رهاب الدم الحقن الإصابة: فيمَ يختلف؟
مشكلة مماثلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إخواني الكرام؛
حاولت أن أرسل لكم بمشكلتي الشبيهة بهذه المشكلة.
أنا طالبة عمري 19 عاماً، أخاف من الدم إلى الدرجة أنني أفقد وعيي عند رؤيته، والمأساة أنني أدرس الطب! ما الحل؟!. أهلي يقنعونني أنه مجرد خوف ويذهب، وأنني سأتعود! لكن لا أحس بهذا الشيء.
تحولت حياتي إلى جحيم.. ولا أستطيع هكذا... ماذا أفعل؟ هل أكمل كما أنا؟!.
لا أعتقد ذلك.
15/10/2008
رد المستشار
الابنة العزيزة "دمعة مبتسمة"،
أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك. اسمك هذا رسم ابتسامة على شفتي ولم يذكر عينيّ بالدموع، ويبدو أن للابتسام نصيباً أكبر منك إن شاء الله، لعل رهاب "الدم، الحقن، الإصابة" هو أحد أكثر أنواع الرهاب تكبيلاً لحياة ضحاياه، فضلاً عن حاجة المرضى لبرنامج علاج معرفي سلوكي مخصص لهذا النوع من الرهاب، ربما لا يحسن تطبيقه إلا قليل.
عادة ما يؤدي التعرض المتكرر للمثير المخيف في الرهاب مع منع استجابة الهرب إلى علاج الحالة ولو على مدى زمني طويل، وبالتالي فإن حضورك دروس التشريح مثلاً يكون خطوة في طريق العلاج، ودخولك غرفة العمليات الجراحية عندما تدرسين علم الجراحة أيضاً هو خطوة في طريق العلاج لأن كل هذا تعرض، إلا أن هناك من لا يتحسنون رغم التعرض المتكرر لمثيرات الخوف... وغالباً ما يرجع سبب عدم التحسن إلى لجوء هؤلاء إلى احتياطات أمان معينة ليتمكنوا من مواجهة المثير المخيف في حالاتهم، فمثلاً إذا لجأت إحداهن إلى استخدام عقاقير تنبيه الجهاز الدوري التنفسي لمنع الهبوط عند رؤية الدم فإنها عندما تتعرض للدم ولا يحدث لها مكروه تقول كان هذا بسبب العقار وليس أنها أصبحت الآن أكثر شجاعة على رؤيته، أي أن خوفها من الدم يبقى كما هو لكنها إذا اضطرت استثنائياً لمواجهته فستلجأ لاستخدام عقَّار يمنع هبوط الضغط! لأنه احتياط الأمان الذي يشجعها على المواجهة.
فإذا كنت ترين أنك لا تتحسنين رغم محاولاتك فلا بد هناك شيء أو أشياء تلجئين لها كاحتياط أمان وبالتالي فإن التعرض المتكرر لا يحسن الحالة يا ابنتي... إذن فأنت في حاجة للعرض على طبيب نفساني ذي خبرة بالتعامل مع مثل حالتك وعليك أن تعطيه تفاصيل كثيرة لم تذكري شيئاً منها لنا.. ثم تتبعين برنامج التعرض التدريجي الذي تتفقان عليه معاً.
وأما أن يكون خوفك من الدم متناقضاً مع كونك طبيبة فهذا غير صحيح يا ابنتي، بل إن التناقض الذي اخترته لاسمك الذي اتخذته هنا على مجانين "دمعة مبتسمة"!! أكثر بالتأكيد من التناقض بين أن تكوني طبيبة وخوفك المفرط من رؤية الدم! إذن لا داعي للقلق بشأن الدراسة في كلية الطب وإنما هناك داعي ضروري للعرض على طبيب نفساني
ونحن في انتظار أخبارك.
ويتبع .......: رهاب الدم الحقن الإصابة وكلية الطب