تبحثين عن الحب أم الزواج مشاركة 1
أنا لا أحب الحياة العائلية
أنا لا أحب الحياة وأعتقد أن الكل يكرهني أو لا يحبني، جربت الحب وقد تمت خيانتي، لا أريد العيش هكذا!.
15/10/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله، الأخ الفاضل نضال....
لقد عنونت لمشاركتك– أو لمشكلتك- المختصرة جداً (أنا لا أحب الحياة العائلية)، ثم عممت في رسالتك فقلت: "أنا لا أحب الحياة..." ولا أدري هل عدم حبك للحياة العائلية جعلك تبحث عن الحب خارج نطاق الزواج والحياة الأسرية ثم تُصدم فتكره الحياة، أم أن صدمتك بالخيانة جعلتك تفقد الثقة بالجنس الآخر وتكره الارتباط الأسري، وتعمم إحساسك بكره الناس جميعاً لك... هل مشاعرك هذه قديمة أم تولدت بعد تجربة الحب الفاشلة؟ وهل يوجد معها أعراض أخرى؟ كتغير النشاط ونقص التركيز بحيث يحتاج الأمر إلى مختص نفسي أم لا؟ وغير ذلك من التفاصيل...
وعلى كل، فالحب أيها الأخ من الحاجات النفسية الهامة فكل إنسان يشعر بحاجة إلى أن يحب وأن يكون محبوباً، والشعور بالكره يجعل الحياة جحيماً لا يطاق. والحب شعور سامٍ وراقٍ يجعل الإنسان يعيش في الجنة قبل وصولها، ويسعد بالحياة رغم مرارتها، ويستسهل معه كل صعب...، ولكن هذه الكلمة ظُلمت وأهينت عندما صار المعنى الأول لها: العلاقة العاطفية بين الجنسين- وحصراً غير المتزوجين-، حيث تبدأ هذه العلاقة بالميل الطبيعي الفطري الذي جعله الله بين الذكر والأنثى، وتنتهي– إلا فيما ندر- بنار الغيرة التي تشتعل وتُحرِق عند تخلي المحبوب عن حبيبه والتفاته إلى غيره. والله عز وجل عندما فطر الإنسان على هذا الميل لم ينكره عليه وإنما شرع الزواج وشجع عليه، ليكون بما يتضمنه من ارتباطات ومسؤوليات ضماناً لعدم هرب الحبيب وتخليه عن حبيبه، مع تحصيله للمصالح العظيمة في الحفاظ على النوع الإنساني، وإنشاء الأسر، وتحقيق السكن والاستقرار للإنسان، وكل هذا لا يكون في العلاقة خارج هذا الإطار.
انس ما صُدِمت به وصَبَغ حياتك بشعور من الكراهية تلقاه أينما توجهت وحيثما حللت، وانظر إلى مظاهر الحب السامي التي زرعها الله عز وجل في الكون من حولك...، تذوق طعم حب الله لك حينما أرسل إليك رسالة تقول: إنما أشعرتك بكره المخلوقين، لأفرِّغَ قلبك لحبي، الذي لا يُخشى معه زوال ولا نكران...، فأنا أحبك وإنما خلقتك لتعرفني وتسعد بلقائي وتقف بين يدي تناجيني، وتبث همومك إليّ، فأَغْسِل قلبك بغيث من السكينة والاطمئنان، قل لي يا رب أنا ضعيف والضيق يلفُّني وأحتاج لعونك، وأنا القادر الذي أجيب المضطر إذا دعانِ...
ارجع إلى نفسك– بعد هذه المناجاة- فاكتشف ما فيها من جمال، ومحاسن، وقدّر ذاتك، فإنك إن لم تقدّر نفسك وتحب ما فيها من خير فلن تشعر بحب الآخرين لك.
وبعد أن تملأ نفسك من مشاعر الحب هذه والتقدير، التفت إلى الناس من حولك وانظر إليهم بمشاعرك الجديدة، ستشعر حينها بحبهم نحوك..، وابدأ أنت فأكرم من حولك بالبذل والعطاء، فهذا يقوي روابط الحب بينك وبينهم، وفي هذا المعنى قال صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا تحابّوا)).
وكن جميلاً ترى الوجود جميلاً...
وبعد هذا التحليق في أجواء الحب والجمال، اهبط إلى أرض الواقع وجهز نفسك لبناء أسرة صالحة، فالمجتمع ينتظرك فَأَرِهِ كيف أنك أَهْلٌ لِتَحَمُّل المسؤولية وبناء المستقبل...
أسأل الله أن يفرّج عنك ويجمعك بمن تخلص لك بطريقٍ حلالٍ، وأن يسعدك بمحبته ومحبتها في الدنيا والآخرة...
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>> تبحثين عن الحب أم الزواج مشاركة 3