R03;السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أحب في البداية أن أشكر الموقع وكل المساهمين فيه. لقد واجهتني مشاكل كثيرة، وعن طريق اطلاعي على الموقع وجدت حلولاً لهذه المشاكل، كنت أظن أنني وحدي من يعاني منها لكن وجدت أنها منتشرة جداً.
أما مشكلتي فستبدو بسيطة لكنها تتعبني جداً. أنا مخطوبة منذ شهر تقريباً وعلاقتي بخطيبي مستقرة حتى الآن والحمد لله، لكن المشكلة أنه يعاني من السمنة والتدخين. لقد كلمته في أمر التدخين ووعدني بالإقلاع عنه لكن لم يحدد وقتاً، قال أن ذلك في نيته إن شاء الله. هو من النوع الحساس جداً، يحرج من أي كلمة، لذلك لا ألح عليه كثيراً. أما موضوع السمنة فيضايقني جداً لأنه يؤثر على مظهره، كما أنه وبالتأكيد أن السمنة خطيرة جداً على الصحة، فما بالك إن ترافقت مع التدخين!
لا أدري كيف أتعامل معه فهو شديد الحساسية، عدا عن أنه وعدني كثيراً ولكن أظنه يريحني بالكلام فقط، أحس أنه يعاندني، يقول "حاضر" ولا ينفذ، بالعكس يزيد أكثر. أنا قلقة على صحته فقد قرأت كثيراً عن مشاكل السمنة والتدخين، خصوصاً عندما يجتمعان في شخص واحد، لذلك أتمنى لو أستطيع أن أعبّر له بطريقة تقنعه بضرورة الإقلاع عن التدخين وأهمية تخفيض وزنه لأجل صحته ومظهره. ما رأي حضرتكم في مشكلتي وكيف يمكنني إقناعه؟ ماذا أقول له؟ مع العلم أنه خارج مصر، يعمل في إحدى دول الخليج.
وشكراً جزيلاً.
26/10/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،الحمد لله الذي جعل لمجانين أثراً وفائدة في حياتك وجعلك في ميزان أعمالنا.تشكين من عدم رضاك عن مظهر خطيبك وسمنته وسلوك التدخين لديه، وددت لو ذكرت لنا شيئاً عن خلفية خطيبك ومستوى تعليمه، فهل هو مطلع أو متعلم لدرجة تجعله يصل إلى نفس المعلومات العامة ووجهة النظر التي تربط بين السمنة والأمراض الجسدية التي وصلت إليها أم لا؟ إن كان كذلك فقد سقط عنك واجب التبليغ ونشر الوعي ويبقى هو صاحب القرار في التغيير حفاظاً على مظهره وصحته بما أنه شخص بالغ وواع، ويبقى عليك اتخاذ قرار بقبوله على حاله أو بفسخ الخطبة وأنصحك بالتروي والتفكير العميق قبل اتخاذ قرارك النهائي.
لا توجد طريقة لإقناع شخص بالغ بتغيير قناعته غير توضيح وجهة النظر المخالفة لها، فلا تسمعي ولا تصدقي بأنه بعد الزواج سيتغير، ولا أن تأثيرك عليه سيكون أقوى عند اجتماعكما، فالبشر يتغيرون وفق قناعتهم الشخصية وبناء على دوافع ذاتية، وبعد النضج تصبح الذات الداخلية أقوى في تسيير الإنسان من قوى الضغط والضبط الخارجي، وإن لم تكن كذلك نضع عندها علامات استفهام حول مدى نضجه إن استمر تأثره برأي الغير.لا تلوميه وتسيئي الظن بأنه يريحك بالكلام، فغالباً هو يعرف عيوبه، ولكن لا حيلة له معها فحين يعدك يكون يعد نفسه بأنه سيغير منها، ولكن الكلام دائماً أسهل من الفعل. ومن بين الدراسات التي تتناول السمنة وتأثيراتها وأسبابها فأنا أميل لتلك التي ترى في السمنة مظهراً لمشكلات نفسية أكثر منها مشكلات صحية أو جهل.لا أسباب السمنة ولا قضايا الصحة بيت القصيد في حديثنا، بل قبولك له وضعف إعجابك بشكله الخارجي وإن كنت تقنعين اعتراضك هذا تأدباً بمراعاة صحته قبل مظهره، ولكن مع نفسك يجب أن تكوني صادقة فتعترفي أنك لا تحبين البدناء. وقبولك النفسي لمظهر شريكك في الحياة أمر هام، ولكن توقفي قليلاً لتوازني بين عيوبه المظهرية ومزاياه الشخصية وحددي درجة رفضك لشكله دون تحرج ولا التواء، فاقبليه كله على بعضه أو ارفضيه أيضاً كله على بعضه.