أفش شعري ! صامتة وراغبة في الصراخ ! مشاركة
أنا صاحبة: أفش شعري فتقول أختي:أبعدي يا مجنونة!!، أفش شعري فتقول أختي:أبعدي يا مجنونة م.
شكرا لك على هذا الرد الرائع وأدعو الله أن يجزيك خير الجزاء يا د.وائل لكن لدي تعليق أخير....
أردت أن أقول أني كذلك منذ عده سنوات فربما تعودوا علي مشي ملتصقة بالجدار لأني ليس في البيت فقط بل في كل مكان أمشي محاذية له بل أصبحت مصدرا للضحك أخاف المشي في مكان عام واسع أحس أني سأقع وأفعل ذلك وبصراحة.. كي لا ألفت انتباه من حولي... وأما ما قلته أن أبدأ علاجا بدأت................. ذاتيا أن أواجه كل ما يخيفني فأنا قلت لنفسي إلى متى أبقى بهذا الشكل؟
فقلت سوف أتكلم مع أبي وأضحك وقلت هذا أبي يحبني.. وغيرت جلبابي كما أرى أختي وذهبت إليه وما أن قررت الذهاب أدخلت رأسي وجدت أبي يصلي لا أعرف ماذا حدث لي أسرعت كالبرق إلى غرفتي وكنت أرتجف وشكرت الله أنه لم يرني....... الحمد لله... قلت مستحيل لن أستطيع أبدا لكن أحببت منك أي طريقه للعلاج الذاتي غير طريقتي غير المجدية أي بدون أن أدخل أحد في الموضوع؟
وكلمة أحسن راحة بمعني أني لست مجبرة علي الجلوس مع ناس مثل أبناء عمي، أنا أخواني ومو خالصة كمان أجلس مع أولاد عمي ليه أنا اتجننت...... نحن الطب النفسي عندنا...... لو تأتي إلينا وتسمع ما يقال عن الطب النفسي من جدتي فقط لخفت من كل فروع الطب، أول مرة أكتشف أن جدتي لها خيال خصب جدا، آخر زمن الطبيب النفسي صار مشعوذ!!!!!!!!!!!! عجائب الدنيا كانت 7 صارت 8، وأمي وجدتي إذا اجتمعوا كونوا ثنائي رائع في قول القصص عن الأطباء وخصوصا النفسيين، ونص الكلام كذب يشيب له شعر الرضيع.
ذات يوم سألت أمي عن المرض النفسي قالت الاكتئاب فقط والباقي دلع.!!!!!!!! صارت 9 أقصد العجائب... وأختي مثلها ومع الأسف يطلق عليها لقب جامعية.
وفي النهاية لا أستطيع أن أصارحها؟ وماذا أقول لها؟ أمي صعبة إن كان لديك طريقه دلني
ومع امتناني وشكري الجزيل جدا جدا.
6/12/2003
رد المستشار
الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك، وشكرا على متابعتك الثانية التي لا تزيدنا إلا إصرارًا على مواصلة العمل من أجل مئات آلاف (ولا أقول ملايين) الفتيات العربيات اللاتي يعشن في ظروفٍ أقل ما توصف به هو أنها غير إنسانية، ولا يمكن أن تكونَ مناسبة أبدًا لفتاة تخاطبنا من خلال الإنترنت في هذا العصر الذي نعيش فيه، ماذا أقول لك إن ما قرأته في مشكلتك الأصلية ومتابعتك الأولى: أفش شعري فتقول أختي:أبعدي يا مجنونة!!، أفش شعري فتقول أختي:أبعدي يا مجنونة م، وكذلك ما قرأته فيما نعتبرها بمثابة مشاركة بمشكلةٍ في مشكلتك فقد أسمتها صاحبتها تابع أفش شعري، وظهرت على صفحتنا تحت عنوان: أفش شعري: صامتة وراغبة بالصراخ.
لو تدرين ما يتوافد على ذهني الآن وأنا أكتب الرد عليك، إنني أحسُّ أننا يمكنُ أن نتكلم عن رهاب الرجال في البنت الخليجية، باعتباره مختلفًا عن رهاب الجنس الآخر، لأنه ناتجٌ عن قهر أكبر، وعن جهل أكبر بقيم وتقاليد المجتمع الصحيح في الإسلام، أي أننا إذا كنا وصفنا مجتمعاتنا العربية المعاصرة بأنها مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات، فإننا نستطيع وصف المجتمع الخليجي التقليدي بأنه بالفعل مجتمع يئدُ الإناث على المستوى النفسي، وكأنه ارتد إلى الجاهلية التي جبها الإسلام منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنا!
إن هنالك ما يستلزم الصراخ يا بنيتي وبصوت عالٍ، علينا أن نجاهد من أجل أن يستعيد مجتمعنا قيمه التي ضاعت، بعد تعريف وتحديد هذه القيم من جديد لكي تناسب روح الإسلام، لا فقه الرعب الذي تعيشه مجتمعاتنا اليوم، ويمكنك أن تقرئي رد أخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله علي صفحتنا تحت العنوان التالي:
عاشقة الأكشن: جريئة تبحث عن الحنان.
وأما أنك إلى هذا الحد خائفةٌ فمفهومٌ باعتبار أنه خوفٌ مرضيٌّ غيرُ منطقيٍّ ولا إراديٍّ، ومُبالغٍ فيه أيضًا، لكنني أعرف أن علاج هذا النوع من الخوف المرضي (الرهاب)، إنما يكون بالمواجهة حتى ولو بالتدريج مع الالتزام بعدم الهرب عند الشعور بالخوف، وهو ما نسميه التعرض مع منع الاستجابة، ولكنني أراك تهربين من مجرد التخيل، وفي مثل هذا الحال، وإذا كنت تنوين الاستمرار بهذا الشكل، فلن أقول لك إلا أن مخاوفك ستزيد وتصبح أكثر تعقيدًا ربما، وهذا هو المتعلق بضرورة المواجهة على مستواك أنت الفردي.
وأما على المستوى الجماعي وما نحن في حاجة ماسة إليه كمجتمعات فإنها المواجهة المستمرة لفقه الرعب الغبي، بمفاهيم الإسلام الصحيحة الأصيلة، فنحن في حاجةٍ حقيقية إلى مجاهدات ومجاهدين من أمثالك وغيرك كثيرات، وعلينا لا فقط أن نواجه، وإنما أن نواجه بالمنهج الحق الذي نستمده من الإسلام، والذي سنكونُ بحاجة دائمةٍ إلى تطويره بما يتناسب مع التغيرات التي ستتلاحق في العقود القادمة، أي أن الهرب الذي كان رد فعلك مرفوض تماما يا ابنتي إذا أردت أن تكوني ضمن كتيبة المجاهدين.
وأما ما يتعلق بالفكرة الشائعة عن الطب النفسي سواء في مجتمعكم الخليجي أو في غيره من مجتمعاتنا العربية، فإننا لا نستطيع إلا أن نواجهها أيضًا بالفهم الصحيح للدين الإسلامي، فعندما يرتبط العلاج النفسي المعرفي والسلوكي بما هو أصيل من مفاهيمنا سواء على المستوى النفسي أو الاجتماعي أو الفقهي أو غير ذلك، فإن ذلك الطب النفسي لن يكونَ مرفوضًا.
فحقيقة الأمر يا بنيتي هي أن نشأة وصمة المرض النفسي وافدةٌ علينا ولم تكن إلا من ظروف معينة حدثت في أوروبا بسبب اصطدام العلم والكنيسة، وأما وصمة الطب النفسي، فلها أسبابٌ متداخلةٌ ومعقدة في كل مجتمعات البشرية، ولا تصدقي ما يظهر في الأفلام والمسلسلات الغربية على أنه واقع الحال هناك، لأن الحقيقة أنهم هناك يحاربون الوصمة التي هي إفراز حضارتهم، وأما من رفضوا الطب النفسي عندنا فلأنهم لم يفهموه، وظنوا فيه افتئاتا على الدين، فلتقل أمك أو جدتك ما يحلو لهن، ولكن الحقيقة هي أن نص الحياة عندكم يا بنيتي هو الذي يشيبُ له شعر الرضيع.
وفي النهاية نقول لك يا بنيتي أن الطريقة الوحيدة للخلاص هي المواجهة، فابدئيها واستعيني على ذلك بالله تعالى، وبالقراءة المنتظمة التي توصلك إلى فهم حقيقة الأمور، وتابعينا بكل جديد تفرحين بمعرفتك به، وشاركينا في كل ما تشعرين بالتفاعل معه من المعروض على صفحتنا وأهلا وسهلا بك دائما.
ويتبع>>>>: بدلا من البرد والخجل أفش شعري ونصرخ معاً مشاركة1