موسوس من العيار الثقيل م
السلام عليكم
"أما ما يحدثُ من تحسن نتيجة لاستخدام الدواء فهو في معظم الأحيان مرتبط باستمرار المريض على الدواء، أي أن المريض يعيش طبيعيا بشرط استمراره على الدواء والفرق كبيرٌ بالطبع بالنسبة للمريض"
هكذا إذن!!!
أ.د وائل أبو هندي.... السلام عليك ورحمة الله وبركاته؛
لست أدري من المسؤول عن عدم علمي بهذه المعلومة طوال ثمان سنين ماضية (ولا أقول أعوام)...
هل هو أنا؟؟ أم أطبائي الستة الذين زرتهم خلال تاريخي المرضي؟؟
هل كنت أنا متوهما حين ظننت أن الدواء قادر على إعادة الوضع إلى ما كان عليه في أشهر معدودة، ثم سأستغني عنه؟
أم أن أطبائي هم من كانوا يوهمونني بذلك؟؟
ولماذا لم يخبروني بالحقيقة منذ البداية؟؟ وتركوني أجادل وأناظر من يدعوني إلى ترك الدواء مدعيا أنه مجرد مسكن قائلا له:
إن هذه الأدوية مختبرة ومجربة من قبل أطباء نفسيين أكفاء مسلمين،وليست مجرد مسكنات، وهناك من المرضى من تعافى بعد فضل الله بها، وهو الآن لا يتناول أي عقار، وأنا لمست فعاليتها بنفسي، ولولا الله عز وجل ثم أنني امتنعت عن المداومة عليها لما تسببه من نعاس وخمول لربما كنت شفيت.
وأستدل حين يأمرني بترك الدواء ليقوى توكلي على الله عز وجل ويبقى تعلقي به وحده بقوله صلى الله عليه وسلم: [يا عباد الله تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء] قال الألباني: ((أخرجه الحاكم بسند صحيح, وهو مخرج في "غاية المرام "(292) عن جمع من الصحابة نحوه)). فإن في أخذي للدواء طاعة للرسول صلى الله عليه وسلم ،وهو ليس منافيا للتوكل، بل هو من أخذ بالأسباب الذي أمرنا به.
لا أخفيكم أنني صعقت حين صارحني أحد أطبائي [وهو الدكتور..............] وقال لي:
لن نضحك على أنفسنا،، أنت يجب أن تستمر على أخذ (الأنفرانيل) مدى الحياة!!! ثم خُفف الحكم المؤبد علي إلى عشرة سنوات ولله الحمد.
إن هذا الحكم القاسي، رغم مرارته وشدته، إلا أنه أفضل بالنسبة إلي كثيرا من أن يخفي الطبيب علي خططه بعيدة المدى، ويوهمني أن العلاج ما هو إلا عدة أشهر.
على الأقل من أجل أن أكون على بصيرة!!
إضافة إلى أن لدي سبلا علاجية مادية أخرى، قد أجلتها إلى أجل غير مسمى لأنها أصعب كثيرا من تناول الدواء،،،،
لكن مادام الدواء يحتاج إلى عشرة سنوات حتى يتم شفائي بإذن الله.. وفي مقالكم هذا يحتاج إلى العلاج السلوكي الذي أسمع جعجعته ولا أرى طحينه..
فإن العلاج الذي تسمعه هنا من الشيخ الألباني لا يتجاوز الأربعين يوما.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33862
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129981
والعلاج بأوراق الملفوف لا يتجاوز الثلاثين يوما.
سأنتقل إلى الأسئلة حتى لا أطيل:
1) ما هي سبل العلاج السلوكي بالنسبة لمن ليس لديه من يساعده
أعلم أنني أنا الذي لم أساعد نفسي،فطبيبي هنا في الأردن طلب مني أن أمتنع عن الجلوس إلى الحاسوب أو أمتنع عن الغداء مع الزملاء في اليوم الذي أهرب فيه من مواجهة الوضوء، (وبالمناسبة فأنا ما زلت أعد الوضوء شبحا مخيفا). لكني لم أستطع أن أمتنع عن الجلوس إلى الحاسوب.. خاصة وأنا أتكلم عن حاسوب بحت، بدون إنترنت. ولم يؤثر فيني كثيرا الامتناع عن الغداء مع الزملاء..
2) هل تجدون في (ريـسبـيـريدون) نفعا لحالة مثل حالتي... فقد أبدى طبيبي رغبة في إعطائي 1 ملجم منه إن لم أتحسن.
هل يمكن أن يكون جنح إليه لأنه يظنني أخاف من الماء، مع أني أخبرته أنني لا أخاف من الماء وإنما من الوضوء نفسه، فأنا أغسل يدي ثلاث مرات وأستنثر ثلاث مرات عند استيقاظي من النوم اتباعا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وأكون في نفس الوقت خائفا جدا من بدء الوضوء. لذلك فإن قولك للأستاذة رفيف:
"لكنني يا رفيف لا أعطي هذا الترخيص لمرضاي لأن من أهم أساسيات العلاج المعرفي السلوكي التعرض للمثير (وهو هنا الماء) "بالنسبة إلي ليس صحيحا فالماء لا يثيرني فأنا أستخدمه بكل أريحية في غير الوضوء.. وأظن أني إذا انتقلت للتيمم فإن المشكلة ستنتقل إليه.. لأن المشكلة فيني وليست في الماء.. وهناك علامات استفهام كثيرة أضعها خلف سؤالي القائل: إن كنت أخاف من بدء الصلاة وأنا كذلك فعلا فأنتقل إلى ماذا؟؟؟؟؟؟؟
أنا في الحقيقية أسعى للحصول على فتوى تجيز لي أن أقطع وضوئي أي نية وضوئي ثم أستكمله من جديد دون أن أعيد من البداية، وأن أقطع صلاتي وأستكملها من جديد وأنا إن كنت حريصا على هذه الفتوى إلا أنني داخليا مقتنع بأمرين:
الأول: أن هذه الفتوى صحيحة خاصة بالنسبة لحالة مثل حالتي ستعرف لماذا في الخاتمة.
ثانيا: أن الفتوى لن تغير كثيرا من مجرى المرض... فالمشكلة هي (أنا) و (أنا) من يجب أن أتغير وليس قواعد الوضوء أو الصلاة.
لذلك أقول:
إذا شُخصّت وسواسا خطيرا = فخذ مني الدواء وصبر خبيرا
ولا تخدعك أدوية الأطبّاء = ولا يغررك طبهمُ كثيرا
فمختصر الطريق عليك اصعد = بناء ثم حاول أن تطيرا
وأقول:
إليك إليك يا خلي الموسوِس = أن احذر طب نفس لا يُنفِّس
وسلني. . إن تجربتي أتتني = بعلم ليس يؤخذ عن مدرس
إذا رمت الخلاص فزر عرينا = وقبل رأس شيخ الغاب واجلس
ختاما... أشكر لكم تحملكم لي...
وأخبركم أني إلى الآن ومنذ شهرين مداوم على أنفرانيل 75 ملجم وسيبراليكس 20 ملجم، ويؤسفني أن أخبركم أني في وضعي في الأيام الأربعة الماضية كان سيئا للغاية وضيعت فيها صلوات كثيرة، بل لم أصل فيها إلا عدة صلوات.
ولكم شكري العميق
حرر في 26 تشرين الأول
09/11/2008
رد المستشار
أهلا يا "سهم" هذه إذن هي المتابعة الثانية لك بعد الأولى... ويبدو أنك ما زلت تتساءل وما زلت لا تنفذ أساليب العلاج السلوكي المعرفي... أنت تحتاج إلى تفقه في أمور دينك أو أمور أهم وساوسك وأما مسألة الخوف من الماء هذه فأمرها مختلف فمفترض بل من المفهوم لدينا أن الخوف من الماء نادرا ما يكون عرض وسواس القهري وإنما هو الخوف من معنى ما أو فعل ما مرتبط بالماء وهو الوضوء في حالتك والنجاسة في حالة أخريات وهنا أضع الماء بمعناه الأوسع من الماء الطهور....
أنت الذي يجب أن تتغير وهكذا قال لك السعدني وقلت لك أنا.. ويتم ذلك من خلال العلاج المعرفي السلوكي يا سهم وأما بالنسبة للمسئولية عن جهلك بمعلومة أن العقار لا يعالج الوسواس إلى الأبد فعلى أطبائك المعالجين كلهم وعذرهم أنهم عاشوا عصر الافتتان بوجود علاج عقاري يعالج الوسواس القهري ولم ينتبهوا إلى أنهم في أحسن أحوالهم يعالجون حالات لا عقليات وأنت تحتاج علاجا للعقليات هذه...
مخك منظم جدا يا سهم وهذه ميزة يجب أن تدفعك في طريق الخلاص وإلا ضيعها عليك الوسواس... وأترك للأستاذة رفيف أن ترد على الشق الفقهي الطبي من رسالتك: (أنا في الحقيقية أسعى للحصول على فتوى تجيز لي أن أقطع وضوئي أي نية وضوئي ثم أستكمله من جديد دون أن أعيد من البداية، وأن أقطع صلاتي وأستكملها من جديد.. وأنا إن كنت حريصا على هذه الفتوى إلا أنني داخليا مقتنع بأمرين:
الأول: أن هذه الفتوى صحيحة خاصة بالنسبة لحالة مثل حالتي ستعرف لماذا في الخاتمة.
ثانيا: أن الفتوى لن تغير كثيرا من مجرى المرض... فالمشكلة هي (أنا) ، (أنا) من يجب أن أتغير وليس قواعد الوضوء أو الصلاة). فهذا موسوس في أمر النية ولك أن تستعرضي له مدى سماحة الشرع في لب موضوعه هذا:
وتضيف الأستاذة رفيف الصباغ:
السلام عليكم:
الأخ الكريم أبو أنس (السهم)، طبعاً المشكلة مشكلتك أنت!! نعم يا سيدي أنت الذي يجب أن تتغير ولكنك لن تتغير دون تغيير أحكام الوضوء والصلاة!! وأضرب لك مثالاً: من أصابه مرض جلدي يزيد باستعمال الماء، لن يشفى إلا إذا طبق الحكم الشرعي الخاص به وهو الابتعاد عن الماء في الوضوء وغيره، وإذا قال: أنا الذي يجب أن أشفى وأتوضأ كالأصحاء، وليس الحكم الشرعي الذي يجب أن يتغير في حقي، فلن يشفى أبداً!!
وأنت لن تشفى إلا إذا توضأت وصليت بدون نية، وبدون أن تُبلِّغ أعضاءك، وبدون أن تأتي بجميع الفروض!!!
وأقول لك بالشامي: (شو ما خبَّصت مقبول منك)!!!
وسأعطيك خطوات عملية شرعية لمعالجة وسوستك، علماً بأن تفصيل النصوص الشرعية والأدلة ستأتي في مقالات منهج الفقهاء إن شاء الله-:
الخطوة الأولى دائماً: هي الالتجاء إلى الله أن يكرمك بالشفاء، وأن يعينك على الالتزام بالعلاج، مع تيقن حصول الإجابة، وكثرة الإلحاح عليه في ذلك. فلا أنت ولا نحن نملك لك شيئاً إن لم يسعفك الله برحمته.
الثانية: الاستعاذة بالله من الشيطان، فمن المؤكد أنه الآن في غاية السرور لما يجري معك، فاستعذ بالله من شيطان الصلاة خنزب، ومن غيره من شياطين الوسوسة.
الثالثة: استعن بالصبر ولا تيأس، واعلم أن هذا باب كبير للأجر والثواب فتح لك، ما دمت صابراً ملتزماً لخطوات العلاج، معرضاً عن الاستجابة لوساوسك وإن شنّت عليك الغارات، وأعلنت عليك الحروب...، وستشفى بإذن الله، (وخذها مني)، فهل أنت مستعد للمجاهدة والصبر وإن كانت عشر سنين؟ ومن يدري؟ لعل الأصحاء يتمنون مكانك غداً يوم القيامة لما تعطاه من أجر الصبر!
وأما بالنسبة للأحكام التفصيلية: فظاهر أنك تتبع المذهب الحنبلي الذي تعلمته في بلد إقامتك، ومن المعروف أن الحنابلة يشترطون الموالاة (تتابع الأفعال) في الوضوء، وإلا لم يصح. ولكن الحنفية والشافعية لا يشترطون ذلك، كما أن الحنفية لا يشترطون النية لصحة الوضوء ولا الترتيب بين الأعضاء، بمعنى: أنك تستطيع عند المذهبين، أن تغسل وجهك مثلاً ثم تذهب للكلام على الهاتف ثم تعود فتغسل يديك، ثم تنزل إلى السوق فتشتري بعض الأشياء، ثم تعود فتمسح رأسك، ثم تذهب إلى المسجد فتغسل رجليك هناك ثم تصلي!!! وتستطيع بناء على مذهب الحنفية: أن تستيقظ صباحاً، فتغسل وجهك كالعادة، وكفيك، وتذهب فتمارس أعمالك، فإن بدا لك أن تصلي يكفي أن تغسل ما تبقى من يدك إلى المرفق وأن تمسح رأسك الذي لم تمسحه وتغسل رجليك، وتقف وتصلي!! رغم أنك لم تكن ناوياً للوضوء أثناء غسل وجهك ويديك!! وإذا شئت أن تغسل رجلك قبل مسح رأسك فلا مانع عندهم أيضاً!!! [هذا إن لم تحدث بين الأفعال طبعاً].
وأما الصلاة: فلا أعلم مذهباً يقول بجواز أن تقوم فتصلي ركعتين من الفرض الرباعي، ثم تجلس فتشرب فنجاناً من القهوة، ثم تقوم فتصلي ركعتين أخريين!! ولا مذهباً يقول بأنك إذا قمت ببعض الحركات الرياضية حسبت هذه صلاة لك! ولكني أعلم أن جميع المذاهب متفقة على أن الموسوس مهما أتته من الوساوس والشكوك في إتمام أركان الصلاة –بدءاً من النية والتكبيرة وانتهاءً بالسلام- أو من الشكوك في حصول مبطل للصلاة فصلاته تبقى صحيحة رغماً عن أنفه وعليه أن يتابعها كما هي!! فلماذا تريد أن تبطلها أنت؟؟
غير أن الأمر الأهم في هذه الأحكام أن تعرف كيف تستخدمها لإيقاف الاستجابة للوساوس...، أنت مستعد؟...
أنت الآن يا "سهم" تريد أن تتوضأ فكتمت أنفاسك وانطلقت كالسهم إلى الحمام كمن يريد أن يغطس في بركة السباحة، دون أن تعطي لنفسك فرصة في التفكير بأي شيء....، ثم وقفت لتتوضأ، فبدأت بالنية فجاءك وسواس: ما صحّت نيتي. فقل: بلى نويت وتابع، فإن ألحت الفكرة فقل: أنا أريد أن أتوضأ وفقاً لمذهب الحنفية هذه المرة وأتوضأ دون نية، واستمر، ستأتي الوساوس مرة أخرى فقل: لكن وضوئي صحيح ولو لم أنوِ حيث أني لا أقدر على أكثر من ذلك ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، واستمر وهكذا... وكلما جاءك وسواس اخرج له بفتوى والقصد من ذلك كله أن لا تقطع الوضوء..وأخيراً إن خارت قواك وقطعته ارجع فتابعه بعد قليل وفقاً لمذهب الحنفية والشافعية دون أن تعيد ما غسلته من قبل...
وكذلك الصلاة: إن وُسوِسْتَ: ما كبرت جيداً، فقل: بلى كبرت، أو قل: لا يوجد داعي للتكبير!!! وإن وسوست: ما نويت فقل: بلى نويت، وإن وسوست: بطلت الصلاة: فقل: لا لم تبطل، واستمر على هذا الحال... وتأكد أن صلاتك صحيحة باتفاق العلماء.
ولتهوين الأمر عليك: اختر فكرة وسواسية واحدة وجاهد نفسك على تجنبها، فإن انتهيت منها فانتقل إلى غيرها. واجعل همك ومتعتك في إغاظة شيطانك ومعاكسة وساوسك. وبالشامي قل لشيطانك: (هاد الحاضر، أنا بدّي صلّي بلا وضوء، وبلا ركوع وبلا سجود كمان). وأكرر: صلاتك صحيحة وإن فعلت هذا...
وللتخفيف من خوفك من الوضوء: قم بالوضوء دون نية، مع غسل الأعضاء مرة مرة، إلى أن تشعر أن الوضوء سهل جداً ولا يحتاج إلى عناء...
وخذ هذه مني أيضاً:
إذا رُمْتَ الخلاصَ فزُرْ طبيباً * ونفسَك للتداوي أنتَ فاحبسْ
وخذْ حُكماً يسيراً ليسَ صَعباً * ولا تسمعْ لصوتٍ إذ يوسوِسْ
وقلْ:عملي صحيحٌ، رغمَ أنفي * وإن (خبّصتُ)، أو فعلي (مُعَفِّسْ)!
تريدُ شفاءَك المزعومَ يأتي * وأنت تعيشُ في همٍّ وتُبْلِسْ؟!!
وإنْ لمْ تتَّبِعْ نُصحاً فماذا * يُفيدُ النَّدبُ والقولُ المُقَعِّسْ؟
فشمرْ، واصبِرَنْ، والنُّصْحَ فاقبلْ * وإلا سوف تُدْعَى بالمهوِّسْ
ولُذْ بالبابِ، بابِ اللهِ ربِّي، * فما خابَ الذي بالبابِ يجلسْ
أخيراً أسألُ الرحمنَ فضلاً * وَأنْ يَشفيكَ مِنْ داءٍ يُوسوِسْ
تنبيهان:
- مسألة التيمم بدل الوضوء ليست فتوى وإنما وجهة نظر تم نقاشها على الموقع.
- الأحكام المذكورة خاصة بالموسوسين، وليست لمن يميلون إلى التساهل فلكل حكمه، والقارئ موكول إلى ذمته، لكن له أن يقلد بعض الأحكام التي أنقلها عن المذاهب –كما في شروط الوضوء هنا مثلاً- عند الضرورة لها لا لتتبع الرخص والتساهل في الأحكام.
واقرأ أيضاً:
منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري مشاركة1
ويتبع>>>>>>: موسوس من العيار الثقيل م2