بداية اسمحوا لي أن أحني هامتي وأنزع قبعتي احتراماً وتقديراً لموقعكم الأكثر من رائع، وبارك الله في كل شخص قائم على موقعكم،
الذي هو بحق من أساسيات حياتي إذ أنني أتصفحه يومياً تقريباً، وها هي مشكلتي بين أيديكم وكلي أمل بالإجابة الحسنة.. إذا أمكن أتمنى أن يرد عليّ الدكتور محمد المهدي أو الدكتور وائل أبو هندي مع احترامي للجميع، طبعاً إن أمكن.
سيدي أنا فتاة ملتزمة وجميلة وهادئة أعيش في جو أسري رائع والحمد لله، لنا نحن البنات فيه مطلق الحرية في اختيار أي شيء وبالأخص الزواج الذي هو مشكلتي. فأنا في سن مناسب تماماً للزواج، إذ أنني أنهيت دراستي الجامعية ولم أجد العمل المناسب، فأقضي وقتي بالقراءة والنت والطبخ وسعيدة جداً، إلا أن موضوع الزواج يؤرق مضجعي، حيث أنني لا أستغرب إذا قلت لي أن معي فوبيا الزواج!.
سيدي العزيز،
أنا فتاة نصفي واقعي والنصف الآخر رومانسي حالم، لذلك أعيش ممزقة بين النصفين إلى أن يتغلب أحدهما على الآخر. سيدي، أنا فتاة تنظر للزواج على أنه الحب بعينه، فطول حياتي لم أحب وذلك من منطلق الدين والأخلاق و (إيمانا) مني أن الحب الحقيقي يجب أن يكون تحت ظلال الشرع أي بالزواج، وهنا بدأت خيوط المشكلة.. فأنا وذلك خارج عن يدي أهتم بشكل الخاطب جداً، ولا أقصد أنني أريده فاتناً كنجوم السينما، ولا تظن أنني مهوسة بالنجم التركي "مهند"! أبداً أبداً، فقط يهمني أن أتقبل شكله ولا أنفر منه.
سيدي، اعذرني لجرأتي إن قلت أنني أهتم لنقطة وهي أني أسأل نفسي هل أستطيع تقبل الخاطب في علاقة حميمية؟ فإن كان الجواب نعم أمضي بالموضوع، وإن كان لا، فلا توجد قوة بالدنيا تقنعني بالخاطب، هل رأيت مثل هذه المشكلة؟؟
سيدي عندما أرى فتاة متزوجة من رجل قبيح أقول يا إلهي كيف تتقبله بعلاقة خاصة؟؟. سيدي أرجوك لا تظن أنني فتاة عقيمة التفكير، أو أنني لا أفكر أبعد من أنفي، بالعكس أنا أنظر للزواج من منطلق عقلاني كبير وعاطفي أقل وأؤمن أن الزواج يحتاج لتفكير محايد، ولكن والله هذه المشكلة خارجة عن يدي.. سيدي الزواج ليس بالنسبة لي بيت وفستان وفرح، والله إن الزواج عندي يذهب أبعد من ذلك فهو حياة من نوع آخر، وهذا أيضاً يسبب لي القلق إذ أن الزواج طريق طالما دخلته الفتاة فلا رجعة فيه.
نسيت أن أخبرك أمراً، قبل عام تقدم لي خاطب مثالي في كل شيء ما عدا شكله فقد كان (أستغفر الله) دميماً بشكل لا يطاق وهذه مشكلته الوحيدة، طبعاً عشت صراعاً بين عقلي وعاطفتي وقد انخفض وزني بشكل ملحوظ خلال أسبوع وطبعاً عاطفتي هي من غلبت بالنهاية، قد تسأل أين أهلي من ذلك أقول أنهم لا يتدخلون في قرارنا إلا بالنصيحة فقط، وأحترم فيهم هذا.
سيدي، أخشى أن يفوتني القطار كما يقال من جراء أفكاري، تخيّل مثلاً أنا طولي 170 فإن كان الخاطب يقل عن طولي فلا يعجبني ذلك، وأدعو الله مراراً ألا يعود، طبعاً أضحي بكل الميزات الأخرى. أتعرض للانتقاد من قبل بعض الأقارب والمعارف ممن جربوا الزواج ويتهمونني بقصور التفكير بل والدلال والدلع غير اللازم، فقل لي بربك ماذا أفعل وكيف أغيّر من طريقة تفكيري، هل تعتبر أن تفكيري خاطئ أم أنه شيء طبيعي؟
أرجو الرد
وآسفة للإطالة.
12/10/2008
وتحت عنوان "عتاب" أرسلت بعد عدة أسابيع تقول:
السلام عليكم، أعتذر جدا جدا جدا؛
أعلم أن المكان غير مخصص بإرسال المشاكل ولكنني تعبت من الانتظار، لقد بعث إليكم مشكلة قبل شهرين ولم يتم الرد بعنوان: فوبيا الزواج... يعني أعنس؟
والموضوع بصراحة يتعلق بالزواج الذي قد يحدث في أي لحظة، ثم أنا أرى هناك نخبة من المستشارين فلماذا يعرض 3 استشارات يوميا فقط؟؟
أرجوكم إن تأخر الرد فسيفوت الأوان ولن أستفيد من الرد شيئا
اقبلوا فائق الاحترام والاعتذار
25/11/2008
رد المستشار
الأخت العزيزة "دايان"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا ينكر عليك أحد رغبتك في أن يكون شكل شريك حياتك مقبول، والقبول هذا أمر نسبي وشديد الخصوصية، فقد تزهدين أنت في خاطب تتمناه فتاة أخرى والعكس، ولكن هذا القبول وذاك الارتياح الشخصي أمر بالغ الأهمية وهو الحد الأدنى الذي يجب توافره قبل الكلام في أي شيء آخر. وأنت لك مقياس لهذا القبول والارتياح أحسبه مقياسا دقيقا ومهما وأشكرك على صراحتك في الحديث عنه، وهو أنك تسألين نفسك هل أستطيع أن أكون في علاقة حميمة مع هذا الشخص الذي يتقدم لي؟.. فالعلاقة الزوجية هي أكثر العلاقات قربا وخصوصية، حيث يقترب الزوجان إلى أقصى درجات الاقتراب، ويبلغ ذلك الاقتراب ذروته في العلاقة الخاصة حيث يتوحدان إلى درجة الذوبان العاطفي والجسدي والروحي، ولذلك إذا وجد ما ينفر في شريك الحياة فإن هذه الحالة من التوحد والذوبان قد لا تحدث، وهذا يؤثر كثيرا على حالة الانسجام والتوافق والتناغم بين الزوجين.
وبعض الناس يحاولون أن يقللوا من هذه العوامل الجسدية والنفسية في أمر الزواج وحجتهم في ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، وقال أيضا : "تنكح المرأة لأربع: لماله، ولحسبه، ولجماله، ولدينه، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، فهذان الحديثان يعطيان أهمية كبرى للدين والخلق، وهذا صحيح، فصاحب الدين وصاحب الخلق "إن أحب زوجته أكرمه، وإن كرهها لم يهنها" (كما قال الحسن رضي الله عنه)، وصاحب الدين يعرف كرامة الإنسان ويعرف قيمة النفس البشرية، ويعرف حقوق الزوجة التي أوجبها الشرع الذي يقف عند حدوده، وصاحب الخلق يأنف من الظلم، وتدعوه أخلاقه إلى كل ما هو حق وخير وعدل وجمال.
ومع كل هذا التركيز والتأكيد على الخلق والدين في الرجل والمرأة إلا أننا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يهمل العوامل الحسية والعوامل النفسية بين الجنسين حين يفكران في الزواج، فقال صلى الله عليه وسلم: "خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا أقسمت عليها أبرتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك" (رواه النسائي بسند صحيح)، ونلحظ أن هذا الحديث بدأ بالمنظر السار للمرأة (وقياسا عليه الرجل أيضا)، ثم أكمل بقية الصفات السلوكية والخلقية. وقد خطب المغيرة بن شعبة امرأة، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"، ولا يخفى أن النظر هنا يختص بالناحية الجمالية، وناحية القبول والارتياح الشخصي، والتآلف الروحي (وهو أمر مطلوب للرجل والمرأة على السواء ولو كان مطلوبا للرجل فقط دون المرأة لسمح للرجل بأن يرى المرأة هو فقط دون أن تراه). وقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم أم سليم إلى امرأة فقال: "انظري إلى عرقوبه، وشمي معاطفها"، وفي رواية "شمي عوارضها" (رواه أحمد والحاكم والطبراني)، فإلى هذا الحد نجد الاهتمام بالصفات الجسدية بعد الاطمئنان إلى الجوانب الدينية. ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بزواج جابر بن عبد الله من امرأة ثيب، قال له: "هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك". إذن فمن هذه الأحاديث مجتمعة نفهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جعل عامل الدين والأخلاق عاملا مهما جدا ومؤثرا في قواعد الاختيار، ومع ذلك لم يسقط العوامل الأخرى التي يقوم عليها الزواج بما في ذلك العوامل الجسدية، ليس في الشكل فقط ولكن حتى في الرائحة.
نعود إليك مرة أخرى فنحترم رغبتك في أن يكون من يتقدم إليك حسن الشكل بالدرجة التي تشعرين معها بإمكان الاقتراب حتى الذوبان في العلاقة الخاصة، خاصة وأن تلك الرغبة –كما رأينا – لا تتعارض مع صحيح الدين أو صحيح العلوم النفسية، ولكن من المهم أيضا أن لا تنظري لمن يتقدم لخطبتك بشكل تجزيئي، فترين شكله منفصلا عن دينه أو خلقه، أو أسرة منشأه، بل الإنسان يرى ككل متكامل، فنحن حين نحب نتوجه بذلك الحب إلى إنسان بجملته وليس إلى مجموعة صفات، مع اعتبار أنه لا يوجد إنسان في الوجود يخلو من العيوب أو بعض عوامل النقص، فإذا كنا ننظر نظرة تجزيئية، فإن الصفات المعيبة أو الناقصة تبدو مزعجة لنا فلا نستطيع قبول هذا الشخص على الرغم من مميزاته، أما إذا نظرنا إليه بشكل كليّ فإن تلك العيوب والنقائص تكاد تذوب في خضم الحسنات والمزاي، وهنا يمكن أن يحدث القبول. ومشكلة النظرة التفصيلية والتجزيئية تكون عند بعض الشخصيات الوسواسية، فهذه الشخصيات تميل إلى رؤية التفاصيل الدقيقة وتعطي لكل تفصيلة أهمية كبرى، بل وترى العيوب بشكل متضخم، وهذا يجعل القبول لأي شيء لدى هذه الشخصيات أمرا صعبا.
ثم نأتي إلى مسألة الاحتياج، وهي أيضا تؤثر في مدى استعدادنا للقبول بالشخص الآخر، فكلما كانت احتياجاتنا الجسدية والعاطفية عالية، كلما كنا أقرب للقبول حتى في وجود بعض العيوب (التي لا يخلو منها أحد كما ذكرنا)، والمثال الأقرب لهذا هو أننا عندما نكون جوعى نتقبل أي طعام، حتى إذا شبعنا بدأنا ندقق في كل ما يقدم لنا لكي نرفضه، فالحرمان والاحتياج عاملان مهمان يجعلانا أقرب للقبول والرضى، أما الشبع أو قلة الاحتياج فيجعلنا شديدي التدقيق في كل ما يعرض لنا. وربما يكون ما تعيشينه من حياة أسرية مستقرة وهانئة داخلا في هذه المسألة، فالنفس البشرية بطبيعتها تخشى التحول من وضع مستقر إلى وضع مجهول، خاصة مع ضعف الشبكة الاجتماعية في الوقت الحالي والخوف من أن يكون شريك الحياة المحتمل ليس على المستوى المطلوب مع صعوبة معرفة كل التفاصيل عنه.
يضاف إلى ذلك عامل مهم وهو أن شعورك بذاتك إيجابيا ومرتفع، فأنت تدركين -كما ذكرت– أنك فتاة جميلة وهادئة وملتزمة، ومن أسرة طيبة ومستقرة، ولا تعانين تعسفا أو قهرا من الوالدين، وهذا يجعل سقف طموحاتك في شريك الحياة عالي، فترغبين أن يكون رفيع المستوى شكلا وموضوع، وعلى الرغم من أنك نفيت انبهارك بنجوم السينما والتليفزيون، إلا أن وجود هؤلاء النجوم بشكل مكثف وملح قد أدى إلى رفع المعايير الشكلية لدى الفتيات والشبان على وجه السواء، فالمقارنة تحدث بدون وعي منا وتجعلنا نقرر أن هذا مقبول وهذا غير مقبول، خاصة إذا كنت تقضين وقتا طويلا أمام التليفزيون ويتشكل جزء من وعيك طبقا للمعايير التليفزيونية، وهي معايير مصنوعة وبراقة وبعيدة عن واقع الحياة اليومية.
أما النقطة الأخيرة والتي تحتاج لوعي منك بها فهي ما ذكرته، من وجود فوبيا الزواج، فقد تكون ثمة مخاوف حقيقية من الزواج عموما وقد تكون تلك المخاوف واعية أو غير واعية، وقد ترتبط بالخوف من المجهول أو الخوف من العلاقة الخاصة، أو ترتبط بالخوف من المسئوليات بعد الزواج أو من ترك الوالدين أو البيئة التي عشنا فيها وتعودنا عليها. وهذه المخاوف قد تكون رابضة بداخلنا وتجعلنا نضع عراقيل في الاختيار دون أن ندري، فنرى في كل شخص عيوب ومشكلات حتى يستمر الأمر على ما هو عليه. وهنا يجدر القول بأن الزواج على الرغم من مسئولياته، وأنه خطوة تحدث تغييرا هائلا في حياتنا إلا أنه عتبة مهمة علينا أن نتخطاها بشجاعة حتى نكمل مسيرة نمونا الإنساني، وأن المسؤوليات والمتغيرات التي تحدث بعد الزواج هي في صالح ذلك النمو، وأن مخاوفنا في الاختيار يبددها ما نقوم به من تقصي عن الشريك المحتمل قدر إمكاننا ثم استلهام التوفيق من الله فيما ليس لنا به إحاطة أو قدرة، والزواج رغم كل مشاكله إلا أنه أفضل بكثير من الوحدة والعنوسة.
والزواج بالنسبة للفتى والفتاة ليس أمرا يأتي عفويا وإنما يحتاج لسعي في الحياة وحضور وتألق في المجتمع، وهذا السعي وذاك الحضور بالذات بالنسبة للفتاة كثيرا ما يقربها من النموذج الذي تتمناه في الرجل، أما من تجلس في داخل حجرتها تشاهد التليفزيون وتنتظر أي عابر سبيل يطرق بابها فقد لا تجد بغيته، وتضطر في النهاية لأن ترضى بأحسن المتقدمين حتى ولو كان دون تطلعاته، فاخرجي من الآن إلى العمل الخيري أو العمل الاجتماعي أو العمل المهني أو لطلب العلم، ولتكن لك حركة هادفة وواعية ومستمرة في مجتمعك، ولتكوني حاضرة ومتألقة في وقار واحتشام وعفة جسد وطهارة روح، حينئذ تتسع فرص الرزق، ومنها الرزق بشريك الحياة، وهذا هو سعي الفتاة في أمر الزواج، فهي لا تعرض نفسه، وإنما تسعى سعيا مشروعا كما سعت الفتاة في قصة موسى عليه السلام، إذ لو لم تخرج في خدمة أهلها ومجتمعها لما لقيها موسى عند الماء ولما كانت زوجة لنبي، ولما ذكرت في القرآن إلى يوم القيامة، أو كما سعت السيدة خديجة في تجارتها فتعرفت على التاجر الصادق الأمين محمد، وحركت الأمور بشكل لائق ومحترم ليصبح لها زوجا وأي زوج.
ولا تنسي الدعاء بما تتمنينه، وكوني واثقة، أن سعيك ودعاءك لن يذهبا سدى، وأن الله لن يضيع عفتك وصفائك ونقائك كفتاة ملتزمة، وسيرزقك بمن يستحق كل هذه الصفات النادرة في هذه الأيام (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
* ويضيف د.وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك أعتذر لتأخرنا في الرد عليك وليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك إلا أن أقول لك تفكيرك ليس خاطئا تماما في توجهه نحو تخير الأجمل في العين ولكن المهم هو إلى أين يأخذك ذلك؟ وإلى أي حد تعتبرين القبول الشكلي شرطا لا تفريط فيه؟ وإلى أي حدٍّ أنت مستعدة للتنازل عن ميزاتٍ وشيم أخرى نادرا ما تتكرر لأن صاحبها لا يمتلك شروط القبول الشكلي؟؟ يعني يجب أن تكون هناك كوابح لما نتطلع إليه في شريك الحياة خاصة عندما يتعلق بالمقاييس الشكلية التي غالبا ما تتغير بعد الزواج!
ربما تكون تلك المتزوجة من رجل قبيح واحدة من أسعد النساء حظا في علاقتها الحميمة مع زوجها! من يدري العلاقة الحميمة تُحسُّ أكثر مما ترى يا ابنتي أي أن كل واحد يحس بشريكه أكثر مما يراه... وهناك نعمة أنعم الله بها على البشر وهي القدرة على التعود والتوافق...
مفهوم الحب في رأيي لديك فيه مشكلة وهي أنني أحسبك تخلطين الحب بالزواج والمسألة ليست كذلك فلكل منطق مختلف ولا يشترط أن نحب قبل أن نتزوج ولا حتى بعد أن نتزوج –نحن طبعا نحب قبل وبعد- ولكن الزواج حقوق وواجبات متبادلة واشتباك مع حياة واقعية جدا يكاد لا يكون فيها للرومانسية مكان ففرقي من فضلك بين الحب والزواج ولا تربطي بينهما فقد يكون الزواج علاجا للمتحابين من حيث أنه يطفأ اللوعة والشوق.... وقد يكون الحب إذا استمر عاملا مساعدا لإنجاح الزواج لكنه لا يضمن نجاحه!
تذكري يا ابنتي أن المقاييس الشكلية أقل أهمية في الرجل من أشياء كثيرة... وتذكري أن انتظار أو اشتراط الرومانسية بعد الزواج ليس من الحكمة ولا من الواقعية في شيء... ولا تسرفي في تخيل الحياة "من النوع الآخر" بعد الزواج فالحقيقة أنها ستكون حياة كحياة المتزوجين الذين ستعيشين بينهم... وأختم بحديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم" أخرجه مسلم في صحيحه.