السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
قبل ثمان سنوات أصبت بمرض الذهان فانقلبت حياتي رأساً على عقب؛ كنت ناجحاً في دراستي وحياتي، ولكن كل هذا ضاع قبل ثمان سنوات، وغصت في متاهات عبارة عن خيالات وهمية، وسيطرت عليّ هلاوس سمعية وبصرية، وابتعد عقلي عن الواقع وأصبحت شخصيتي كتلة من الشكوك والوساوس تجاه نفسي وأهلي والناس. في بداية المرض اضطربت شخصيتي وفكري وتصرفاتي وقناعتي، ففشلت في دراستي الجامعية وفي علاقتي العائلية والاجتماعية، وأبعدتني الأفكار الظلالية وقناعاتي الخاطئة عن أهلي وأصدقائي ودفعتني إلى العزلة والانطواء على ذاتي لأسبح في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة.
دخلت إلى المستشفى أكثر من اثنتي عشرة مرة، وكانت أقل فترة أمكث فيها في المستشفى شهر، وعندما تصيبني حالة ذهانية حادة كانوا يعالجونني بالجلسات الكهربية، أكثر من عشرين جلسة، وبعد كل نكسة تليها معالجة أرجع طبيعياً، ولكن تحت الأعراض الإيجابية والسلبية للذهان تسيطر عليّ، وكنت غير مبصر بنفسي لذا لم أكن مستمراً على العلاج حتى آخر دخول للمستشفى إثر حالة ذهانية حادة قبل عشرة أشهر. في البداية عالجوني بالجلسات الكهربية وإبر تحتوي مضادات الذهان -إبرة كل شهر- مع العلاج، وخرجت من المستشفى ورجعت إلى وضعي شبه الطبيعي لكن الأعراض الإيجابية مثل الهلاوس والشكوك واضطراب التفكير، والأعراض السلبية مثل تبلد وتجمد المشاعر وفقر الكلام تسيطر على نفسي، وكنت لا آخذ العلاج.
بعد خروجي بشهرين من الستشفى أصبت بالاكتئاب فكنت لا أستمتع بحياتي ولا بأي شيء، وتسيطر عليّ الأفكار السلبية مثل الانتحار وعدم الخروج من المنزل، وعندها ذهبت بنفسي إلى الطبيب النفسي وصرف لي أدوية مضادة للذهان مثل الستلاسيل والريسبريدون وعندها داومت على أخذ العلاج إلى أن أضاف للأدوية التي أستعملها السيروكيل وهو أيضاً مضاد للذهان، فأصبحت مبصراً بنفسي وبما حولي فقرأت عن الأمراض الذهانية وثقفت نفسي وميّزت الاعراض الذهانية التي بي وصرت مهتماً بعلاجي وخروجي من هذه المتاهات. والآن، مرّ عشرة أشهر تحت العلاج، والعلاج الذي أتناوله هو سيروكيل200 جرام بواقع حبة ليلاً ونصف حبة صباحاً، وريسبريدون4 جرام حبة ليلاً، وكوجينتين 2 جرام حبة ليلاً. كل شهرين تقريباً تنتابني كآبة، وقبل أسبوعين انتابتني، أما الآن تسيطر عليّ الأعراض الإيجابية والسلبية للذهان.
يا دكتور، اسمحي لي أن أسألك سؤالاً: إلى متى أستمر في العلاج؟ وما قصة الكآبة التي تنتابني؟ وما العلاج للكآبة المصاحبة للذهان؟ وهل علاج الكآبة هو جلسات كهربائية؟.
مع تحياتي وتمنياتي لك يا دكتور بالصحة والعافية.
رجل ذهاني، ما أحلى الواقع والتبصر، ما أحلى الحياة والسعادة.
ذهاني تحت العلاج.
26/10/2008
رد المستشار
حضرة الأخ "الأمين جمعة" السلام عليكم،
إن دراية المريض بحالته الصحية هو نصف العلاج... وإن اصطلاح الذهان يا أخ الأمين تلك الحالة المرضية التي يفقد فيها المريض اتصاله بالواقع، وعادة المراهقين أو البالغين عندما تواجههم ضغوطاً معينة اجتماعية أو دراسية أو عاطفية، ويكونون مشوشين ومنزعجين لدرجة أنهم يعتقدون بأنهم قد يصابون بالجنون ولكن نسبة الإصابة بالمرض تزداد مع العمر.
إن المعلومات التي أرسلتها لم تكن كافية، مثلاً: لم تذكر إن كان أحداً من العائلة مصاباً بالمرض؟ أو هل أنت متزوج؟ هل أن عائلتك على تفهم واهتمام بمرضك؟ وأن حالة الاكتئاب هي نتيجة لمرضك؟. أما مسألة العلاج، فيجب أن نعرف هل أنت مواظب على أخذ الأدوية، وبتوجيه الطبيب من حيث الجرعة ولمدة لا تقل عن 9 أشهر؟ الاستمرار في العلاج يعتمد على تقييمك، يضاف إليها عند الخروج من المستشفى هو التواجد مع العائلة، وأن لا يصرف لساعات طويلة، وأن تشغل نفسك بعمل أو هواية.
أما مسالة الاكتئاب وعلاجه؛ فالاكتئاب هو نتاج الفصام، وهذا نابع من المرض الطويل الذي ألمّ بك وأنت تشاهد رفاقك تخرجوا من كلياتهم، لذلك إشغالك لوقتك بعمل لا يشكل عبئاً عليك أمر مهم. والمطلوب من طبيبك إضافة علاج الاكتئاب بمضادات الاكتئاب، إذا ما كان معها تهيج أوهبوط في الكلام (أمتربتلين، حبة ليلاً، وامبروزالام أو زانكس). أما عن سؤالك إلى متى يستمر العلاج، نقول لك أن العلاج والمتابعة يستمران لما لا يقل عن التسعة أشهر مع تحديد العلاج وجرعاته بدقة.
مع تمنياتي لك بالشفاء.
وتجد على موقع مجانين حالات عن الذهان والوهام لاطلاعك.
يا عزيزي! كل هذا الفصام؟ كثير! مشاركة
مأزق التحسن الجزئي في الفصام
الفصام ليس فقط نقص مادة في المخ
الفصام ونكباته م
الفصام النشط في الكويت م
فصام في طريقه للشفاء