أرسلت هذه المشكلة من قبل وأجاب عليها د.عبد الكريم الموزاني تحت عنوان همسة الخوف أخي اغتصبني.
أرجوكم أحتاج لمد يد العون لي فقد مللت حياتي، خاصة وأني أرسلت مشكلتي لكم أكثر من ثلاث مرات ولم أجد إجابة. أرجوكم لا تخذلوني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لا أعلم من أين أبدأ مشكلتي؛ وأنا بحاجة ماسّة لمد يد العون لي لأني أشعر أني أفقد نفسي شيئاً فشيئاً وهو شعور متعب حقاً. سأبدأ سرد المشكلة:
منذ كنت طفلة لم يتجاوز سني الست سنوات- على ما أذكر- اضطرت ولدتي لتركنا في منزلنا ومغادرة مدينتنا إلى مدينة أخرى لمعالجة أختي من مرض ألمّ بها، والدي لدية زوجة أخرى غير والدتي تزوجها بعد أن تزوج والدتي بثمان سنوات- كما أعرف-، ولديّ أشقاء عددهم 12 شقيق وشقيقة وترتيبي بينهم 11، تركتنا والدتي في منزلنا مع والدي وفي نفس العمارة كانت زوجة أبي وأبناؤها، وأختي الأصغر مني وهي آخر أشقائي كانت معها، كنّ شقيقاتي 3 في المرحلة الجامعية وأشقائي 2 في المدرسة، أمّا البقية فقد كانوا متزوجين.
المهم في ذلك أنني تعرضت للاغتصاب من قبل أخي غير الشقيق وكان وقتها يكبرني ب 17 عاماً أي كان شاباً يفهم كل شيء ولم يكن للأسف ذا خلق أو دين، ظلّ يغتصبني على مدار أربع سنوات كاملة وأعتقد أن غياب أمي كان له دور في ألا يكتشف أحد الأمر، وكان يفعل ذلك بالترغيب والإغراء بالألعاب أحياناً وبالقوة والتهديد أخرى.
والدي شخصية قوية جداً كنت أخافه وما زالت أخافه، عصبي جداً، لا أجرؤ على الحديث معه في أي شيء أبداً، رغم أنه في داخله حنون جداً. بعد أربع سنوات من العذاب- كنت في العاشرة من العمر وفي الصف الرابع ابتدائي- بدأت أهرب من أخي هذا وأبتعد عنه وأتهرّب منه، لم أكن أعرف ما الذي يحدث ولكنني بالفطرة شعرت أنّه أمرٌ مستهجنًٌ ومرعبٌ، لذلك كنت أبتعد عنه وأتهرّب من اللقاء به كثيراً.
مرّت الأيام والسنوات وعادت أمي وبدأت أتناسى ما حدث رغم أنني من المراهقة كنت شخصية قلقلة جداً جداً، أخاف من المواجهة ولدي إحساس مستمر بالذنب تجاه أشياء أعلم تماماً أنّ ليس لي يد فيها، مترددة، أعيش في مجتمع وعائلة يمكن أن نصفها بالمحافظة، لا أحاديث عميقة تفتح بيننا، لم أكن أعلم ما الذي حدث وأين الخطأ.. أنهيت دراستي المتوسطة وبعدها الثانوية والتحقت بالجامعة، كان مجتمعاً مختلفاً بالنسبة لي وإن كانت حتى صداقاتي محدودة جداً جداً ومن شخصيات قريبة لمجتمعي، بعد حولي سنتين بدأت أنفتح على المجتمع أكثر وكانت لي علاقات أكثر وبدأت أسمع، وأرى، وأقرأ أكثر وباختياري- أنا أخبركم بهذا لتعرفوا أني لم أكن حتى السنة الأولى من الجامعة أعرف ما حدث لي-، ولم أكن أستوعب ما الذي حدث!
وأتذكّر الآن أنني تعرضت لذات الشيء من جار لنا كان من الجنسية اليمنية مرّة أو مرتين- لا أذكر على وجه التحديد-، وكان ذلك قبل حرب الخليج لأنه غادر البلاد أيام الحرب. المهم بعد أن بلغت سن العشرين بدأت أعرف ما الذي حدث لي، وفي تلك الأيام فقط عرفت أن هناك ما يسمى غشاء البكارة وما الذي يمكن أن يحدث له نتيجة لما تعرّضت له، لا أستطيع تذكّر تفاصيل ما كان يحدث لي وإن كانت ممارسة عميقة وحقيقية أم لا- حقاً لا أذكر التفاصيل تماماً خصوصاً أنّه كان يحدث كثيراً، ثم لأنني حاولت أن أتناسى الأمر لعدة سنوات ولم ألقي له بالاً أو أحمله هماً لجهلي التام به!
أريد أن أعترف أيضاً أنني ومنذ أن كنت في المتوسط مارست العادة السرية ولا أعلم ما الذي جرّني إليها ولا كيف تعلّمتها، كنت أمارسها وحدي وحتى وقت قريب جداً قبل عدة أشه، ورغم أنني انقطعت عنها لأكثر من سنة ولكنني عدت لممارستها مجدداً وأجاهد الآن حتى لا أعود لها. كان انفتاحي الحقيقي على العالم عندما كنت في السنة الأخيرة من الجامعة، وعندما أصبحت أقرأ أكثر وأعرف أكثر وخصوصاً عندما عرفت الانترنت، عرفت وفهمت ما الذي حدث لي وما الذي يمكن أن يكون قد ترتب على ذلك وما الذي حدث لغشائي على الأرجح، وعرفت أن ما كنت أمارسه يطلق عليه العادة السرية، وأنّها محرمة شرعاً.
عشت بعقدة الإحساس العظيم بالذنب، وشعور الإثم الذي يلازمني، وأصبحت أكره نفسي عندما أتحدث عن الدين وعن واجباتنا الدينية وأشعر بأنني منافقة عظيمة. وعندما أنهيت دراستي الجامعية عانيت لأمرّين بسبب الفراغ الذي عشته، لم أكن أعرف في حياتي كلها سوى جامعتي ومنزلنا، حتى صديقات مقربات لم يكن لدي وزياراتي لزميلاتي متباعدة جداً جداً، فزاد إدماني على الانترنت وأصبحت أعرف فيه الكثير والكثير جداً، وإن كان أكثر ما أفعله على الشبكة هو القراءة والقراءة عدا الاشتراك في عدة منتديات فقط، قرأت الكثير من الكتب والروايات وكل شيء، وفي تلك الفترة دخلت في أزمة نفسية حيث انتابتني نوبة اكتئاب متوسطة كما أخبرني الطبيب، كان أساسها أنني اكتشفت أن أخي الأكبر والأب الروحي والأقرب لي متزوج على زوجته سراً! كرهت الدنيا بأكملها، خصوصاً وأنه في تلك الأيام كانت مشاكل والدي مع زوجاته الثانية والثالثة وأبنائه كثيرة جداً، كما أننا دخلنا في موجة من المشاكل مع زوجته الثالثة وأبنائه ومعه هو شخصياً حيث كانت زوجته تكنّ لنا العداء.
هذه الأزمة جعلتني أدخل بمشكلة نفسية وعزوف عن الناس والحديث وأشعرتني بألم حقيقي في داخلي. ذهبت إلى طبيب نفسي وتناولت مضادات للاكتئاب لا أتذكر اسمها الآن، وانعزلت عن العائلة وعدت إلى النت، كنت أكتب بعض الخواطر والقصص والقصائد وتعرّفت على رجل عن طريق المنتدى أردت حقاً أن أعتبره أخاً لي، كان كبيراً في السن- كما أخبرني- مطلّق ولديه ابن، لم يكن من مدينتنا إلا أنه من نفس الدولة.
أخذت أحادثه عن طريق الانترنت وتطورت العلاقة وانتقلت إلى المسن بحت بأسراري ومشاكلي، طبعاً ليس كل ما لدي ولكن همومي اليومية وآلامي النفسية فكان عوناً لي وقريباً مني لفترة، ولكن كان في داخلي شعور عظيم بالإثم والذنب رغم أن حديثنا كان بريئاً جداً، إلا أنه بدأ يسكن مساحة في قلبي وقد خفت من ذلك.. خفت كثيراً على نفسي وعلى قلبي. المهم أنّ الرجل كان متشعب العلاقات أخبرته عن عائلتي فأخبرني أنه يعرف أحدهم في مدينتي ومن ذات العائلة وقد كنت أعرف ذلك الشخص الذي كان يتحدث عنه، واستمر الحديث معه حتى أخبرني يوماً أنّه يحبني ويريد أن يقترّب مني أكثر ليرتبط بي! جنّ جنوني وخفت كثيراً؛ لم أكن أعتقد أن ما كان في نفسي سيقع في نفسه هو أيضاً، خفت جداً ورفضت لأني أعرف أن المجتمع يرفض تماماً مثل هذه العلاقات ولأنني أعرف تماماً طبيعة مجتمعنا وشبابنا وصعوبة أن تستمر علاقة بدأت بهذه الطريق في طريقها الصحيح، وكيف يقتل الشك كل ما فيها خصوصاً في مجتمعنا وبين شبابنا.. خفت كثيراً وحسبتها بالعقل والمنطق ولأني أعلم كم ضميري يعذبني رفضت كل شيء وآلمت قلبي وآثرت الابتعاد.
عادت حالتي النفسية إلى نقطة الصفر حيث استمرت هذه العلاقة ستة أشهر تقريباً، كنت مازلت أستخدم مضادات الاكتئاب رحمة بوالدتي وخوفاً عليها لأنها كانت قلقة عليّ، أردت الانتصار على نفسي وقررت الخروج من المنزل فذهبت إلى معهد أتعلّم به الحاسب الآلي، خرجت ولكنني كنت ما أزال أشعر بالغربة والألم كثيراً، وإن كانت أفكاري أصبحت أكثر عمقاً، ثم أنني أخذت عهداً ألا أتزوج أبداً؛ كيف أتزوج وأفضح نفسي وعائلتي؟؟! كيف أتزوج ولست بكراً؟! قررت أن أعيش حياتي ورغم أنني عشتها ظاهرياً إلا أنني في داخلي متشتتة وخائفة ومترددة ومتألمة جداًن أشعر بالملل بسرعة جداً من أي شيء أعيشه، سريعة الانكسار والتحطّم، متأزّمة، وأعصابي تالفة بل تالفة جداً، أشعر بالضياع والحيرة، أي مكان أذهب إليه أشعر بالغربة الشديدة وأحتاج لوقت طويل حتى أتأقلم عليه وعلى الناس فيه.
كنت بعد سنة وأربعة أشهر قد أوقفت الدواء الذي وصفه لي الطبيب النفسي، وتقدّمت لدراسة الماجستير وتحمّست لها جداً، لم أقبل رغم معدلي العالي فشعرت بالظلم وتألمت كثيراً، قررت أني سأنتصر على نفسي ولن أعود للدواء مجدداً، خرجت للعمل في مدرسة أهلية طبعاً لاستحالة الوظيفة الحكومية، لم أكن يوماً أحب التدريس أبداً ولم يكن حلمي لكنه المجال الوحيد المتاح. أعترف أني دخلت إلى العمل بشخصية متزعزعة حائرة مترددة، كان ذلك ظاهراً عليّ وكان ضغط العمل كبير جداً سواء ضغط نفسي أو فكري أو جسدي، كنت لا أحب أن ينتقدني أحد وأحب أن أقوم وأسهر الليالي الطوال للعمل فأذهب إلى المدرسة وأنا مرهقة جداً، لم أعرف المفتاح الحقيقي للوصل إلى قلوب طالباتي، حيث أنني لست شخصية متعنتة شديدة ولكنني حاولت إتقان هذا الدور للسيطرة على الطالبات وأوضاعهن، المهم أنني خسرت كل شيء.
في نهاية العام الدراسي لم تجدد لي المدرسة العقد، وخرجت بإحباط وألم يفوق السابق الذي كان يسكنني. بعد ذلك ومن حوالي سنة تقدم لخطبتي رجل، وتحت إلحاح والدتي ورغم خوفي الشديد سمحت لنفسي أن أفكر بالأمر رغم أنني رفضت قبل ذلك اثنين دون حتى التفكير بالأمر، ظللت خائفة وحائرة لأسبوعين غابت فيها ابتسامتي وزاد تشتتي وضياعي، إلا أنني قررت أن أكون أكثر شجاعة، وأذهب إلى طبيب للبت في أمري، ذهبت إلى مستشفيات كبيرة في مدينتي رفضت الطبيبات فيها الكشف عليّ بحجة أن هذا ممنوع وحتى يحدث لابد من طلب رسمي من ولي الأمر، أو أن أحوّل إلى الطب الشرعي، خفت كثيراً وهربت- طبعاً فعلت ذلك وحدي حيث أن أهلي كانوا يعتقدون أنني أذهب لطبيبة الجلدية كما أخبرتهم وكان السائق هو من ينقلني -.
المهم في النهاية ذهبت إلى عيادة صغيرة مغمورة بالقرب من منزلنا كانت فيها طبيبة من الجنسية السورية، رفضت في البداية ثم حزنت لحالي وبكائي وعملت لي تحليل الحمل رغم أنني أقسمت أن ما حدث كان وأنا طفلة، كشفت عليّ وأخبرتني أن هناك تمزق في الغشاء لدي وأن حجم التمزق متوسط ولم يكن متمزق تماماً وليس في وضعه الطبيعي تماماً كما أخبرتني.. عشت ليالٍ لا يعلم بها لا الله وحده، أخبرتني أنه يمكننا إصلاح الأمر وعمل خياطة للغشاء في محاولة لإعادته كما كان، وأخبرتني أنه قبل الزواج بعدة أيام أحضر إليها لعمل هذه العملية طبعاً بمبلغ مضاعف ويدفع لها شخصياً وللممرضة بخلاف ما سيدفع كعلاج وإزالة لخراج كما سيكتب في الأوراق الرسمية في حسابات العيادة، خفت كثيراً واحترت أي قرار أتخذ؟
ظللت أسبوعاً كاملاً أذهب إلى بيت الله وأتضرع إليه وأرجوه أن يسترني ويدلّني إلى الطريق، خفت أن تضيع مني الفرصة وهي الوحيدة التي قبلت في الكشف عليّ، ناهيك عن عملية الإصلاح كما أخبرتني، وكنت أسمع أن الطبيبات في هذه العيادة لا يمكثن كثيراً، فأين سأجدها إن تركت العيادة؟؟ كان إخوتي وقتها قد اكتشفوا عيوبا أخلاقية لدى الرجل المتقدم لي ورفضه والدي وإخوتي، لكنني رأيت في هذه الطبيبة طوق النجاة، ذهبت لها وأخبرتها أن الزواج سيكون خلال شهرين وأنني أريد أن تقوم بالعملية الآن، تهرّبت مني كثيراً وظللت أرجوها وأسترحمها وأغريها بالمال حتى أجرَتها، واحتملت الألم وظللت أعاني وأنا صامتة وحدي لا أحد يعرف ما أخفيه في قلبي.. كان هذا قبل سنة ونصف من الآن، كنت قبلها وعندما عرفت أن العادة السرية حرام أوقفتها وأوقفتها بعد ذلك سنة كاملة إلا أنني عدت لها من ستة أشهر، وها أنا الآن أقاوم نفسي حتى لا أعود لها، فدلوني كيف الطريق؟؟.
مشاكلي الآن هي:
1) أخاف الزواج كثيراً، وأخاف المستقبل، وأخاف الخيانة والمشاكل، وأخاف أن أتزوج رجلاً قاسياً يعذبني، وكلما خطر ببالي الزواج سألت نفسي ما الذي يضمن لي أنني سأعيش سعيدة ولن أتأذّى؟؟ رغم رغبتي الجسدية بالزواج ورغبتي النفسية بشريك أهفو إليه وأنتمي، فكيف أتخلّص من هذا الخوف؟.
2) المشكلة الثانية خوفي الآن لأنني قرأت أن مثل هذه العمليات يجب أن تحدث قبل الزواج بأيام، ماذا لو لم أتزوج إلا بعد سنتين أو نحوها، ماذا سيكون مصيري؟ وهل سيكتشف الزوج ما حدث؟.
3) أشعر كثيراً بالذنب لما حدث وأفكر كثيراً أنني يجب أن أخبر زوج المستقبل بكل شيء، وأشعر بأنني سأكون خائنة إن لم أخبره، فهل هذا صحيح؟ رغم أنني واثقة أن القلّة من شباب مجتمعنا من يتفهّم هذه الأمور بهدوء، وقليل جداً منهم من يرحم من هنّ في مثل حالتي.
4) كيف أتخلّص من الإحباط والخوف من الغد بشكل عام، ومن التوتر والقلق، ومن حمل همّ الجميع حتى إخوتي المتزوجين وأخواتي؟، علماً بأنه لم يتبقّى من أشقائي سوى أنا وأختي الأصغر مني في المنزل والتي أنهت دراستها الجامعية قبل سنتين، كيف أتخلّص من شغل نفسي بمشاكل الآخرين والتي تستنزف أعصابي؟ كيف أعود وأُقبِل على الحياة وأنا لا أشعر بطعمها؟ كيف يعود لي الأمل في الحياة؟ كيف أتخلّص من ألم أشعر به جاثياً على قلبي وروحي؟ رغم أنني أحاول أن أكون قريبةً جداً من الله، وحقيقة لا أجد الراحة إلا في كنفه وعندما تضيق بي الدنيا أتجه إلى بيته الحرام وأظل أناجيه وأناجيه وأدعوه وأدعوه.
5) تنتابني حالات من الإحباط عند حدوث أي مشكلة في العائلة وإن لم تكن تمسّني شخصياً، فأهرب إلى النوم، وأشعر بكسل في جسدي وألم في بطني وعزوف عن الأكل وقد أبقى ليومين لا أتناول إلا الماء، وأشعر بثقل عظيم في جانب جسمي الأيمن وخصوصاً يدي وقلبي وكأن ثقلاً أضعه على كتفي. نسيت أن أخبركم أنني فقدت في نوبة الاكتئاب الأولى 12 كيلواً من وزني خلال شهرين.
6) كيف أُقبِل على الحياة وأتخلّص من كل هذه الهموم دلّوني أين الطريق؟؟ لا أريد العودة والبقاء على الأدوية الطبية.
ملاحظات هامّة: الرجاء عدم نشر هذه الملاحظات على الموقع.
أنا على استعداد تام لأي استفسار على بريدي... حيث أنني بحاجة ماسّة لمد يد العون لي
* عائلتي عانى جميع أفرادها تقريباً من حالات نفسية متفرقة تتراوح بين الاكتئاب المتوسط إلى الشديد وبين الوسواس القهري، ومعظم إخوتي الأشقاء وغير الأشقاء راجعوا أطباء نفسيين، هذا ما جعل الطبيب يخبرنا أن لدينا استعداداً وراثياً للكآبة يجب علينا محاربته بعدم الاستسلام له .
* أشعر بأنني أحتاج معالجاً نفسياً أكثر مما أحتاج طبيباً، ولكنني لم أجد معالجاً نفسياً في مدينتي- أسكن المدينة المنورة- فإن كنتم تعرفون أحدهم دلّوني عليه.
* أخبرتكم أنني ظللت لأكثر من عشر سنوات- حيث عمري الآن 28 سنة أمارس العادة السرية، إلا أن هذه الممارسة لم تكن كما قرأت هنا أي أنني لم أدخل يدي ولم أستخدم شيئاً لأدخله داخل جسدي، كنت أظلّ أداعب "البظر" فقط حتى أشعر بالنشوة وأندم بعدها مباشرة.
1/10/2008
رد المستشار
الأخت الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛
نشكرك على رسالتك والتي قمنا بتدارسها بكل اهتمام وجدية، ولا شك أن التفاصيل الدقيقة التي وردت فيها مفيدة لأي مختص نفسي ليصل إلى بعض الاستنتاجات التي نسأل الله أن تكون مفيدة بالنسبة لك.
الجراحات التي حدثت لك في الصغر بكل أسف هي ظاهرة موجودة في كل المجتمعات ،فوجودها في مجتمعنا ليس استثناءا ولكن يعاب علينا التستر والسرية الشديدة في التعامل مع الأحداث ذات الطابع الجنسي خاصة.
من الواضح أن خبراتك التراكمية كثيرة وفي رأيي يجب أن تكون المنطلق الأساسي والركيزة لمساعدتك في مستقبل أيامك. مخاوفك حول الزواج مقدرة جدا وذلك أن كل ضحايا الاعتداءات الجنسية يمرون بهذا التفاعل الذي نستطيع أن نقول أنه في حدود المقبول والمعقول بمعنى أن الفتاة التي تغتصب إذا لم يحدث لها قلق حيال الزواج ربما لا تكون في وضع نفسي طبيعي، لذا أنت تمرين بتفاعل إنساني صحيح، وهذه نقطة هامة جدا لأن تفهم هذا الأمر سوف يساعدك على الإقدام على الزواج بعد أن تتفحصي وتعيدي تقيم ذاتك بصورة صحيحة وتقولين لنفسك لن أعيش تحت ظل القلق التوقعي فخوفي وقلقي من الزواج ناتج من تجاربي السابقة ولكني سوف أنجح في زواجي لأن مسيرتي الآن صحيحة وقد أدركت أن أخطاء الماضي لن تحدث مرة أخرى وما هي إلا تجارب يجب أن أستفيد منها لأعيش الحاضر بقوة والمستقبل بأمل. بالطبع لا يوجد زوج يمكن أن يقدم لك كل شيء، فالزواج مودة وسكينة ورحمة يشارك في بنائها الزوج والزوجة، إذن عليك أن تتذكري أن مساهمتك مطلوبة لإسعاد نفسك.
شعورك بالذنب هو أيضا تفاعل إنساني طبيعي وهذا يعالج بالاستغفار والإقلاع عن ممارسة العادة السرية، ووضع كوابح قوية أمام الجوانب الضعيفة في شخصيتك وأنت بالطبع أدرى بها من غيرك، والإنسان مسئول عن تغيير ذاته خاصة فيما يخص المسلك والسلوك، أنت أمامك فرصة عظيمة لتوبة حقيقية خاصة أنك تعيشين في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويمكنك تثبيت توبتك ودعمها باستشعار عظمة التوبة وعظمة المكان والزمان.
أنا متفائل جدا في هذا السياق لأني تلمست أن عوامل الخير فيك كثيرة ومتوفرة ،كما أن مهاراتك الحياتية والمعرفية صلبة وقوية. شعورك نحو أسرتك ومحاولتك المساعدة هو أمر عظيم، ولكن يجب أن لا تحسي بالتقصير ساهمي فقط بقدر ما تستطيعين فالإنسان لا يعطي ما لا يملك،كما أنه غير مطالب بأن يفرض قيمه على الآخرين.
يمكنك التخلص من الإحباط بإعادة تقييم ذاتك بصورة حقيقة دون تهويل أو تهوين ،انظري إلى ايجابياتك ومقدراتك وسوف تجدين أنها كثيرة وتذكري أن العهد الذي تكونين فيه ضحية للغدر والاستغلال من جانب الآخرين قد ولى، فأنت الآن قوية ومكتملة في عقلك وجسدك ووجدانك، ولذا يمكنك أن تدفعي كل شر عنك بكل سهولة.
أرجو أن تتذكري مواهبك العظيمة ومقدراتك المعرفية وما تحصلت عليه من مؤهل جامعي. عليك بإدارة وقتك بصورة صحيحة ومتوازنة وحاولي أن تحسني التواصل الاجتماعي ويمكنك أيضا أن تفجري طاقاتك من خلال الانضمام لأي عمل أو نشاط تطوعي ،فمثلك سوف يشعر بقيمة ذاته ونفعه للآخرين وهذا من أكبر المحفزات النفسية الذاتية.
تواصلك بالمدينة المنورة مع معالج نفسي أمر لا بأس به، وحقيقة لا نستطيع أن نرشح لك معالجا معينا فيمكنك السؤال عن نوع الخدمات النفسية المتوفرة هنالك، وذلك بالاتصال بمستشفى وزارة الصحة أو المستشفى الجامعي، ونحن نفضل دائما أن يختار الإنسان معالجه بنفسه لأن ذلك هو الأقوم من الناحية المهنية
مع خالص شكرنا وتقديرنا وتمنياتنا لك بالتوفيق.