ابنتي المراهقة
لدي ابنة في الخامسة عشرة من عمرها، والدها متوفى بعد طلاقنا وهي في عمر 5 سنوات، وأنا متزوجة ولدي ولد عمره 3 سنوات.
شخصية ابنتي وتصرفاتها:
1. تهتم بمظهرها بشكل دائم لكنها دائماً غير راضية عن شكلها.
2. تقوم بعمل ثقوب في أماكن كثيرة بجسمها تعدت كل الحدود تضع فيها أقراط.
3. تجرح جسمها أو تحرقه وتعترف بأنها تحب ذلك.
4. تكذب.
5. دائماً ترفع صوتها حتى في الحوار العادي.
6. تستخدم ألفاظاً سيئة جداً وتعبيرات غير لائقــة في الكلام.
7. لا تهتم بمذاكرتها إطلاقاً.
8. دائماً تخطئ في الامتحانات أخطاء تافهة (لعدم الاهتمام) careless mistakes
9. تتكلم في التليفون كثيراً، وفي الموبايل وفي مواعيد متأخرة في الليل (فاتورة كبيرة بشكل مفزع).
10. تشرب سجائر.
11. أحياناً تظهر على رقبتها علامات التقبيل (لا تخجل منها بل تستخدمها لتستفزني).
12. لا تلتزم بمواعيد عودتها للمنزل عند الخروج.
13. تتغيب عن المدرسة كثيراً، على الأقل يوماً كل أسبوع.
14. تستخدم الكومبيوتر المحمول في المحادثات لأوقات طويلة جداً.
15. يمكن أن تتعرف على شباب في المقهى أو السوق.
16. دائماً تهين أمها وتستفزها وتلقي اللوم عليها في كل أخطائها، وأنها ربتها غلط لأن الناس يقولون أن "أمك تدللك".
17. لا تحترم مدرساتها ولا أمها ولا زوج أمها ولا أي شخص كبير في العائلة.
18. تنفق كل نقودها ودائماً متطلبة وغير مبالية بظروف الأسرة، خاصة أن أهلها لا يصرفون عليها وأتولى أنا ذلك في حدود ما يسمح به زوجي.
19. دائماً تريد الخروج من المنزل وعدم المشاركة في أي مناسبات عائلية.
20. تريد من الجميع الاحتفال بعيد ميلادها وتغضب جداً إذا تجاهلها أحد، في حين أنها لا تهتم بعيد ميلاد أي شخص.
21. لديها صديق شاب وتريد فرضه على حياتنا (يتغير كل أسبوع).
22. لا تشارك في المسؤوليات المنزلية (حتى لو عمل شطيرة لها).
23. لا تستحم إلا نادراً.
24. توجه لأمها كلمات سيئة جداً مثل: أكرهك، يا رب تموتي،-قرفتيني، بترخمي عليّ، مجنونة... ومؤخراً: جوزك المفروض يديكي بالجزمة، سأضربك لو عملتي كذا أو كذا، ربنا يأخدك...
25. هدفها الكبير هو عصيان الأوامر حتى لو كان الأمر: كلي، أو نامي، أو حتى صففي شعرك.
26. مهملة جداً في أشيائها الخاصة، ودائماً تخرب أو تضيّع، ونتحمل طبعاً النفقات.
27. تشتكي لأصدقائها وإخوتي وكل من تعرف من أمها وتشعر بأنها مكروهة.
28. تقلّد أصدقاءها في شكلهم ومظهرهم وكذلك تصرفاتهم وتحاول أن تكون أسوأ منهم كافتخار.
29. تدّعي أشياء غير صحيحة عن حياتنا الاجتماعية وتحب التظاهر (مثل أن أمها كانت تعيش في ألمانيا طوال عمرها وتتكلم الألمانية).
30. دائماً ترى ما ينقصها ولا ترى أبداً ما لديها.
31. دائماً تطلب وتأخذ ولا تعطي مطلقاً ولا حتى الابتسامة.
32. عند الكلام عن موقف معين مضى يتبين لي أنها تأخذ من الموقف ما يحلو لها وتفسره بشكل مختلف تماماً عن الواقع وعمّا حدث بالفعل (لا أدري إذا كان ذلك عن عمد أم أنها تكون مقتنعة فعلاً برؤيتها).
33. أشتري لها ملابس كثيرة، وتقرضها لصديقاتها ولا تستردها وتطلب غيرها (وكالعادة دائماً ترى أنني لم أحضر لها شيئاً وأنها تعيش مثل الفقراء).
34. تقارن نفسها بأمها، وإذا اشتريت شيئاً لنفسي تعتبرني أنانية وطمّاعة.
35. إذا تعاهدنا على اتفاق معين تأخذ مصلحتها أولاً ولا تلتزم بتنفيذ المطلوب منها أبداً.
36. تكرر طوال الوقت أنها تكره الحياة مع أمها ولكن ليس لديها ملجأ غيره.
37. تريد الزواج في سن صغيرة لتتخلص من القيود (كما تلمح بشكل متعمد وغير لائق بأنها لديها رغبات جنسية لذا يجب أن تتزوج).
38. لا تهتم بالحلال أو الحرام نهائياً، ولا الصلاة أو الصوم أو أي عبادات أو عقائد دينية.
39. ترى دائماً أن لها الحق الكامل في فلوس زوجي وهو ليس لديه أي حقوق عندها.
40. تعتقد أن كلمة (آسفة) تمحو أي خطأ ترتكبه وإن كان كبيراً ويجب أن ننساه مجرد أن قالتها ونعود لنتعامل كما كنا من جديد (طبعاً تقول هذه الكلمة كثيراً جداً وتكرر الخطأ بعد نصف ساعة... عادي!).
41. تكرر الأخطاء ذاتها حتى بعد اعترافها بأنها أخطأت وتسببت في الأذى لمن حولها أو لنفسها.
42. تعتقد أن المذاكرة شيء تقوم به لأمها وليس لصالحها الشخصي.
43. قامت بعدة محاولات للانتحار بأخذ عدد كبير من الأدوية أو قطع شريان معصمها وتهدد بذلك كما تعبر عن رغبتها في الموت بكثرة.
44. تشرب الخمور، وأحياناً المخدرات مثل الحشيش أو البانجو.
45. تسرق.
46. عندها أفكار غريبة تبوح بها، ولا أعرف هل للاستفزاز أم للتنفيذ، مثل أنها تريد أن تكون ثنائية الجنس ويكون لها صديق وصديقة.
47. أحياناً تمر بفترات سكون وفجأة دون إنذار تتوالى الأخطاء والأعراض حتى تصل لأقصى الحدود ثم نعالج الأمر ونحتويه ولكن بعد عناء، ولا أعلم إلى متى سنظل مسيطرين فقد تفلت الأمور قريباً.
لقد كتبت لحضرتك تصرفاتها حتى لا يكون هناك شك في تشخيص حالتها لأننا تخطينا هذه المرحلة.
في الواقع هي عاشت معي في بلد عربي حيث يعمل زوجي( منفتح) لمدة سنتين منذ انتقالي إلى هنا، وبدأت هذه الأعراض في التسلل إلى حياتنا وفوجئت بها وهي بهذه الأخلاق، اقترحت عليّ أختي في إحدى الإجازات أن آخذ برأي طبيب نفسي.
وبالفعل، أكد الطبيب أنها تعاني من مرض اضطراب الشخصية الحدية أو البينية، وقد راجعته كثيراً لأني قرأت أن أعراض هذا المرض تتشابه مع مرض الفصام أو الاكتئاب ثنائي القطب، ولكنه أكد أنه اضطراب الشخصية الحدية. وبعد مبيتها خارج المنزل لمدة ليلة لا أعلم عنها شيئاً ذهبت لقسم الشرطة وأبلغت عن فقدانها وهي جاءت في اليوم التالي بلا أي مبالاة وحدثت مشاجرة كبيرة بيننا ضربتني بعدها في الشارع وذهبت بها لقسم الشرطة حيث استوقفوها وذهبت لدار الإيواء لمدة ليلة قررت بعدها أن أرسلها إلى مصر لتتابع العلاج بعد أن تأكدت بمرضها النفسي، ولكن زوجي لم يسمح لي أن أظلّ معها في مصر، وهي الآن عند أختي وقد زادت هذه الأعراض التي كتبتها سابقاً بشكل كبير وأصبحت شخصية انتحارية (3 محاولات انتحار) جداً لدرجة أن الدكتور ينصح بدخولها للمستشفى، ولكني عندما سألته هل لو دخلت المستشفي ستشفى وتخرج متعافية سليمة أجاب بالنفي وأن هذا مجرد إجراء لمنعها من الانتحار وتهدئتها، وأنا أخاف عليها من الانتحار داخل المستشفى أصلاً أكثر من وجودها عند أختي، حيث لا أعرف مدى الاهتمام والمتابعة في المستشفى.
قلبي ينفطر عليها، ابنتي التي كانت منذ 3 سنوات مجرد طفلة فوجئت بها تصلح لتكون زعيمة عصابة. استمرت 4 شهور في العلاج ولم ألحظ أي تقدم حتى الآن ولكن من قراءتي عن هذا المرض علمت أنه مرض صعب في العلاج وما زالت طرق علاجه قيد البحث والدراسة، وأن العديد من الأطباء النفسيين يرفضون متابعة هذا المرض لأنه متعب وويتطلب جهداً كبيراً من الطبيب النفسي، وأنا لا أعلم ماذا أفعل؟
أرى ابنتي تضيع مني أمام عيني وأقف مكتوفة اليدين، لقد فكرت أن أتابع مع طبيب آخر بالرغم من استشارتي للعديد من الأطباء ولكن يبدو أنه من الأفضل أن تتابع مع نفس الطبيب لأنه يعرف الحالة جيداً وأقام جسوراً من الثقة معها، لكني أريد أن أضمها لحضني مرة أخرى، ولن يتحملها أحد غيري بالرغم من استياء زوجي من تصرفاتها واعتبارها قليلة التربية ليس إلا... وأختي -وفقها الله- ترعاها ولكنها بالطبع تحول بيتها لجحيم، لكن هنا في هذا البلد لا يوجد من الأطباء من هم ذوي خبرة، كما أن العلاج مكلف بشكل كبير جداً وأنا أعاني أصلاً من تكاليف العلاج في مصر حيث ليس لي مورد إلا ما يعطيه لي زوجي وأقتطع منه لعلاجها ومصاريفها ودراستها.
إن طبيبها المعالج يعطيها دواء البروزاك جرعة زادت تدريجياً إلى 50 ملغ في اليوم، وقد قرأت أن هذه النوعية من الأدوية تسبب أفكاراً انتحارية عند من هم أقل من 18 عاماً، وهي أصلاً شخصية انتحارية فهل هذا الدواء فعلاً سبب في زيادة نوبات الانتحار وتجريح جسمها والهياج العام؟ كما يعطيها دواء سيروكويل بجرعة زادت تدريجياً إلى 100 ملغ يومياً، ودواء آخر هو ديباكين تأخذ قرصاً يومياً، ومؤخراً أعطاها حقنة اسمها هالدول كل شهر أخذت منها واحدة فقط، وقريباً كانت في حالة هياج وعصبية عنده في العيادة فأعطاها حقنة كلوبيكسول وقد هدأت في اليوم التالي لكنها مثل "المغيّبة".
لا أعرف هل هذا العلاج سليم أم لا؟ وقد قرأت أن العقاقير إذا لم تأت بنتيجة لمدة 3 شهور فيجب استبدالها بغيرها، وهي بالفعل لم تتقدم أبداً بل تتدهور، وإذا كان هذا المرض ليس له علاج فكيف تعرف عليه الطب على أنه مرض؟ وإذا كان له علاج حتى لو طويل الأمد ألا تظهر دلائل التحسن بعد 4 شهور من العلاج حتى لو كانت الدلائل بسيطة؟.
أرجوكم أشعر أن ابنتي في خطر كبير، وإذا حدث لها شيء فالحياة ليس لها معنى بالنسبة لي. لقد اعترفت مؤخراً بأنها تشرب الخمور وأنها تريد المساعدة، وقد أدخلتها مستشفى لعلاج السموم وتم سحب السموم من جسمها، ولكن الدكتور أكد أنها ستعود للشرب مرة أخرى لأنها تقول أنها نحب الخمر وهذه كلمة خطيرة جداً، وقد أوصى طبيبها المعالج بدخولها مستشفى للصحة النفسية لفترة طويلة، ولا أعرف ماذا سيتم بشأن دراستها؟ ولا ما سيفعلونه معها في هذه المستشفى؟ ولا ما هي أحسن المستشفيات لحالتها؟ وكيف لي أن أتخذ هذا القرار المصيري وأنا لا أنام حيث أرى ابنتي تتعرض لجلسات كهرباء وطرق علاج أو تجريب لا أعلم عنها شيئاً؟ لا أدري إذا كنت أستمر مع طبيبها المعالج أم أطلب رأي ثان وثالث؟ وهل فعلاً كل المستشفيات تمنع الزيارة في المرحلة الأولى من العلاج؟ حيث لا أقوى على تركها هكذا دون أن أعلم ما يحدث لها.
يا دكتور، لا يمر يوم إلا وتحدث مشاكل سببها ابنتي تضر بها نفسها وكذلك من حولها، وأنا ضعيفة لا حول لي ولا قوة معها، ولم أكن كذلك يوماً فأنا امرأة قوية في الأزمات ولكني وصلت لأقصى درجات الضعف والوهن وقلة الحيلة، بالله عليك أفدني وساعدني.. هل أنسى هذه الابنة تماماً وأعرف أن نهايتها حتماً قريبة؟ أم أن هناك حلولاً ملموسة تعطيني وإياها وللأسرة جميعاً أملاً؟ هل يمكن إفادتي؟ هل يوجد شخص متخصص في علاج مثل هذه الحالات؟ هل واجه أحد الأطباء حالة مثل هذه وقام بعلاجها بالفعل؟ وهل تعافت تماماً؟ أقرأ في المواقع الأجنبية عن هذا المرض بإسهاب، وتوجد جماعات لمساندة أهالي المرضى، ولكن يبدو أن هذا غائب في مجتمعاتنا الشرقية حيث أجد في المواقع العربية مجرد شرح لأعراض المرض ثم جملة (يجب العرض على طبيب نفسي)، لكن لا يوجد توجيهات للأهل أو أسماء الأطباء المتخصصين في هذا المجال أو المراكز، للأسف أنا ضائعة ومتأكدة أنه يوجد العديد مثلي في المجتمع.
أرجو مساعدتي بأي شكل أو طريقة، واغفر لي إسهابي حيث أني عندما أذهب لزيارة أي طبيب نفسي تكون الدقائق والثواني بمقابل مادي ويجب أن أقبل بالردود المختصرة والحكايات المبتورة، ورغبتي كبيرة في أن يسمعني أي طبيب كصديق ويقف إلى جانبي يرشدني.
09/11/2008
رد المستشار
الأخت الفاضلة "رسمة"،
أقدم أولا اعتذاري الشديد للتأخير الحاصل في ردي على رسالتك، ولكنها كانت من الرسائل التي لامستني كثيراً، فليس من السهل أن يرى المرء طفله ينمو ويضيع أمام عينيه, من الشرح المفصل والدقيق في رسالتك لحالة ابنتك يتضح لي مدى ألمك ومعاناتك في رحلة العلاج معها.
لن أسهب في الكلام لأنه وباختصار لا أعلم بالضبط ما الذي دفع الأطباء إلى وضعها على كل هذه الأدوية وهي في هذه السن الصغيرة جداً! ومع احترامي لآراء الأطباء الذين قاموا بتشخيص الحالة على أنها "اضطراب في الشخصية الحدية"... فما أشاهده هو حالة طفلة تعرضت لصدمة ما في سن مبكرة، قد يكون فقداً أو إحساساً بالإهمال.. كانت بحاجه لأن يلاحظ وجودها أحد، ولم يتم ذلك إلا ببداية تصرفاتها السلبية.
عزيزتي، ما تعاني منه ابنتك هو مايسمى بال conduct disorder وجميع ما ذكرت يصب في هذا التشخيص، قد لا يهم التشخيص بالنسبة إليك لأنه مما يبدو أنك على اقتناع من خلال رحلتك الطويلة مع الأطباء.
العلاج:
من وجهة نظري يجب أن يعاد تقييم ابنتك بواسطة طبيب مختص في اضطرابات الأطفال والمراهقين، وقد كنت أحاول الوصول لأي طبيب في هذا المجال في مصر ولكن للأسف لم أوفق.. الأدوية التي تأخذها حالياً فعلاً قد تؤدي إلى أن تكون ابنتك نزيلة دائمة في مصحة نفسية، وهذا شيء يفطر القلب، أن تخسر فتاة في مثل عمرها مستقبلها وحياتها.
ابنتك بحاجة في البداية إلى طبيب يمكنه الوصول إلى بداية المشكلة وأساسها، قد تكون غاضبة منك لسبب ما، قد تكون تحملك ذنب لشيء ما وهذه طريقتها للتمرد عليك لتسبب لك الألم لعدم إحساسك بها، فهي تحبك بقدر ما تؤلمك.
عزيزتي،
يسرني أن أتواصل معك لمتابعة حالة ابنتك، ولكن ابحثي عن شخص مختص في مثل هذه الحالات، وسوف تحتاج إلى علاج دوائي ونفسي بالإضافة إلى تعديل في حياتها، فقد مرت في تجارب أكبر من سنوات عمرها الخمس عشرة، وأنا على استعداد للوقوف بجانبك حتى تتخطى ابنتك أزمتها بإذن الله.
ورب العالمين لك معين وهو الشافي المعافي.
تقبلي تقديري
واقرئي على مجانين:
سرقةٌ وكذب وعدوانية: اضطراب التصرف
التعليق: أختي الفاضلة أنا لست طبيبا وليس لي أي باع في الطب النفسي إن ما تعانيه ابنتك سببه أنك السبب الرئيسي من حرمانها من أبيها