السلام عليكم
لا أعرف من أين أبدأ؟! فقصتي يطول الشرح والتفصيل حولها. المهم، أنا أصغر إخوتي، وهناك فروقات عمرية كبيرة بيني وبين أخواتي البنات والشباب. منذ بدأت مرحلة المراهقة كان هناك حالة من تضييق الخناق حول تصرفاتي وحتى أنفاسي، وكان كل شيء من قبلي محسوب بالقلم والورقة.
وعندما كنت أعجب بشاب أتلفت فلا أجد أحداً أتكلم معه عن الموضوع أو أسرّ له به، وعندما كنت أتعرّض لمشكلة لا أجد أحداً يفهمني لأن أمي أيضاً كبيرة بالسن، وهناك أجيال من الأفكار للتواصل بيني وبينها، حتى أني حاولت مرة وخيّبت أملي بردة فعلها - لا أشعر بأهميتي بينهن، وأشعر دائماً بأنني بحاجة لكم كبير من الحنان والعطف، يقولون بأن الطفل يحتاج للحنان، وأنا أقول بأن الشاب هو الذي يحتاج للحنان من أهله لاحتوائه حتى لا يقع بالغلط.
لكن ابتعاد الأهل عن أبنائهم جعلهم وحيدين ومكتئبين، خاصة أن ليس عندي أصدقاء كثر، وفي كثير من الأحيان أرغب بالتحدث والبوح ولا أجد أحداً يسمعني. ألجأ أحياناً لقراءة أمور تتعلق بمشاكل الجنس مع الشباب على موقعكم، لا أعرف! لمجرد القراءة، أشعر بالحرية المكبوتة بداخلي، لدي الكثير لأقوله.. مع العلم أن لي الكثير من الكتابات الأدبية، وحتى نوع من المقالات والتي أتمنى أن تصل للعالم ويصبح لي معجبين ومهتمين، وأحصل على جزء صغير من الاهتمام. أنا اشعر بفراغ عاطفي كبير وأحتاج لإنسان يؤنس وحدتي ويملأ حياتي، فأنا شخصية رومانسية جداً وهذا الكبت الذي أعيشه سيولد الانفجار.
أرجو أن تفكروا بقصتي، مع العلم أن هناك الكثير من التفاصيل التي اخترت عدم ذكرها للاختصار.
ولكم جزيل الشكر.
01/10/2008
رد المستشار
أهلاً بالأخت الكريمة، وأتمنى أن نكون مكاناً جيداً لك لتفرجي فيه عن أفكارك المأسورة في زنزانة حياتك الحالية...
إنها غربة إنسان القرن الحادي والعشرين؛ فالملاحظ أنه كلما تطور الزمان تعمّق توحد الإنسان مع ذاته وزادت حدة انفصاله عن الآخرين ونشاطاته الفردية على حساب النشاطات الجماعية، لينظر إنسان القرن الحالي حوله فلا يجد إلا تلفازه وكمبيوتره وأوراق عمله، حتى الابن الصغير الرضيع قد ينشغل أبويه عنه لدرجة أن عيناه الصغيرتان تظمأن لرؤية عينا أمه أو أبيه التائهتان في دوامة الحياة العصرية..
وآسف أن تكون هذه الكلمات وحسب هو المخرج لأفكارك السجينة ولكنه الواقع الذي يجب أن تتعاملي معه بشكل عملي وإيجابي حتى لا يفرض الفردية القاتلة عليك، وما يلي من أفكار قد تكون مفيدة لك بإذن الله للهروب من وحشة الفردية:
- اصنعي عالمك الاجتماعي الخاص بانتقاء مجموعة من الصديقات المخلصات، ولتكن مجموعة قليلة (4-5 صديقات) تتبادلن الزيارات الدورية والأفكار الإيجابية وبعض الأعمال كالعمل الخيري والتعليمي.. إلخ من الأعمال ذات القيمة.
- اصنعي عالمك الشخصي الخاص، بأن تبحثي عن مواهبك وعن المكان لتصرفيها وعرضها على العالم، والله أنعم علينا بنعمة الشبكة العنكبوتية التي سهّلت هذا الأمر بشكل كبير وما أكثرها المواقع المهتمة بالأدب والشعر والمواهب المختلفة، وأنا باسم مجانين دوت كوم أرحب بما تكتبين ضمن واحة الموقع الأدبية والفنية..
- اصنعي مستقبلك من حاضرك، فلا تنتظري المستقبل ليأتي بل اصنعيه على عينك وانسجيه من لحظات حاضرك، ضعي رؤيتك نحو المستقبل وفتشي في الحاضر عن موادٍ جيدةٍ لصناعتها، فمثلاً من يريد أن يكون طبيباً في المستقبل وهو في الثانوية لا بد له من أن يصنع ذلك بالتحضير الممتاز لامتحان الثانوية، والتي تريد أن تكون حياتها الزوجية رائعة هانئة لا بد لها أن تتفقه بفقه الزواج وكيفية التعامل مع الزوج قبل ارتباطها بزوجها وهكذا..
- أنعشي علاقتك مع أهلك واصنعي علاقةً ملؤها التعاطف، فالإنسان الفعّال لا ينتظر من الناس المبادرة بل هو صاحب المبادرة، ألم يقل الله تعالى (والسابقون السابقون أولئك المقرّبون)، والأفكار كثيرة لجذب أهلك إليك..
وطالعي هذه العناوين على مجانين
الصخرة، بيروت، التوحد، الوحدة وأنا
تابعينا بأخبارك.. أتمنى لك كل الخير والعافية.