السلام عليكم ورحمة الله
أنا أعاني من العادة السرية منذ 12 سنة ولم أذهب إلى أي طبيب.
الآن أعاني من طنين في رأسي منذ سنين وأصبحت نحيفاً بشكل كبير، وأعاني من ضعف في الذاكرة
وأصبحت "مسخوطاً" بشكل كبير حتى لا أخالط أهلي بعد أن كنت أنشط واحد في الحي،
وقد تركتها بشكل نهائي.
12/10/2008
رد المستشار
الابن العزيز "عبد القادر"، أهلاً وسهلاً بك؛
أعانك الله على الغربة وعلى الدراسة وحفظك من كل سوء. تظهر بياناتك أنك طالبٌ ليبيّ في أمريكا، وندعو الله أن تبقى صديقاً لنا هناك مدة البعثة ثم تخلف لنا أخاً لك، وتعود لوطنك وقد حصّلت العلم وحفظت الخلق، آمين يا رب.
غريب جداً أن تقول أعاني من العادة السرية منذ 12 سنة وكأنها مرض، أنت لست مسؤولاً عنه! كيف ذلك يا "عبد القادر"؟ يمكن أن يقول أحدهم أنه يعاني من الاحتلام (أي نزول المني أثناء النوم مع حلم جنسي سواء تذكره الشخص أو لا)، ولكن لا تقال أعاني من العادة السرية إلا من عازم ومحاولٍ أن يقلع عنها فيصف لنا معاناته، ولا أدري لعلك تقصد ذلك، وإن كنت تؤكد الصبغة المرضية بعد ذلك بقولك لم أذهب لأي طبيب، فهل تقصد أنه كان سيعالجك من العادة السرية؟.
العادة السرية يا ولدي ليست مرضاً وإنما هي سلوك يأتيه صاحبه الواعي المسؤول منفرداً غالباً، ويختاره (بغض النظر عن كيفية المعرفة به وأسلوب ممارسته) ليفرغ شهوته الجنسية أو حاجته الجنسية غير الملباة سواء شمل ذلك السلوك حركة بدنية واعية ما- غالباً لإثارة الأعضاء الجنسية مباشرة- أو مجرد إغراق في التخيلات وصولاً إلى الشعور بالقذف أو ذروة اللذة أياً كانت، إذن ليس الأمر مجرد ملامسة أو مداعبة الأعضاء الجنسية أو الإغراق في التخيل الجنسي (وهي الطريقة الأكثر شيوعاً في البنات)، وإنما الاندماج في ذلك وصولا ًإلى رعشة الإرجاز أو الشبق. وهي فقهياً –ولست فقيهاً أفتي- وإنما أضع رأيي المبني على بعض العلم بسلوك درسته وأدرسه وبدين مارسته وأمارسه، هي فقهياً لا توجب الغسل إلا إذا حدث الشعور بالإنزال أو الإرجاز، ويكتفى فيما دون ذلك بالوضوء والله أعلم.
يعني باختصار وبعيداً عن معمعة الحرام والحلال وما تكفيك فيه مراجعة مشكلات على مجانين مثل:
الاستمناء، شماعة الجهل التي ذابت
الاستمناء حكاية بلا نهاية: برنامج علاجي
معضلة: زملة الاستمناء الليلي
الاستمناء والاحتلام والوسوسة
الاستمناء القهري: العادةُ المُسْتَـنْزِفًةُ
وكما ترى يا "عبد القادر"، العادة السرية ليست مرضاً وإنما هي لحظة يستجيب فيها الإنسان لدافعه الجنسي دون شريك طبيعي في عملية جنسية طبيعية، وغالباً على انفراد ليحفز جسده بعقله جنسياً بتواصل ودوام وصولاً إلى الإرجاز، وهو في ذلك مسؤول عمّا يفعل وعليه أن يعرف الأحكام الفقهية المتعلقة بما يفعل، لكنه ليس مريضاً يرفع عنه الحرج.
لم يثبت عند أهل الطب المعاصرين يا عبد القادر أن العادة السرية تؤدي إلى الأمراض يعني قولك: (أعاني من طنين في رأسي منذ سنين وأصبحت نحيفاً بشكل كبير، وأعاني من ضعف في الذاكرة، وأصبحت "مسخوطاً" بشكل كبير حتى لا أخالط أهلي)، ليس هذا من نتائج ممارسة العادة السرية مثلما تعتقد.
ولما كنا لا نعرف معدل ممارستك للعادة (وهل هي واصلة حد إدمانها أو لا) لا نعرف هل تمارسها أسبوعياً أو يومياَ أو ماذا؟، فإننا لا نعرف كثيراً عن معنى تواكب مشكلتك -أي الاكتئاب- مع ممارسة العادة السرية؟ ونحن بالمناسبة لا نعرف بالتأكيد معنى مسخوط (في لهجتك الليبية المغاربية التي كتبت بها) وإن فهمنا بأنها تعني الانعزال نسأل الله أن نكون أصبنا.
تقول أنك أصبحت منعزلاً حتى عن أهلك ولا ندري هل هذا كان تاريخياً أي قبل سفرك للدراسة بالخارج أم أنه الآن يعيقك عن التواصل وأنت في الغربة؟ في هذه الحالة يكون لديك اكتئاب أو قلق واكتئاب شديد يا ولدي وهذه حالة نفسية تستدعي العلاج.
ولا نستطيع أن نثبت دوراً للعادة السرية في حالتك هذه مثلما لا نستطيع نفيه فليست لدينا دراسات تبين علاقة سببية من العادة السرية إلى الاكتئاب... إلا من خلال إدمان الاستمناء أو السقوط في فخ الاستمناء القهري، بل إن بعض الكتابات في علم نفس المراهقة وعلم نفس الجنس تنصح بها لمعالجة مشاعر أوقات الاكتئاب، وهذه بالطبع مسألة لا تجوز للمسلم.
وأحياناً يا ولدي يؤدي الاكتئاب إلى الانغماس في ممارسة العادة السرية ونحن نرى اكتئابك الآن أولى بالعلاج، وبعد ذلك فقط يمكنك أن تعالج نفسك من معاناتك مع العادة السرية.
ويتبع>>>>>> : هل العادة السرية مرض مشاركة