أين أنت يا عزرائيل؟! مشاركة
لا أرى أن الدكتور قد ساعد الفتى! وفعلاً ردّك خالٍ من العطف والحنان الذي يحتاجه، هل بالإمكان إرسال عنوان بريده الإلكتروني لي،
أود مساعدته.
شكراً
17/10/2008
رد المستشار
أهلاً بالأخت،
العطف والحنان أو بالأحرى التعاطف Empathy هما من أهم مكونات العلاقة الصحيحة ما بين الأخصائي النفسي والمريض..
ولكنني أرى أن الاستشارة عبر البريد الإلكتروني هي بالدرجة الأولى رسماً لخارطة طريق، فهي تمثل خطة للحل المنطقي العلمي العقلاني التبصيري لجوانب المشكلة، ولها الدور الكبير في تثقيف المريض حول مرضه وطرق علاجه..
وعملية التعاطف عند اللقاء وجهاً لوجه هي عملية تواصلية يشارك بها عناصر متعددة من الإنسان تجاه الإنسان الآخر (الكلمة– لحن الصوت– حركات الجسد..)، أما من خلال الرسالة فلا نستطيع أن نتعاطف إلا من خلال الكلمة والعبارة وبالتالي لا بد أن يظهر التعاطف بشكل أقل كماً ونوعاً منه عن اللقاء المباشر..
شكراً لك أولاً وآخراً.
لقد أيقظت بعض الذكريات لدي، وذلك لما بدأت الاختصاص في الطب النفسي، وحينها كنت أجلس في العيادة النفسية مع أستاذي المشرف وهو يستمع لمريضة اكتئاب تشرح معاناتها، وبدأت تدمع عيناي معها وإذ أفاجأ بأستاذي لم يتأثر وطمأنها ببعض العبارات وتابع أسئلته السريرية لاستكمال المعلومات حول الحالة الطبية والنفسية، ولما اعترضت عليه قائلاً ((أنك يا أستاذ لم تتعاطف معها بشكل جيد)) فقال لي ((لو تعاطفت معها كما أنت تريد لما توقفت عن البكاء ولبكيت أنت معها وخرجت كما دخلت ولم نفهم من قصتها شيئاً لنساعدها))، ومن حينها بدأت أميز ما بين التعاطف Empathy (أن أشعر بمشاعره) والتقمص Sympathy (أن أكون تماماً مكانه)..علماً أنني ومجانين نرحب بما ستكتبينه للأخ السائل تعاطفاً أو تقمصاً.
ونحن بانتظار رأيك
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي... حيرتنا يا ملهم يا بني!! فقد فاجأتني ترجمتك للمصطلحات ففي مصر نترجم كلمة Sympathy بالتعاطف وهو عكس ما لديكم في سوريا فقد جعلتم التعاطف ترجمة لكلمة Empathy.. بينما نترجم نحن Empathy بالتقمص العاطفي... ونعني به قدرة المعالج على الشعور بمشاعر مريضه دون أن تغلب العواطف قدرته على تقييم الأمور بشكل صحيح أي بالضبط ما فعله أستاذك يا ولدي.. وحقيقة أرى نفسي حائراً بين الطريقتين في الترجمة ففي كل خير ولكننا نحتاج للاتفاق فما رأيك وما رأي المجانين العرب؟.