أنا ضعت!
أحب على النت: ممكن تخلونها سرية!؟ م
السلام عليكم،
أنا صاحبة المشكلة. كنت محرجة من أن أبعث أي شيء كتعليق على المشكلة مرة أخرى، لكني ضعت حقاً ولا أجد من يساعدني.
أنا في فترة صعبة جداً، أحس أني غريقة ولا أدري كيف السبيل للخروج مما أنا فيه. بعد أن بعثت الرسالة كلمني وقال أنه مظلوم وأن هذا الكلام ليس عنه، ضعفت ورجعت له، لا أدري كيف!، المهم عدنا نتكلم، وبعدها قال لي يجب أن نتكلم على الموبايل وإلا سأتركك، وفعلاً تركني مدة... شعرت برغبة في أن أكلمه، أنا أحبه، مرّ شهر انقطعت فيه اتصالاتنا مع بعضنا وبعدها كلمته على الموبايل، تكلمنا حوالي 3 شهور، من كلام عادي إلى مشاجرات لكن لم نتكلم في الحب، حتى لو قال شيئاً أنا لم أكن أرد أو أغلق الخط، بعدها طلب مني إخبار أهلي... كان الأمر مستحيلاً، لكنه أفضل وأريح لأني كنت أنهار.
قلت لهم أني أعرف أحدهم ولم أقل أني أحبه، قلت لهم فقط أني أعرف رقم موبايله وأننا نتكلم، صدموا، وماما أخذتها مستمسكاً عليّ. المهم، طلب مني أبي أن أتوقف عن محادثته مجدداً وغيرت رقم الموبايل، لكن بعدها كنت حين أجده على النت لا أتمالك نفسي فأكلمه. هو يقول أنه يتعب دوني، وأنا أظنه يكذب لأنه لا يعرف شكلي، لكن كنت أرجع ثانية. حتى وقت قريب اشترط علي أن يراني لأنه يريد أن يتقدم لبابا ولو لم أسنح بذلك فسيتركني، ومن مدة كلما أكلمه على النت يخيرني بين أن نتقابل أو يتركني ويقفل الخط في وجهي. أبي يرفض كل الموضوع تماماً، ولا أعرف ماذا أفعل!. أنا الآن منهارة تماماً وحده الله يدري بحالي، أبكي طيلة النهار والليل لأنه تركني، أشفق على نفسي جداً جداً.
ابتعدت عن الناس وانطويت، وكل الناس كرهوني، حتى أهلي، لم أعد قادرة على أن أحب أحداً. أمي تظل تقول أني سأنتهي عانساً، وتقول لأبي أني مجنونة وغير طبيعية، لم يعد عندي أصحاب، وابتعدت عن الله كثيراُ... أحس أني زيادة على الدنيا وليس فيّ أمل، أحس أني ضائعة، ستحتقرينني حضرتك بكل تأكيد، أنا فعلاً حقيرة، صرت لا شيء، وبت مصدر نكد لكل الناس، حتى الذي أحبه كان دائماً ما يقفل في وجهي الخط لأني أتشاجر معه طيلة الوقت. فيّ خطأ ما ولا أعلم ما هو تحديداً. أنا الآن بلا أصحاب ولا أحد أحبه أو يحبني، ولا أعرف ربنا ولا أي شيء مطلقاً، أنا أكره نفسي وخائفة جداً من الناس، لا أكلم أحداً وطوال اليوم وحدي. أنا متعبة جداً.
على فكرة، أنا اتكلمت مع دكتور نفسي بالصدفة وقلت له أني منطوية فأعطاني دواءً اسمه بوسبار اشترته لي أمي، أخذته أسبوعاً وبعدها بدأت تعيّرني بأني آخذ دواءً لمرض نفسي، وتصرخ في وجهي بصوت عالٍ جداً، وفضحتني فتركت الدواء عناداً.
آسفة على الإزعاج والإطالة.
24/7/2008
رد المستشار
حضرة الأخت "مايا" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
العقل هو المدير، ولا يكفي للإنسان أن تكون عنده كامل الأعضاء المذكرة أو المؤنثة كي يكون رجلاً أو امرأة؛ فالرجل بمواقفه والمرأة كذلك. يا أخت مايا لقد كبرتِ! وعلى ما يبدو أنك لمّا تصبحي امرأة بعد!!! نعم، ليست كل القرارات التي نتخذها في الحياة إيجابية وسعيدة، بل هنالك قرارات لا نحبها ولكنها تبقى في صالحنا وصالح المجتمع الذي نعيش فيه. لقد حذرك أهلك من المتابعة في تلك العلاقة، التي ترتسم فيها مئة علامة استفهام، ولكنك استمررتِ غير آبهة لا بغضب الأهل ولا بما ستصلين إليه من مساوئ.
إننا ننصحكِ أن تخرجي إلى المجتمع، وألا تغلقي حولك خيوط الحرير فتموتي كدودة القز، مدفونة في غرفتك الصغيرة، وتمرين بالحياة إلى مصير لاهب وحياة مشتعلة. ما أخلصك!، إنك لم ترينه بعد، وتتمتعين بهذا الوفاء والعناد بالتمسك به، كم نتمنى أن تبقي على هذه الخصائص مع زوجك المستقبلي! لقد شدّكِ الشيطان بحبل الحب إلى ما هو مغضبة لله، وللوالدين، وترككِ فريسة الأفكار الملتهبة، والحب الضائع. عودي إلى رشدكِ يا مايا واتركي وسواس الحب، لا تردي عليه بعد اليوم، ولا تفتحي له باباً إلا باب الدار إذا ما قرعه، وليفتحه والدك بيده، أما أنتِ فهنالك الكثيرات من صديقاتك ينتظرنك ليخبرنك عن مشاكلهن، وأنتِ تنصحينهن من تجربتك الشخصية.
عودي إلى ربك واستغفريه، ولا تتركي الصلاة مرة في حياتك، لأنك بذلك تسجلي اسما لكِ في صرح جهنم. (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)(المدّثر43،42)، (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)(الماعون 4،5)، استغفري الله وعودي إليه وللمجتمع، واتركي الشيطان وأدواته.
كلنا بانتظارك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته