الكرامة.... وتأكيد الذات
R03;السلام عليكم،
أحب أن أتقدم أولاً بالشكر لجميع من ساهم في هذا الموقع.
مشكلتي تكمن في أنّ الآخرين يجدونني رومانسية في زمن لا ينفع فيه هذا الأسلوب، ومن كثرة نصائحهم لي أصبحت أشعر بملل وإحباط، وأصبحت أتمنى من الله أن أكون غير ذلك بسببهم. بالنسبة لي فأنا أجد أن أجمل ما في الحياة وأصدقها أن أعيش لحظات من المشاعر الرقيقة الصادقة الخالية من الزيف مع من أشعر به بصدق، مهما كان مكانته أو سنه أو ظروفه، فهذه الحياة مهما تمتع فيها الإنسان بمتع الحياة سواء كان مالا أو مكانة أو سلطة، لا تعتبر في نظري متعاً مباشرة، فأكثر ما يمتعه هو أحاسيسه الداخلية ومشاعره وراحة باله.
ماذا أفعل لكي أكون مثل باقي البشر ما دمنا في زمن لا تساوي فيه المشاعر شيئاً؟ أريد أن أكون مثل باقي الناس، هل هناك حل أو طريقة لكي أصبح شخصاً آخر غير شخصي فأليق على هذا الزمن ما دمت لن أستطيع تغيير هذا الزمن ليليق على شخصي؟.
شكراً.
26/10/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وردت من فترة استشارة تحمل نفس الاسم، وأخرى تحمل سمات شخصية ونفسية مشابهة وكذلك نفس الاسم فهل أنت مرسلتهما؟ الكرامة وتأكيد الذات، خائفة من الدنيا. إن كنت كذلك فترجع معاناتك لدرجة من عسر المزاج تجعلك شديدة الحساسية والتأثر بنقد الآخرين، ولتجاوز هذه الحساسية ينبغي عليك أن تعززي مفهوم ذاتك لتقبلي نقاط ضعفك وكذلك اختلاف الآخرين عنك، بالإضافة لما ورد فيهما.
أما إن كان مجرد تشابه في الأسماء والحالات فيجب عليك أن تقبلي اختلافك عن الآخرين، وإن أزعجك كثرة انتقادهم وأردت أن تكوني مثلهم فما عليك سوى التخلي عن قناعتك وقيمك الشخصية، وتبني قيمهم التي ترين أنها أكثر انتشاراً، وإن كنت أتنبأ بنجاح متواضع لعملية التغيير هذه، لأنك من الواضح ذكرت سؤالك كتعبير عن غضبك أكثر منه رغبة حقيقة في المعرفة والتغيير.
لا شك بأن تحقيق الرضا والقبول حاجة أساسية لدى البشر، ولكن النضج يتطلب أن نميز ونختار من يهمنا قبوله وتقديره لنا ذلك أن رضا جميع الناس غاية لا تدرك، وتحقيق التوافق والانسجام مع المجتمع والناس قد يتطلب شيئاً من التغيير، لكن نجاحه يتطلب ولو درجة من الاقتناع، ويمكن لنا في بعض القرارات والمواقف أن نختار الحياة وفق قناعتنا بغض النظر عن موافقة من حولنا طالما أننا واعون وقادرون على تحمل نتائجها.