الصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد؛
أود إلقاء التحية للمؤسسين والإداريين لهذا الموقع الهادف والجميل الذي يحيط بكل شيء رائع.
موقع مجانين هو الموقع اليومي بالنسبة لي، فأنا من الأشخاص الذين يتمتعون بقراءة المواد التي يكتبها من أناس مختصون ومؤهلون.
لم يسبق لي أن كتبت مشكلة في موقع مجانين. كوم، ولكن كنت أتابع المشاكل الأسبوعية باستمرار، وكنت أيضا أحللها لمفهومي الشخصي لكي أتجنب كل إعاقة فكرية، ولكن الحمد لله الذي هداني بكتابة أول مشكلة قصيرة في موقع مجانين وأعتقد بأن هذه المشكلة ستكون مفهومة للجميع بإذن الله.
مشكلة الوساوس والأفكار الوهمية تأتي لكل فرد ومع ذلك فإنها لا تعرف الصغير والكبير والمجنون والعاقل هذه الأوهام تعيق النشاطات والتفكير وأيضا اتخاذ القرارات. كوني إنساناً مصاباً بهذا المرض المزمن سوف أقوم بسرد قصتي لكل مختص، لعل وعسى أن أجد الرد الذي يقلل من تفكيري السلبي.
مشكلتي أني مصاب بمرض"توهم المرض"؛ أنا أعاني من التفكير المزمن في صحتي وحياتي، فإذا أصابني صداع قلت لنفسي "إنني مصاب بمرض خطير ولا يمكن علاجه، ولا يمكن أن أذهب للدكتور للفحص لكي لا أسمع خبراً يزعجني". تستمر حالتي في طقوس مختلفة في الأيام أو الأسابيع أو أيضا السنوات.
حالتي بدأت بسن مبكر جداً، حيث كانت أول حالة لدي هي وسواس الكفر؛ نوع هذه الحالة كانت تستهلك من نشاطي اليومي الذي كنت فيه أعتزل الآخرين والابتعاد عن الكتب الدينية تخوفا من الشيطان الذي كان يرسخ فكري بالكفر والذنب.
ولكن مع مرور الوقت وصلت إلى حالة جديدة ألا وهي "توهم المرض"؛ هذه حالة غنية عن التعريف ولكن لا يمكن أن تفسر من قبل أشخاص غير مختصين أو مؤهلين، لذلك قررت أن أضع مشكلتي في هذا الموقع لكي أجد حلاً لمشكلتي.
في النهاية أشكركم جميعا على وقتكم الثمين الذي أثمر لجميع الأخوة بالاستقرار والعافية.
أخوكم /عبد الله
12/10/2008
رد المستشار
الابن العزيز أو الأخ الأصغر "عبد الله"،
أهلاً وسهلاً بك صاحب بيتٍ في مجانين تتابع المشاكل الأسبوعية، وهي المشاكل التي لم أستطع وأنا مؤسس وراعٍ لهذا الموقع أن أتعرف عليها! عندي المشاكل اليومية التي أعرفها ونضع منها ثلاثاً كل يوم، وأما تسمية المشاكل الأسبوعية فأتمنى أن تعرفني على أي نوعٍ من المشكلات أطلقتها فلعلك تكون لاحظت ظهور نوعية ما من المشكلات بمعدل مرة في الأسبوع، وكثيراً ما ينتبه الموسوسون لأشياء لا ينتبه لها الآخرون فعَرِّفْنا وفاجِئْنا يا عبد الله.
تقول في استشارتك (مشكلة الوساوس والأفكار الوهمية تأتي لكل فرد، ومع ذلك فإنها لا تعرف الصغير والكبير والمجنون والعاقل) هذا صحيح، ثم تكمل (هذه الأوهام تعيق النشاطات والتفكير وأيضاً اتخاذ القرارات) هذا صحيح فقط في نسبة 3% من الناس على الأكثر فهؤلاء هم مرضى الوسواس.
عليك أن تقرأ أولاً الرابطين التاليين:
وسواس المرض: الاضطراب المراقي
وسواس المرض: أشكال وأصناف.
وسواس المرض يا ولدي أو المُراق أو توهم المرض كما تسميه أو قلق الصحة المفرط كما يسميه بعضهم هو عرض في حالتك غالباً من بين أعراض الوسواس القهري الذي قلت لنا أنه مرضك المزمن (ولم تشر إلى أي محاولات علاج).... ولا ندري هل لخوفك من الخبر المزعج عند الطبيب دور في إحجامك عن العلاج النفسي؟. إلا أنك أيضاً لم تذكر نوع الطقوس فيما وصفته بقولك (تستمر حالتي في طقوس مختلفة في الأيام أو الأسابيع أو أيضاً السنوات) وهو ما يجعلنا نتحيّر في تخمين الطقوس ما هي؟
لعلك قرأت في الإحالات السابقة كيف أننا مَيَّزنا بين ثلاثة أنواع من وسواس المرض أو الاضطراب المراقي Hypochondraiasis هي الوسواسي والاكتئابي والرهابي، ولا ندري هل نستطيع تخيل مريض المراق الوسواسي وهو يخاف الذهاب إلى الأطباء وهو فعله القهري المفضل والأكثر طمأنة له؟ أنت تبقى دون فحص طبي حسب كلامك فهل تتصرف كما يتصرف مريض المراق الرهابي الذي يخاف زيارة الأطباء ويبقى خائفاً مكتئباً لسنوات؟ أنت لم تشر لذلك وإنما أشرت إلى "طقوس مختلفة" وتركت لنا أن نخمن!
من الأفضل يا "عبد الله" أن تذكر لنا التفاصيل المهمة عن مشكلاتك الحالية على الأقل لكي نتمكن من مساعدتك وتشجيعك على طلب العلاج وهذا هو الدور الذي إن شاء الله تحسنه مجانين... ونبقى في انتظار التفاصيل.