أختي شديدة الانزعاج: زهرة اللوتس والثناقطبي
السلام عليكم، شكراً على سعة صدركم لنا وسماع مشاكلنا. مشكلتي هي مشكلة أختي التي تبلغ من العمر 24 عاماً. المشكلة بدأت عندما كانت في السنة الرابعة بكلية الحقوق -الكلية التي تكرهها أختي-، فقد رسبت في مادتين في الكلية ورافضة حتى الآن أن تذاكر وتأخذ الليسانس، وعندما نحاول معها لكي تذاكر تقول: ليس عندي مقدرة على المذاكرة -أنا تعبة- ثم بدأت الحالة تزداد سوءاً، فقد رفضت الخروج من المنزل وبعدها صارت تتصرف بصورة غريبة... بحثت عن رقم هاتف زميلها أيام الجامعة في موقع 140 أون لاين، هو أساساً لا يعرف عنها غير أنها زميلته، فجأة كلمته في التليفون وكانت كأنها "رمت نفسها عليه" لدرجة أن أخواته كن يشتمنها بأفظع الشتائم ومع ذلك كانت تتكلم معه!. كانت تضرب معه مواعيداً وتذهب تنتظره ولم يكن يأتي أصلاً -من رحمة ربنا بها-.
أحياناً كنت أسمعها تكلمه بالتليفون كلاماً جنسياً حقيراً، ومرات كنت أرد عليه في التليفون وأشتمه، لكن يبدو أنه كان كأختي مجنون فلم يكن يهمه وفيتصل بها -ربما أعجبه موضوع الكلام في التليفون هذا-، وكانت أختي الكبيرة ترد أحياناً عليه وتشتمه -والدي متوفى، وكل ما تفعله أمي أن تقول ربنا يهدي-. بعدها لم تعد تكلمه ابداً، وتركت كل صديقاتها، ولم تعد تخرج من البيت، وحلقت شعرها تماماً بالمقص وكلما يطول سنتيمتر تقوم بقصه بالمقص، وتنام من الساعة الخامسة فجراً حتى المغرب، وتسهر أمام الكمبيوتر لغاية الفجر وهكذا... ثم لاحقاً خطبت أختي الكبيرة، لأجد أختي غريبة الأطوار تبكي وتتشاجر معها وتتهمها بالغدر لأنها ستتزوج وتتركنا، وشتمت خطيب أختي- في الحقيقة عقد قرانهما، وأختي منقبة وخطيبها ملتحٍ-؛
في مرة كان يصلي بأختي العشاء جماعة فقالت له اخرج من البيت يا حمار- فغضب ولكن بعدها سامح ولم يترك أختي الكبيرة. وفي مرة خرجنا كلنا وسبناها لوحدها في الشقة ولما عدنا وجدنا بنت الجيران تقول أن أختنا قالت لهم أن أخيها مات -وهو طبعاً لم يمت- فكسفتنا أمام الناس واعتذرنا لهم، ووجدناهم يضحكون عليها. وكانت قبل هذه الواقعة تلبس إسدال أسود وتنام أمام الشقة وكل الجيران رأوها وهي نائمة على عتبة البيت -كما المتسولين- وكلموها فلما كانوا يقولون لها: "أمتضايقة من شيء أنت؟" كانت تنزعج وتدخل البيت لفترة قصيرة وثم تخرج لتنام على باب البيت من جديد!
وفي مرة حبستها داخل الشقة فبدأت تبكي وتقول: "الله ساخط عليّ، افتحي الباب حتى لا يسخط الله عليك كما هو ساخط عليّ"، لم تعد تصلّي ولا تقرأ قرآن ولا تصوم رمضان بحجة أنها تعبانة، ولكن يبدو أنها خجلت من فعلتها المنكرة تلك مع الجيران فأقلعت عن الجلوس على العتبة بل والخروج من البيت. بدأت تتقرب مني بل تتلتصق بي وتقول لي: "لا تخرجي من البيت حتى لا يقتلونك!" لا أدري صراحة من هؤلاء الذين سيقتلونني- وتقول لي أحبك وتقبّلني وتنام إلى جانبي، وأنا بصراحة ضجرت التصاقها بي فصرت أتشاكل معها وأقول لها ابتعدي عني، ولما أسألها عن حالها تضحك وتقول لي أحبك فأغتاظ وأقول لها: "يا كتومة، لا أريد لأي أحد أن يعرف عنك شيئاً".
مع العلم أن أمي بخيلة جداً، لم تجهز أختي ولم تعطها مالاً تتزوج به، مع أنها تملك حوالي 4 فدادين ورثتها عن أبيها، ولكن أختي طوال عمرها تدخر فهي طبيبة أسنان، فجهزت نفسها. ومرة أختي المريضة ضربت أمي وشتمتها وقالت لها: "يا من لا تريد أن تزوجي بناتك- نحن 3 بنات-".
ماذا أفعل معها؟ أريد السفر إلى القاهرة للعمل، ماذا أفعل؟ هل أتركها وأسافر، أم كيف أتعامل معها لترجع أختي الجميلة الذكية كما كانت الناس تشهد لها بذلك؟!... كيف تعود أختي؟.
أرجو إرسال الرد إلى بريدي الإليكتروني سريعاً.
شكراً
12/10/2008
رد المستشار
الابنة "زهرة اللوتس".... أهلاً بك على مجانين،
من الواضح أن أختك تعاني من اضطراب ذهاني ثنائقطبي؛ فهي متقلبة المشاعر من الاكتئاب إلى الهوس، الاكتئاب في حالتها يتمثل في الحزن وعدم الخروج من البيت، وقص الشعر ولبس الإسدال الأسود، مع الشعور بالضياع والإحساس بفقدان القيمة وضياع الأمل في الحياة والبكاء أحياناً بلا مناسبة، وعدم الرغبة في استكمال دراستها.
أما الهوس فيتمثل في زيادة الرغبة الجنسية والكلام مع زميلها إياه بالساعات في التليفون لساعات، وإعطائه مواعيد خارج المنزل، وفرض نفسها عليه وعلى أهله، ونوبات الهياج وضربها لأمك، والنزاع مع أختك المكتوب كتابها وسبّها لزوج أختك المتدين، وكذلك الجلوس على الإنترنت لساعات طويلة، واحتمال مشاهدتها لمواقع إباحية، وانتقادها للآخرين، مع شعورها أنها مضطهدة من الآخرين أحياناً، وكذلك التصاقها بك مثل اللزقة أحياناَ، مع ما أسميه "إسهال المشاعر" نحو بعض الأشخاص، مع رغبتها في الكلام أو الشات بلا توقف!!!.
ابنتي الفاضلة، أختك بحاجة إلى المتابعة المستمرة والمنتظمة مع طبيب نفساني متخصص، وستحتاج لعلاجها إلى أحد مضادات الذهان مثل "الزيبركسا" أو "السيروكويل" أو "الدوجماتيل" أو "السوليان" أو "الهالوبيريدول" وفقاً لما يراه الطبيب النفسي متفقاً مع وزنها وشهيتها وطولها وعدد ساعات نومها يومياً.
أيضًا في بعض الأحيان يحتاج هؤلاء المرضى أثناء معاناتهم من نوبة الاكتئاب لاستخدام أحد مضادات الاكتئاب مثلا "السيبراليكس" أو "البروزاك" أو "اللوسترال" أو "الريميرون" أو "الإيفيكسور" أو "السيروكسات". وأحياناً يضيف الطبيب المعالج أحد مثبتات المزاج مثل "التيجريتول" أو "الديباكين" أو "الليثيوم" أو "اللاموترين" أو "التوبامكس" وغيرهم لمنع تقلب مزاج المريضة السريع من الاكتئاب للهوس وبالعكس.
بعد إصابة المريض بأول نوبة يتم علاجه لمدة عامين على الأقل ثم يوقف العلاج بعد ذلك بالتدريج.
لو تكررت نوبة الهوس أو الاكتئاب مرة ثانية فعندئذ يكون العلاج لمدة خمس سنوات على الأقل، ثم يوقف العلاج بعد ذلك بالتدريج. لو تكررت النوبات أكثر من مرتين فعندئذ سيكون العلاج مدى الحياة (إلى أن يتوفاها الله بعد عمر طويل).
الآن عليك التوجه مع أختك لأحد الأطباء أو الطبيبات في مجال الطب النفسي لوصف العلاج المناسب لحالتها، مع ضرورة المتابعة معه ولو كل عدة أشهر،
واقرئي على المنتدى الاستشارات التالية:
الاضطراب الوجداني الثنائي القطب (الثناقطبي)
الاضطراب الثناقطبي المختلط
نوبات الهوس: جزء من اضطراب أشمل
الشخصية النوابية (الفرح انقباضية)
الشخصية الفَـرَح انْقباضية والشُّوَاق والإنترنت!
الانهيار الدوري واليويو : شخصية فرح-انقباضية
اكتئاب أم فصام وهل هناك احتمالات بارانويا؟
الاكتئاب الجسيم، وماذا بعد؟؟
غضب الله أم اكتئاب؟
إلى الآن لم يصل الطب النفسي إلى علاج ناجع وقاطع لهذا الاضطراب -عندما تتكرر نوباته- كالعلاج الجيني مثلاً أو حقنة شافية نهائياً لهذا الاضطراب، أو جهاز يمكن تركيبه لعلاج هذا الاضطراب وبدون استخدام أي أدوية نفسية، أو إجراء عملية بالدماغ مثلاً! ولكن هناك عدد قليل من الحالات تحدث لهم نوبة واحدة فقط أو نوبتين في حياتهم كلها ثم يختفي هذا الاضطراب بأمر الله تعالى نهائياً من حياتهم الطويلة!!!... ولا يسعني في النهاية إلا أن أبدي إعجابي الشديد لاهتمامك بعلاج أختك، فاستمري بعون الله... والله معك... يعينك ويثيبك.