السلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد؛
أعاني من مشكلة جسيمة تعوقني عن النجاح في حياتي الدينية والدنيوية ولكني أعرف جيداً سبب هذه المشكلة، ولكني لا أعرف كيف أتخلص منها وقد حاولت كثيراً جداً التخلص منها، وبعد المجاهدات وعند أول اختبار أو ثاني اختبار أقع في هذا الوحل مرة أخرى!.
ويتلخص سبب ما أنا فيه الآن أنني كنت قبل الزواج أتجرأ على إطلاق النظر إلى النساء وأمارس عادة في غاية الخطورة؛ حيث أنني لا أعرف أحداً غيري يفعلها، وهي أني عندما أذهب إلى عملي أو أي مكان في المواصلات العامة أحب الجلوس إلى جانب النساء والاقتراب التام منهن ولمس أقدامهن في الخفاء، وأجد نشوة عارمة في هذا حتى أصبحت داءً وعادة عندي. كنت أعتقد أن هذا سوف يزول تماماً عندما أتزوج وأعف نفسي، وفعلاً سعيت بكل الطرق وتضرّعت إلى الله لكي ييسر لي الزواج لأتخلص من هذا الكابوس المرعب الذي يراودني، لأنني عندما أفعل هذا الرجس أحس بالندم الشديد والألم الشديد لما أنا فيه، فضلاً عن الهزائم النفسية عند شعوري بضعفي.
أما هذا الذي أفعله وبعد فترة عندما تدعني نفسي لهذا مرة أخرى وأجاهد مرة أو مرتين أجد نفسي قد وقعت مرة أخرى في هذا الذنب العظيم. المهم أنني عندما تزوجت، وبعد أول أسبوع أو أسبوعين خرجت ورأيت الأماكن التي كنت أعتاد المعصية فيها والمواصلات التي كنت أفعل فيها هذا، أحسست بشهوة عارمة أفضل من شهوتي لزوجتي، وأحسست بخيبة أمل وعلمت أن هذا هو العقاب الذي عوقبت به بسبب تهاوني في النظر إلى النساء والتحرش بهن، وهذا العقاب الذي هو أسوأ عقاب يعاقب به الإنسان وهو مرض القلب.
هذه قصة مختصرة عن الذي حدث لي، علماً بأن حالي الآن أسوأ بكثير من الماضي حيث أنني الآن أصبحت أحصل على شهوتي الجنسية في المواصلات بمجرد اللمس لدقائق قليلة أو النظر لصور أقدام النساء على الانترنت، وازداد الأمر سوءاً أكثر عندما أتمتع أكثر بلمس امرأة منتقبة أو لا يظهر وجهها، علماً بأنني للأسف ملتحٍ وأحافظ على الصلوات، وأحياناً قيام الليل! ولكن عندما تعرض عليّ هذه الفتنة أؤجل الصلاة وأصبح إنساناً آخر، وعندما تقع أحس بالندم. برجاء مساعدتي وإعطائي جواباً كافياً شافياً.
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه،
وجزاكم الله خيراً.
02/10/2008
رد المستشار
الأخ الفاضل "محمد إبراهيم"، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛
نشكرك على تواصلك مع هـذا الموقع وثقتك فيما يقدمه. كما هو واضح من محتوى رسالتك فإننا نقول لك أنك تعاني من نوع معين من الاضطرابات الجنسية تتعلق بالمحفزات أو المثيرات الجنسية. ومثل هذا الشذوذ الجنسي ليس بالنادر، والذي تعاني منه هو مزيج مما يعرف بـ"التحكك" وهو الإثارة الجنسية عند ملامسة جزء معين من جسد المرأة، وبجانب ذلك يمكن أن نقول أن لديك جانب مما يمكن أن نسميه "التوثين" وهي مشتقه من الصنم أو الوثن وهو التعلق الجنسي بالمتعلقات النسوية، وفي حالتك هو جزء معين من جسد المرأة. لا أحد يستطيع أن يحدد بدقة سبب هذا الاضطراب وإن أرجعه بعضهم إلى التنشئة وخبرات الطفولة واليفاعة الجنسية غير السوية.
العلاج يتمثل في الآتي:
- الاستبصار الحقيقي بحجم مشكلتك دون نكران أو تبرير أو تسويف أو مخادعة للنفس.
- الجدية التامة والشعور بالمسؤولية الحقيقية نحو التغيير عملاً بالمبدأ أن لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.
- أنت رجل عندك الكثير من المحاسن والقيم، وعليه فأنت مطالب بأن تنمي قيمة العفاف والنقاء والشهامة بصورة أفضل، وسيكون المخرج الرئيسي مما أنت فيه هو أن تضخم وتجسد مفهوم الحلال والحرام لديك وألا يكون شعورك بالندم آنياً ووقتياً بل صلباً ومستمراً وتعيشه في أعماقك، وذلك عملاً بشروط التوبة الصادقة المعروفة.
- ممارسة بعض الحيل النفسية التي تؤدي إلى تعديل السلوك، ولكن يجب أن تكون هذه الممارسة باقتناع والتزام صادقين. من هذه الحيل الربط بين ما تحسه من إثارة جنسية حين ملامسة جزء من جسد المرأة وشعور آخر مخالف يكون مقززاً وملائماً نفسياً، كرر هذا التمرين عدة مرات. على سبيل المثال فكر في هذه الإثارة الجنسية وفي نفس الوقت فكر في حادث بشع وقع أمام ناظريك، ويمكنك أيضاً أن تربط بين تفضيلك الجنسي وإيقاع الألم على نفسك، بأن تقوم مثلاً بالضرب على يديك بقوة وشدة حتى تشعر بألم فظيع وتكون في نفس الوقت تفكر في المثير الجنسي. والفكرة هي أن الألم كشعور غير مرغوب فيه حين يتزاوج مع مصدر إثارتك الجنسية سيقلقل ويضعف هذه الإثارة، وهذا التمرين يتطلب أن يكرر عشر مرات متتالية بمعدل مرتين في اليوم.
هنالك دراسات تشير أن تناول بعض الأدوية المضادة للاندفاعات القهرية تساعد كثيراً في علاج حالتك، كعقار يعرف باسم "بروزاك" وجد أنه مفيد، وعليك أن تبدأ في تناوله بجرعة 20 ملجم يومياً (كبسولة واحدة)، ويفضل تناوله بعد الأكل، واستمر على هذه الجرعة ثم ارفعها إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة يومياً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم يمكنك بعد ذلك التوقف عن تناول الدواء.
أخي الكريم،
لا بد أن تكون لديك إرادة التغيير، والتغيير يأتي بالجدية واستشعار المسؤولية الكاملة حيال النفس. ربما يكون من المفيد لك أيضاً أن تتواصل مباشرة مع أخصائي نفسي لديه الخبرة والرغبة في علاج الشذوذات الجنسية.
وبالله التوفيق
اقرأ أيضاً:
أنا وأختي عندنا توثين الأقدام!
توثين أقدام وولع بالأطفال وأيضًا مازوخية
خلطة مازوخية وتوثين وتلصص.. إلخ