صباح الخير
عمري 15 سنة، أوجه مشكلة أني من الصعيد وأبي رجل صعيدي، مستوى أسرتي فوق المتوسط.
مشكلتي أن أبي عقله متحجر جداً، يرفض اللباس الضيق كلباس عادي، يرفض أن أكلم ولداً أو أن أتعرف على أحدهم، وهذه مشكلة كبيرة جداً عندي وتسبب لي مشكلة نفسية، وكلما كبرت تزيد المشكلة.
لا أدري كيف أتعامل وماذا أعمل؟ طبعاً أن أحب فهذه مسألة لا يقبلها مع أنه يحب ماما قبل وبعد الزواج.
أرجو الرد، شكراً.
28/9/2008
رد المستشار
أهلاً وسهلاً أيها القمر،مهما كانت الشخصية التي تتعاملين معها فلابد لها من مفاتيح تسهل التواصل والتفاعل معها حتى وإن كانت صعيدية، فابحثي عن مفاتيح شخصية والدك.
أصلحي علاقتك بوالدك وعندها سيكون من السهل عليك أن تتقبلي ما يضعه من قوانين لا نستطيع فعلاً أن نجبره على تغييرها، سواء فيما يتعلق بمظهرك أو علاقاتك الاجتماعية، واختاري الوقت المناسب لمناقشته واطلبي في البداية فقط أن تعرضي وجهة نظرك رغم أنك ستلتزمين بما يوافق عليه، وعندما يشعر والدك بقربك النفسي منه ويطمئن لكونك تحترمين قيمه في الحياة وتتبنين بعضها والتي يرى أنها الطريقة الأفضل للحفاظ عليك وحمايتك، فهو لا يفرض القوانين رغبة في إتعاسك، وإن نظرت حولك ستجدين كثر غيره يؤيدون أن طريقة اللباس الضيقة والفاضحة جرّت على المجتمعات الكثير من المشكلات، وليسوا جميعاً من الصعايدة!.
وأثناء بحثك عن كيفية إصلاح العلاقة مع والدك تجنبي الاختلاف معه في كثير من الأمور ودعي المواجهة للأمور الهامة فعلاً في الحياة، فرتبي أمور حياتك حسب أهميتها فلا يعقل أن تتساوى علاقتك بوالدك بطريقة اللباس! وتذكري أنه كرب للأسرة مسئول عن تصريف أمورها وفق ما يرى صالحها، كما هو مطالب برعايتها وإشباع حاجاتها. في الحياة ستتعلمين أن المسؤولية تترتب عليها حقوق بالإضافة لأعبائها، أقلها طاعة المسئولين.لا يجر الصدام مع الوالدين أي خير، فعليك بتجنب معارضته ما استطعت واجعلي الخلاف معه على أمور هامة فعلاً في حياتك، وتجنبي أثناء نقاشه أن تضعي نفسك معه في نفس الخانة فهو لن يقبل بعلاقة ندية معك، والحقيقة أنكم لستم أنداداً فهو من تكرم عليك ورعاك، ولديه من الخبرة في الحياة ما يفوق خبرتك حتى وإن شعرت أحياناً أنك أذكى منه أو أكثر تطوراً، فله من الخبرة ما يفوق سنين عمرك فلا تقارني بينك وبينه كما تفعلين حين تقولين أنه أحب والدتك قبل الزواج.من المهم أن تعرفي كيف يدرك رفضك لرأيه في لباسك وسلوكك، وأنها مؤشرات لتراجع مكانته في حياتك وهو أمر يقلق معظم الأهل، ودليله على ذلك أننا نحرص على رضا من نحب، فأين دليل حبك واحترامك مقابل كل ما قدم لك من حب ورعاية؟ لماذا يجب على والدك أن يفعل كل ما تريدين بينما أنت لا تهتمين بما يرضيه ويريحه فيضطر لفرضه عليك كقانون؟.لن يعترض والدك على مشاعرك الطبيعية عندما يحين الوقت الصحيح لها، فأمنية كل أب أن يرى ابنته سعيدة ومستقرة ولن نلومه ولا نختلف معه بأن الخامسة عشر ليست السن المناسبة لبدء مثل هذه العلاقات، فهوني على نفسك وفكري بعقلانية وتصرفي بنضج إن أردت أن تحصلي على امتيازات الناضجين.