توثين أقدام وولع بالأطفال وأيضًا مازوخية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتك دكتور علي،
أقدم لك جزيل الشكر والعرفان على ردّك لأنك شرحت صدري وأزلت عن كاهلي ثقلاً هائلاً. لكن متابعتي للموضوع ليست إلا للصعوبة الشديدة لأوضاعي الاجتماعية والتي تمنعني عن استشارة طبيب نفسي، إما لخوفي من احتقار الناس أو بسبب فقد الثقة الذي يمنعني من الحديث وجهاً لوجه مع أي شخص، ولي ثقة كبيرة بقدرتك على المتابعة ورجاء كبير بألا تردّني... أريد أن أكرر عدة أمور لم أفهم أجوبتها جيداً طالباً حسن إجابتك، على الرغم من قراءتي للروابط التي أعطيتها لي، لأنني أعلم شيئاً هو أن لكل إنسان شخصيته الخاصة والتي تميّزه مهما كانت القواسم المشتركة كثيرة، وبالتالي فإن ما ينطبق على أحدهم يستحيل أن ينطبق على الآخر بشكل كامل.
أولاً: بالنسبة لولع الأقدام؛ لم أفهم جيداً لماذا أحب "السحق بالأقدام" بشكل خاص! فحتى الرسوم المتحركة كانت تثيرني في طفولتي، فلماذا؟ وما العمل؟.
كما أنني لا أفهم المازوخية في حالتي هذه، فأنا أكره الذل ولا أسمح لأي أحد أن يذلني مهما كان، كما أن المرأة التي أتخيّلها لا تريد أن تذلني وتشتمني أبداً بل أتخيل أنها تحبني وتريد إرضائي، ولذلك تسحقني بناءً على طلبي -حسبما أتخيّل- كما لم أفهم سبب ولعي بأقدام أبي، ولا سبب بدء هذا الولع في مرحلة باكرة جداً من عمري. أرجو منك الشرح المفصل والموضوعي، سيدي الدكتور.
ثانياً: بالنسبة لولع الأطفال؛ فحتى هذا بدأ في طفولتي: كنت في الثامنة حين ولد صبي لأحد أقربائي، وقد كنت أحبه جداً وكنت أعتني به بفرح ومودة، لكنني أفاجأ بالانتصاب أحياناً من جراء حمله وحضنه، ولم أكن أدري ماذا يحصل ولا لماذا، ولم أكن أسأل أحداً لأني لم أكن بالأصل أثق بأحد، وقد ذكرت في مشكلتي السابقة كيف كنت أُعزل من بين رفاقي، وكيف أن علاقتي بأمي وأختي سيئة جداً- وهم أقرب الناس لي فكيف بالأحرى الغرباء؟!-، لذلك لم أسأل أحداً عن الموضوع.
والجدير بالذكر، والأمر الذي نسيت ذكره سابقاً، أنني قرأت مرة كتاباً علمياً مبسطاً عن جسم الإنسان وأعضائه المختلفة، وأحد الفصول كان عن الأعضاء الجنسية ووظيفتها. كان هذا في حوالي السابعة من عمري، فلم أفهم الموضوع جيداً وسألت أمي عنه بكل براءة وعفوية، فلم ترضَ أن تجيبني بل حاولت إلهائي ببعض الأعمال ففهمت في سري أنني لا يجب أن أكرر السؤال، لا أعلم لماذا؟ لكن يجب ألا أكرره. وبعد حوالي الشهر جاء أقاربي في اجتماع عائلي- والعائلة كبيرة نوعاً ما- وفي غمرة الأحاديث والمزاح تحدثت أمي عما سألتها الشهر الماضي، وتعالت أصوات الضحكات... لا أقدر أن أصف شدة الألم الذي شعرت به!! لقد كدت أجن!!
العائلة كلها تضحك وهم لا يعلمون بما أشعر، وأنا كظمت غيظي ودموعي بحرقة وألم، وظلوا فترة طويلة يتحدثون بالموضوع "والحاضر يعلم الغايب" وتتعالى الضحكات الساخرة! ليس فقط هذا الموضوع، بل الكثير من الأشياء الأخرى كانت تجعلني موضع سخرية.. فكيف عساي أتجرأ على السؤال في كل هذه الظروف؟. وحيداً أتخبط في حيرتي وخوفي بلا أهل يفهمون ولا رفاق ولا أحد، لقد كانت طفولتي جحيماً لا يطاق! ووالله لا أنسى حتى هذا اليوم!! لقد اعترفت بما فعلته في مراهقتي، والذي فعلته بدافع الثورة المفاجئة التي لم تجد مرشداً يهذبها ويعلمني خطأها، لكنني أقسم أنني لم ولن أكرره أبداً، إني أقاوم بعزيمة كل الأفكار السيئة على الرغم من توافر الفرص السانحة والكثيرة لتكراره.
كما أنني لا أعتني بالأطفال بدافع جنسي، وأقسم، بل بدافع المحبة الخالصة لهم. لكن أعود للتأكيد أن البعض يثيرونني -البعض وليس الكل- صبياناً كانوا أم بنات. الطفل المثير لا يزيد عن الست سنوات، وأنا أفاجأ بالانتصاب خلال عنايتي "بالطفل المثير"، علماً أن أعضاءه الجنسية لا تثيرني مطلقاً، وأنا لا أكشفها إلا عند التنظيف، ولا أبالغ في التنظيف لعلمي أن ذلك سيؤذي الدوافع الجنسية المستقبلية لصغيري الحبيب وهذا ما لا أرضاه أبداً. كذلك ليست كل أقدام الأطفال تثيرني، فالبعض يثيرني بحمله وحضنه، والبعض الآخر بأقدامه، والبعض لا يثيرني إطلاقاً. وأنا أحبهم جميعاً وأعتني بهم كلهم على حد سواء، فعندي أقارب صغار كثيرون، صبيان وبنات، لكنني أغتاظ من المشاعر الهمجية الجامحة وأقاومها بكل قوتي، وأغتاظ من لحظات الإحباط التي تضعفني وتجعل التخيلات السيئة تطغى وأفشل في مواجهتها.
أنا أرغب بشدة أن أتخلص من كل هذه لأني أشعر بالذنب تجاه أحبابي. فلماذا؟ لماذا الولع الانتقائي -إذا صحت تسميته-؟ وما السبيل للتخلص منه؟ أقسم أنني لا أريد بالأطفال سوءاً، ولا أريد أن أكون سيئاً مع الأطفال، وأقسم أن الإثارة تفاجئني دون أن أعرف سببها. فهل أنا بخير؟ هل يحق لي متابعة العناية بالأطفال أم لا؟ أرجو التفصيل والموضوعية شاكراً صبرك وحسن إصغائك سيدي الدكتور.
أدام الله عليك الصحة والعافية، مباركاً جهودك لخدمة المجتمع، وحافظاً إيّاك من كل أذى.
شكراً.
28/09/2008
رد المستشار
أخي الفاضل الكريم،
تمتلئ رسالتك بآهات وآلام وتساؤلات كثيرة حاولت أن أجد رابطاً بينها؛ ففي البداية تبحث عن تفسير لما تعانيه من مشكلة نفسجنسية، وهل هذا يرجع إلى عدم رد والدتك على سؤالك، أم بسبب قراءتك الجنسية المبكرة، أم لسخرية الآخرين منك، أو أنها صدفة عند لهوك مع الأطفال أم وراثة أم...إلخ؟ وكل ما سبق قد يكون عاملاً من عوامل مشكلتك (ارجع إلى الأسباب في الرسالة السابقة).
تحاول أن تنفي أن ما تعاني منه مازوخية علي اعتبار أنك لا تستلذ بالإهانة وهو أحد الأنواع وليس كل الأنواع.
تتحدث عن الانتقاء -وهو طبيعي-، فما يثيرك من الأطفال تكون بمواصفات معينة مثل السن، الشكل، الجسم، الدلع أو... إلخ وهو ما لو بحثت عنه لوجدته في حالتك.
الأغرب صديقي أنك طوال رسالتك لم تتحدث عن العلاج بل عن إحساسك المرهف بعدم إيذاء أحبابك من الأطفال وكأن ما يحدث ليس به أي إيذاء لهم حتى دون قصد منك!.
سألت كيف تتخلص من كل هذا وأجبتك في رسالتي السابقة وأكرر أنت تعاني من اضطراب (مرض)، وبالتالي لكي تتخلص منه لا بد أن تخضع للتقييم الكامل لمشكلتك ثم العلاج بإذن الله.