السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قبل أن أعرض مشكلتي أودْ أن أشكركم جزيل الشكر على كل ما قدمتموه، وإني لأرى من سلاسة الأسلوب ووضوح الهدف وحبكم لمصلحة السائل/والسائلة ما يذكرني بأسلوب الأب والأم لأبنائهما، فجزاكم الله عنا خير الجزاء وإلى مزيدٍ من العطاء.
مشكلتي:
أنا -والحمد لله- تأتيني الدورة الشهرية منتظمة في أوقات معينة، لكن أيامها ليست محددة، قد تكون الفترة 9 أو 10 -11 أيام فما فوق، وأحياناً أكون- مثلاً- في اليوم الرابع لكن لا ينزل شيء (بمعنى طول فترة الدورة ليست بغزارة نزفها، وإنما بسبب عدم نزولها كما هو طبيعي)، لذلك لا أعلم متى أطهر بالضبط في الأيام الأخيرة. أحس بالإثم، فماذا لو طهرت لكن لم أتأكد؟ والصلاة واجبة!! فأدخل منديلاً لأتأكد. في إحدى المرات ظهر لي دماً أحمر فاتح رغم أنها نهاية الدورة، بمعنى أنه من المستبعد أو من المستحيل أن يكون دماً أحمر (يكون مائلاً للاصفرار).
تصفحت مشاكل كثيرة في هذا لمجال واستفدت كثيراً مثلاً:
1- أنه لا يمكن أن يفض غشاء البكارة إلا بأجسام صلبة.
2- أنه من الممكن أن اُحدث ثقباً بين ثقبين... وغيرها.
لكن هناك استشارات أثارت قلقي؛ منها نصيحة الدكتور للسائلة بأن تذهب إلى أخصائية أمراض النساء للتأكد.
وذهبت أنا وأمي إلى أخصائية أمراض النساء وقالت جزاها الله خيراً بأنه عادي جداً أن تتأكدي بالمنديل ولا يمكن أن يحدث فض لغشاء البكارة إلا بآلية معينة شرعها الله وهي الزواج، ولم تسألني هل وجدت دماً أم لا، وكانت متأكدة من كلامها!.
أنا الآن في حيرة من أمري، فإن كان رأيكم بأنه سليم فهذا من فضل الله ورحمته وهذا هو أفضل المطلوب، وإن كان ليس سليماً، فالحمد لله، ليس هناك علاقة بين عفتي وبينه، والحمد لله الكل يعرف عن أخلاقنا وتربيتنا ومدى التزامنا بديننا- ولا أزكي على الله أحداً.
فلو تكرمتم عليّ بالتفسير المنطقي لما عرضته عليكم.
ابنتكم.
26/10/2008
رد المستشار
الابنة الغالية، حفظك الله وجعلك من العفيفات دائماً.
ونحن أيضاً على يقين أنك عفيفة وبكارتك سليمة دون الحاجة للكشف بإذن الله، فأنا بفضل الله أعرف من أسلوب السائلة إن كانت حقاً تريد الاطمئنان وهي على يقين من عفتها من تلك التي تتحايل لمعرفة أن البكارة سليمة وهي تخفي شيئاً. كل ما تشكين منه هو اضطراب في الدورة الشهرية ليس أكثر، ويعود لعدة أسباب أهمها التوتر والقلق النفسي والاحتقان الذي من الممكن أن يكون في الحوض نتيجة التعرض لإثارة أو ممارسة عادة سرية.
على كلٍّ، أنت تريدين معرفة متى تتطهرين للصلاة وهذا لا يكون إلا باختفاء الدم، وقد أفتى العلماء بأمرين في حالة اختلاف أيام الدورة وعدم معرفة متى ينقطع الدم وهي:
إما أن تتطهري بمجرد رؤية الطهر وهو اللون المعتاد لإفرازات المهبل في الأوقات العادية، وغالباً ما يكون أبيضاً وفي بعض النساء يكون مائلاً للصفرة، المهم أن يكون هو اللون المعتاد رؤيته طوال الشهر، وهنا تغتسلي وتصلي، فإن وجددت بعد أيام من الطهر عودة دماء أو إفرازت مدممة اقطعي الصلاة وانتظري حتى تري الطهر ثانية واغتسلي، وهنا أعتمد الرأي على احتساب أيام الطهر داخل أيام الحيض طهراً.
أما الرأي الثاني فيعتمد على عد أقصى حدٍّ لأيام الحيض والتي ينقطع عندها الدم والإفرازات الملونة نهائياً، ففي حالتك مثلاً أقصى حدٍّ هو 10 أيام يعتبرها الفقهاء كلها حيض، وإن كانت تتخللها أيام طهر، ووصل الفقهاء في هذا الرأي لحدٍّ أقصى من الأيام هو15 يوماً هو أكثر أيام الحيض التي يجب بعدها الطهر حتى وإن كان ما زال هناك دم، وتكون استحاضة. على كلٍّ، أمامك الخيارين فانظري أيهما أنسب لك. أما موضوع البكارة فانسيه تماماً ابنتي الحبيبة، وثقي أن البكارة سليمة بإذن الله، وصدّي أي وسواس للشيطان يعكر عليك حياتك.
وفقك الله لكل خير.
واقرئي أيضاً:
كابوس الغشاء: وسواس البكارة
هوس العذرية وحيرة مستشار
غشاء بكارة والقلق الشديد
أروى ووسواس البكارة
ألم مفاجئ جاء هل يؤذي الغشاء