السلام عليكم
أولاً: عائلتي تتدخل بحياتي الشخصية أكثر مما يجب، يعتبرون أن أفكاري خاطئة.
أحياناً يعاملونني كأني طفلة، وأحياناً كثيرة يعاملونني كأني كبيرة ويحملونني مسؤولية أكبر من طاقتي.
إخوتي يعاملونني بقسوة، وكلما أخبر أمي لا تفعل شيئاً!.
ثانياً: الأساتذة بالمدرسة يضعون اختبارات صعبة ويهتمون فقط بالتلاميذ الذين يأخذون معهم دروس خصوصية، وأنا لا أعرف ماذا أفعل، أنا أرى نفسي متفوقة ولكن لا يظهر ذلك بنتيجة الامتحان، فأنا لا أعتمد على الغش.
ثالثاً: ليس لدي أصدقاء مطلقاً!.
فماذا أفعل
30/9/2008
رد المستشار
الابنة الفاضلة "سها" أرسلنا استشارتك إلى مستشارنا الجزائري د. بوفولة بوخميس وكان هذا رده:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
من قراءتنا لإشكالية "سها" نجد أنها تتمحور حول نقطتين أساسيتين ونقطتين ثانويتين، وهي كالتالي:
النقطتان الأساسيتان:
1- رغبة في تحقيق الذات مع عدم القدرة على ذلك.
2- انزعاج من ضعف أو صعوبة الاتصال والتواصل الأسري أو غير الأسري.
النقطتان الثانويتان:
3- انعدام الأصدقاء.
4- التبرير بالمستوى الاقتصادي المتوسط أو المتدني.
1- رغبة في تحقيق الذات مع عدم القدرة على ذلك:
يسعى الفرد إلى إشباع العديد من الحاجات، كالحاجة إلى الأكل والنوم والجنس (حاجات ماسلو)، وتعد حاجتي "الاعتراف" و"تحقيق الذات" أسمى ما يبتغيه الفرد، خاصة إذا كان في بداية سن البلوغ والمراهقة (كما هو حال "سها"). ويمكن ل"سها" أن تحقق ذاتها بفضل الجد والاجتهاد في الدراسة، وفيما بعد في العمل. حيث أن تحقيق الذات لا يتم دفعة واحدة بل يكون على مراحل، قد تمتد إلى سنوات. وبإمكان "سها" تحقيق ذاتها بالاتجاه إلى الميادين التي تملك فيها موهبة وإبداعية، ولا بأس أن تنمي هذه الموهبة بالاكتساب والتعلّم. لا بد أيضاً يا "سها" من وضع مخطط متوسط وطويل المدى لما ستقومين به، ومحاولة تنفيذ ذلك المخطط كله.
إن كثيراً من الصعوبات التي تعيشينها ناتجة عن عدم تنظيم انفعالاتك وأفكارك، ولو قمت بتنظيمها لسهل عليك الأمر كثيرا.
2- انزعاج من ضعف أو صعوبة الاتصال و التواصل الأسري أو غير الأسري:
يعطي ل"سها" وضعاً اتصالياً مألوفاً في الأسر العربية، وهو الوضع الخطي، حيث تأخذ "سها" دور "المستقبل" لرسائل الآخرين دون أن تفكّر في أن تأخذ أيضاً دور "المرسل"، لأن الاتصال الفعّال هو ذلك الذي يكون ثريا بالتبادلات بين ممثلي الاتصال، ولذلك عليها أن تحاول عرض آرائها وأحكامها بكل حرية مع أخذها بأساليب الإقناع والآداب الإسلامية للحوار. إن الناس يحكمون على الإنسان من أقواله وألفاظه، فكيف تريدين يا "سها" أن يعرفك ويحترمك إذا كنت لا تخبرينهم عن مكنوناتك ودواخلك؟.
لكي يقتنع بك الناس احرصي أن تكون أقوالك مهذبة وحججك مقنعة وتدخلاتك مفيدة وعباراتك ملائمة. الإنسان ليس مطالبا أن يتحدث في كل شيء لأن هناك أموراً تافهة لا تستحق الجدل فيها. حاولي يا"سها" التعريف بأفكارك واهتماماتك وآرائك لمحدثيك، واحترمي آراء وأفكار الآخرين وآرائهم في أفكارك، لأن سعة الصدر واتساع الأفق يساعدانك على التوافق مع ذاتك والآخرين.
3- انعدام الأصدقاء:
الصديق الجيد مهم جداً في تكوين الشخصية الاجتماعية للشخص، كل النظريات الاجتماعية تكاد تجمع على أهمية "جماعة الرفاق" في التنشئة الاجتماعية للفرد. كوني يا "سها" علاقات وثيقة مع صديقات متدينات ومتخلّقات، وإن أمكن يشاركنك هواياتك واهتماماتك. أنصحك ألا تفرطي يا "سها" وأنت ما زلت صغيرة في هذه الفرصة لتكوين صديقات جيدات يحرصن عليك كحرص الأخت أو أكثر إن "الصديق وقت الضيق"، والصديق من يرقّيك (يسمو بك ويضيف إليك) لا من يخذلك ويخونك.
4- التبرير بالمستوى الاقتصادي المتوسط أو المتدني:
حاولي يا "سها" أن تتفوقي رغم انعدام الإمكانات، لأن جلّ المتفوقين من أسر فقيرة أو متوسطة، ويكون أسلوبك في ذلك الاعتماد على مؤسسات الدولة التي توفر العلم ومستلزماته بالمجان (مكتبات عمومية، دور نشر شعبية، أسواق شعبية، معارض الكتب.....الخ).
وفي الختام، يمكن أن نلخّص استشارتنا بطلبنا من "سها" تقوية الأنا عندها.
وفي النهاية لا أجد زيادة على ما تفضل به المستشار إلا إحالتك إلى بعض الارتباطات المفيدة على الموقع:
فاقرئي أيضاً:
لكل مجتهدٍ نصيب مشاركة
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة ! مشاركة
أنا وعائلتي!!!عليك بنفسك أولاً
ملف الرشد المبكر
ملف تأكيد الذات