأ على مجانين:
سلسبيل الجنة والقلق المتعمم
الأعراض الجسدية للقلق المتعمم
الخوف من المستقبل: هل هو القلق المتعمم؟