السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في البداية أحب أن أشكركم على الموقع الرائع، وجزاكم الله كل خير.
بداية مشكلتي تقريباً من 5 شهور وأسبوعين؛ فجأة وأنا ذاهبة للنوم أحسست بسرعة دقات قلبي وضيق، لم أعر للموضوع أي اهتمام وحاولت أن أنام. قمت من النوم وأخبرت أصدقائي بالأعراض التي أتتني، كنت أظنها حدثت من مشكلة حصلت لي، وكانت المشكلة جداً جداً بسيطة لا تكاد تذكر. عدت إلى المنزل وحاولت النوم وتذكرت موقف البارحة، لم أعر الموضوع اهتماماً ونمت بصعوبة.
مع قليل من الخوف في اليوم التالي، ذهبت للجامعة وأنا أشعر بأن دقات قلبي سريعة، وقلت أنا لست طبيعية فذهبت لمستشفى الجامعة، وأجريت تخطيطاً للقلب واتضح لي أن كل شي سليم، كان الاكتئاب لي كالشبح لأني تعرضت للاكتئاب عندما كنت صغيرة وكنت أبكي باستمرار.
ذهبت مع أصدقائي ولكن لم أشعر بأي سعادة، بدت لي الدنيا سوداء مع أني عندما أجلس مع صديقاتي أنسى نفسي من السعادة، لكن هذه المرة كانت مختلفة تماماً، شعرت بضيق وأخبرتهم بأني أريد البقاء وحدي، لأول مرة عندما أتضايق أجلس وحدي لأني دائماً أحب أن أفضفض، ولكن هذه المرة بلا سبب!. عدت إلى المنزل وكنت مخنوقة لدرجة الموت ولا أستطيع التكلم من شدة الضيق، فقط أبكي!
ذهبت إلى دكتور باطني وأنا موقنة تماماً بأن ما بي اكتئاب! وكلما فكرت بالاكتئاب ازداد خوفي لأني جربته بالماضي وتعالجت ولله الحمد، هذه المرة أعطاني الدكتور "سيبرالكس" وقال لي: "استخدميه لمدة 4 أيام فقط، وإن لم تتحسني راجعيني"، أخذت الدواء وتحسنت فعلاً ورجعت طبيعية مع وجود قليل جداً من المخاوف عند النوم، وبعد أسبوعين لم أستطع النوم أبداً وأبكي من الخوف..
ذهبت إلى الدكتور عبد القادر مصطفى في قطر وأخبرني بأنه اكتئاب ووصف لي 10 جم سيبرالكس لمدة 6 أشهر. في هذه الأشهر مررت بمراحل عديدة منها؛ أشعر بألم في خاصرتي وذلك عندما أفكر بالألم في هذه المنطقة، عدة أشهر وذهب الألم، ثم أحسست بعدها بأن عيني لا أستطيع النظر بها جيداً، وعندما لا أفكر في هذا الشيء يذهب عني وعندما أتذكر تعود لي التخيلات بأن عيني لا ترى جيداً.
\أما آخر شيء حصل لي فهو كثرة الرغبة في الذهاب إلى الحمام! وعندما لا أفكر في هذا الشيء أيضاً تذهب تلك الأحاسيس.. الحمد لله ذهبت جميع المخاوف والقلق كل شيء، والضيق وسرعة دقات القلب ذهبت والحمد الله، ولكن ما يقلقني هو كثرة الذهاب والرغبة في الحمام، أخشى أن يكون هذا طوال العمر! وكلما فكرت بهذا الشيء يزيد اضطرابي وخوفي من وأشعر بأني أريد البكاء. وأفكر عندما أكون جالسة: "سوف أذهب للحمام، أريد الذهاب، أشعر برغبة" وأنا موقنة بألا شيء من هذه الأفكار واقعية. بقي أسبوعان على قضاء مدة 6 أشهر وأشعر بخوف أن تمضي ويبقى هذا الإحساس معي، وبعدها أخبرني الطبيب بأنه سوف يدرج العلاج، ولكني لا أشعر أني تعالجت تماماً وذلك بسبب هذه الأفكار!.
ما يقلقني أن العلاج 6 شهور سينتهي قريباً وأنا لم أتحسن، هل أستمر على الدواء مدة أطول؟ أم أنه لا يجدي لأني أكملت الكورس؟ هل ستختفي هذه الأحاسيس؟ هل هناك مكتئبين مثل حالتي؟ هل أحتاج لـ جرعة 20 جم بدل 10؟. عندما أستشير الأطباء عبر الانترنت يقولون لي ارفعي الجرعة لـ 15 جم، أمي أخبرتني بأني لم أشف ما دامت هذه الأفكار برأسي، لأنها عانت من الاكتئاب الشديد المزمن وعالجها الدكتور القدير محمد عبد العليم، لذا أتمنى أن يخبرني لأني أثق بخبرته، أو باقي الأخصائيين، وكل ذلك لأني أريد أن أطمئن على حالتي أكثر، وهل سوف أتعافى وأرجع كما كنت، لأني سئمت من هذا التفكير حيث أخبرني الدكتور عبد القادر بأن الرغبة في الحمام يدل على التوتر، ولكني لا أشعر بأي توتر أو ربما توتر يظهر بهذا الشكل! لأني عندما كنت طبيعية إذا توترت أذهب للحمام بكثرة ولكن ليس وحتى أنا في المنزل!.
آسفة على الإطالة.
12/10/2008
رد المستشار
الابنة الفاضلة، السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته؛نشكرك كثيرا على تواصلك مع هذا الموقع وأقول لك بأن حياتك إن شاء الله كلها أمل حيث أن المستقبل لكم يا معشر الشباب.حالتك بدأت بما نسميه نوبة هرع وهلع وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي تنتج عنه شعور بالقلق حول المستقبل أو ما نسميه بالقلق التوقعي ونسبة إطباق هذا القلق التوقعي عليك ظاهرة لديك بوادر عسر في المزاج ولا أقول انه اكتئاب حقيقي لأنني متفائل إن حالتك ابسط مما تتصورين.أعراض الرغبة في الذهاب إلى الحمام هي من الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق النفسي حيث أن المثانة تتوتر مع توتر النفس ويلاحظ أن الإنسان تقل لديه هذه الرغبة الملحة إذا كان يعرف أنه لا يوجد دورة مياه في المنطقة التي يتواجد فيها في تلك اللحظة.ما أخبرك به الدكتور عبد القادر هو صحيح وأنا على أمل كبير أنك سوف تتجاوزين هذه الحالة بإذن الله تعالى والذي أرجوه منك هو أولا أن تتفهمي طبيعة حالتك وهي أنها يغلب عليها طابع القلق النفسي وليس الاكتئاب وأنا حقيقة أريدك أن لا تلصقي بنفسك هذه الكلمة أي اكتئاب.ثانيا: تأكدي أن حالتك يمكن أن تعالج تماما وذلك بمحاولة تحقير أعراض القلق وكل الأفكار السالبة والتركيز على الايجابيات الموجودة في حياتك وتقييم نفسك بصورة أكثر ايجابية وأنا على ثقة كاملة أنه لديك أشياء جميلة كثيرة في حياتك فقط يتطلب الأمر منك تذكرها وتدعيمها حتى تحسي بالرضى.ثالثا: أنت في حاجة لممارسة تمارين الاسترخاء خاصة تمارين الاسترخاء العضلي المتدرج وكذلك تمارين التنفس أرجو أن تحصلي على أحد الأشرطة أو الكتيبات التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين أو مقابلة الأخصائية النفسانية بالعيادة النفسية ويمكن أن يقوم الأخ والدكتور عبد القادر بتحويلك لمقابلتها.رابعا: عليك باستثمار وقتك بصورة صحيحة ومتوازية.خامسا: أرجو أن تمارسي أي نوع من التمارين الرياضية لأن ممارسة التمارين الرياضية مع تمارين الاسترخاء هي خير وسيلة للقضاء على مظاهر القلق خاصة رغبتك المتكررة في الذهاب إلى الحمام.سادسا: التركيز على دراستك ومحاولة التميز والتفوق لأن ذلك من أفضل وسائل التأهيل والتمتع بالصحة النفسية الإيجابية.سابعا: بالنسبة للعلاج الدوائي السبرالكس يعتبر من الأدوية الممتازة جدا والدراسات تشير الآن أن جرعة البداية هي 10 ملم والجرعة العلاجية هي 20 ملم والجرعة الوقائية هي 10 ملم فعليه أرجو أن ترفعي الجرعة إلى 20 ملم لمدة ثلاثة أشهر ثم تخفضينها إلى 10 ملم ليلا لمدة ستة أشهر أخرى.
أرجو أن لا تقلقي مطلقا حيال المستقبل فأنا على ثقة كاملة أن كل أعراضك وطاقاتك النفسية السلبية سوف تتحول إلى طاقات إيجابية والمستقبل بإذن الله تعالى هو لك ولأمثالك من الشباب....
وجزاك الله خيرا
واقرأ أيضًا:
نفسي عصابي: خلطة قلق واكتئاب Anxiety Depression