الملل والاكتئاب
أنا عمري 21 خلصت معهد السنة دي وأشعر بفراغ فظيع وحاولت أن أشغل وقتي وأشتغل ولكن حاولت وفشلت لعدم قدرتي على التعامل مع الناس المحيطة بي وأنا في الفترة الأخيرة من حوالي سنتين أشعر بتوتر ولخبطة في الكلام عندما أتحدث مع أحد أيا كان زي الطفل بالضبط لما يتكلم ويتلخبط في كلامه.
أنا مكنتش كده في الأول وأشعر بضيق نفس غريب أنا أعتقد أنها وراثة عن أمي لأنها مريضة نفسية....، وأصبحت أشعر بمعظم الأشياء التي تشعر بها أمي من لخبطة في كلامي ونسيان وأحيانا أشعر باكتئاب فظيع وأنا أعيش في بيت عائلة وتعتبر المتحكمة في حياتنا هي ستي من مصاريف وكل حاجة عشان ظروف أمي ونتج عن هذا التدخل تدخل كل أطراف عائلة والدي في حياتنا ونتجت مشاكل كثير وطبعا المشاكل دي تترك فيّ أثرا لعدم قدرتي على حلها بسب ظروفنا لأني ضعيفة لوحدي.
وأنا إذا تعرضت لأي مشكلة سواء مع أقاربي أو غيرهم أشعر بضعفي وعدم قدرتي على حلها ووالدي مسافر معظم الوقت وطبعا طول حياتي محرومة من أني أشكي وأفضفض وأتكلم مع حد
أنا اللي تعابني أوي دلوقتى عدم قدرتي على التعامل مع الناس ولخبطة في الكلام وما عنديش أي أصحاب وكل اللي عرفتهم كانوا مش كويسين لأن أنا طول حياتي مش زي بقية البنات يحبوا ويتحبوا ويحكوا لبعضيهم أنا كنت رافضة الموضوع ده موضوع الخروج والتسلية وكان كل أصحابي يستغربونني ويحسبونني كتومة ومش بحب أحكي حاجة لحد.
أنا مش عارفة أعمل إيه الملل والاكتئاب وشعوري بالضعف والوحدة تاعبني أوي.
أرجو الرد على رسالتي هذا وإنني أشعر دائما بالكسل في الحركة وبكائي المستمر على مواضيع تافهة مستهالش الكل يقول عليّ أني عصبية ومش بعرف أتحكم في أعصابي ومن أتفه حاجة أستمر أبكي لفترة طويلة.
22/10/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛ أختي الكريمة، بسيطة إن شاء الله.
إن الأمور التي تعانين منها مرتبطة ببعضها البعض، فاعتقادك أنك غير قادرة على التواصل مع الآخر ولد عندك تجنب الآخرين والميل للوحدة خوفا من أن تقعي في موقف أنت تظنين نفسك غير قادرة على التصرف حياله، ومن هنا تزايدت عدم ثقتك في نفسك وتشوهت صورتك الذاتية أكثر فأكثر (أنا ضعيفة.. غير قادرة على التعامل مع الآخرين.. غير قادرة على حل مشاكلي..)، ومن الطبيعي أن يولد هذا عندك ضيقا وقلقا وانطواءً وأعراض كآبة.
فلو كنت حقا كما تعتقدين عن نفسك، كيف استطعت إكمال مشوارك الدراسي الذي يتطلب احتكاكا وتواصلا مع المدرسين والطلبة؟ كيف استطعت المواصلة مع ما قد تكونين تلقيته ككل الطلبة من ملاحظات من طرف المدرسين على الملأ وانتقادات ربما تكون لاذعة بعض الأحيان؟ كيف استطعت النجاح وهو يتطلب مذاكرة وتركيزا وثقة في النفس للدخول للامتحانات؟
من هنا أقول أنك تحتاجين دعما لتقدير الذات وتعزيز الثقة بالنفس في جلسات تحت إشراف مختص. فعندما تتحسن صورتك الذاتية ستجدين نفسك قادرة على التعامل مع الآخر ومواجهة التحديات وحل المشاكل التي تؤرقك في المحيط الأسري أو خارجه. فالمسألة تحتاج تدريبا حتى تتكون عندك مهارات أساسية في التواصل مع الآخر.
بخصوص كلامك عن الاكتئاب وظنك أنك تعانين منه لأن الوالدة مصابة به، فالعامل الوراثي وارد ويمكن جدا علاج الحالة إلا أنني أعتقد أنه لفرط صراعاتك الداخلية تكون عندك ذلك الضيق واللخبطة في الكلام والأحاسيس السلبية التي ترفع توترك أكثر فأكثر وبارتفاع توترك يزداد ضيقك ولخبطة الكلام ومن ثمة عزوفك عن الحديث والتواصل، فتجدين نفسك تنغمسين شيئا فشيئا في عزلة وكآبة.
أختي أدعوك للاتصال بمختص في الاضطرابات النفسية حتى يشخص حالتك عن قرب ويصف لك العلاج المناسب كما أنه من الضروري متابعة جلسات علاجية معرفية سلوكية والالتزام بالتدريبات التي أثبتت نجاحها في تقويم الصورة الذاتية وتزويد الفرد بمهارات التواصل وحل المشكلات، والشيء المهم كذلك الذي لا يجب أن نغفل عنه هو اللجوء إلى الله بالدعاء والتضرع ليخفف عنك معاناتك النفسية.
ويتبع ......................: ضائعة وعصبية ووحيدة مع الملل والاكتئاب مشاركة